2024-03-29 09:02 ص

تهديدات وتحديات.. تستهدف اسقاط قمة الهرم السياسي؟!

2017-08-16
القدس/المنـار/ لم يعد الحديث عما يتعرض له الرئيس الفلسطيني محمود عباس من ضغوط وتهديدات ويتعرض له من تحديات من جانب قوى اقليمية ودولية محلية، تضاف الى ما تمارسه اسرائيل يوميا استهدافا له.
هذا الوضع الذي لم يعد خافيا على أحد يفرض تناوله بدقة وصدق، دون الالتفات الى أصحاب الذرائع ورافعي سوط الخطوط الحمراء والتجاوزات.. الذين يشكلون أحد هذه التهديدات، ولا يقل خطورة عن التهديدات الاخرى المتصاعدة حدة وشراسة، التي باتت سمة المرحلة الحالية، التي تعيشها الساحة الفلسطينية.
المشهد السياسي الفلسطيني مستهدف وبقوة، وتتلاقى قوى عديدة مختلفة على مخطط اقتلاع هذا المشهد واسقاط رئيسه لصالح أشخاص وجهات هي مجرد "دمى" في أيدي الدول المخطط، ورسمت عناصره وخطوطه وتوقيت تنفيذ حلقاته، وفي يديها ايقاع وقياس حدة وشراسة التهديدات.
وما نراه ونسمعه من تسريبات ونشر شائعات وتشويهات تمس المشهد السياسي، هي حزء من مخطط التهديد والضغط غير المتوقف ويأخذ أشكالا عدة، وما يقلق أن ليست هناك تحركات مضادة تواجه المخطط المذكور، في حين تلوذ دائرة صنع القرار بصمت غريب وكتمان شديد.

التهديدات التي تستهدف المشهد ورئيسه
أولا: الموقف الاسرائيلي المتعنت من عملية السلام، ورفض اسرائيل دفع الاستحقاقات المترتبة عليها، منذ سنوات طويلة، وضربها عرض الحائط كل قرارات الهيئة الدولية، مع عدم الالتفات الى التحذيرات التي تصلها من هذه الدولة وتلك.
وتمارس اسرائيل امعانا في الصلف والغطرسة انتهاكات تجاوزت كل الحدود ضد الأرض والانسان في فلسطين، وامعنت في احراج رأس المشهد السياسي أمام شعبه، ولم تتوقف عن المس بالمقدسات وتنفيذ الاعدامات الميدانية، وسلب الاراضي ومواصلة العمليات الاستيطانية، وارتكاب المزيد من الحماقات وترجمة برامج التهويد وتغيير المعالم.
ثانيا: الرعاية الامريكية السيئة لعملية السلام وانحياز واشنطن بالكامل الى اسرائيل، ومواصلة تحركاتها المريبة، ومطالبها المذلة، وحرف عملية السلام عن مسارها، ودعمها لأطراف في المنطقة هي الاخرى تدفع باتجاه اسقاط المشهد السياسي، والاستمرار في تهديد قيادة المشهد السياسي وتحديدا من يقف على رأس هذا المشهد واحراجه كجزء من حلقات مخطط اسقاطه، وعدول الادارة الامريكية الجديدة حتى عما كانت تنادي به الادارات السابقة من طروحات لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، والوقوف في وجه أية جهة عربية تريد مساندة الشعب الفلسطيني.
ثالثا: هناك دول عربية في مقدمتها المملكة الوهابية السعودية ومشيخة قطر والامارات، الداعمة لما يسمى بـ "صفقة القرن"، وهي دول لها مقاولوها ووكلاؤها في الساحة الفلسطينية، يعملون ضد هذه الساحة ومشهدها السياسي، ويتآمرون على قضية شعبها، الدول المذكورة وان أخفت احداها تحركاتها، معنية منذ سنوات، بضرب القيادة الفلسطينية، وهي تعمل على تكريس الانقسام في الساحة الفلسطينية، هذا الانقسام الذي يشكل أحد التحديات.
رابعا: خطورة الاختراقات التي باتت ظاهرة وداخل صفوف مستويات عليا، تحولت الى أدوات وكتبة تقارير لجهات خارجية، بعضها يقود تآمرا مكشوفا ضد القيادة ورئيسها.
خامسا: التهديد الذي يشكله بعض مستشاري القيادة، هذا البعض المرتبط بقوى خارجية، ومتناغم تماما مع الوكلاء والمقاولين لأنظمة الردة والذي يتردد أفراده على بعض العواصم كمخبرين.
سادسا: سوء الاداء الحكومي وعدم الالتفات الى الوزارات والمؤسسات، التي باتت مليئة بالمظالم، المغذية لعوامل ثوران البركان، في ضوء التذمر المتصاعد، وما يرافق سوء الاداء هذا من خطوات مرفوضة على صعيد التوظيف والترقيات غير المستندة الى الخبرة والكفاءة والأقدمية، وتلك الامتيازات التي يتمتع بها كثيرون، وبشكل مفضوح.
سابعا: رغم تعدد الأجهزة الامنية، هناك تسلل واضح لحركة حماس داخل عدد من الوزارات والمؤسسات بعضها الاكثر حساسية، باتت تسير من قبل عناصر من الحركة أو مناصرين لها، وهذا التسلل آخذ في التعمق.
ثامنا: هناك مجموعة من القيادات تتبوأ مواقع هامة، في حالة تلاقي وتشاور لنشر مواد ونشرات وكتب في اللحظة المناسبة، تطبع في عواصم مجاورة، تمس بالقيادة ومن يقف على قمة الهرم.
تاسعا: عدم قدرة الاعلام الرسمي على التأثير، والرد على الجهات المعادية، أو حتى وكلائها ومقاوليها، هذا الاعلام في حالة ارتعاش وعجز، ونسبة متابعيه متدنية، وهذا ما يفسر الاقيال على المواقع الاخبارية ووسائل الاعلام التي تخدم الجهات المعاديةـ فالاعلام الرسمي يفتقر الى الكفاءات وذوي الخبرة، وسلامة الخطط الموضوعة.
عاشرا: اللعب على وتر الانقسام من جانب حماس وحلفائها أو التي تتبع أجنداتهم، حيث بات ينظر الى أن القيادة الفلسطينية لا تمثل كافة أبناء الشعب الفلسطيني.
حادي عشر: الاحراج المستمر الذي يسببه بعض من هم في دوائر القيادة المختلفة الذين يحصلون على قرارات توظيف واسناد دون وجه حق.
ثاني عشر: فشل الدبلوماسية الفلسطينية في تحقيق انجازات تذكر، أو التصدي للاختراقات الاسرائيلية للعديد من الساحات الدولية.
ثالث عشر : عدم الاستناد الى المصلحة الوطنية في بناء العلاقات مع الدول خاصة ذات التأثير في الساحتين الاقليمية والدولية، مما يزيد من عدد الجهات المعادية.
رابع عشر: عدم مصارحة القيادة لشعبها، في الكثير من المسائل التي تهم هذا الشعب.
خامس عشر: عدم التحقق من سلامة اللجان خاصة في القدس، وتفشي ظاهرة الاستزلام التي تفرز تقارير كاذبة.
سادس عشر: الضعف الواضح في معرفة الشأن الاسرائيلي، والاعتماد على وسائل غير مجدية، والفشل الذريع في اختراق الشارع الاسرائيلي.
سابع عشر: يمكن الملاحظة بوضوح، عدم العمل كفريق واحد في كافة الهيئات والوزارات، وتفشي الاحقاد والاستزلام على حساب العمل والمصلحة الوطنية.
ثامن عشر: رفع الجدران عالية بين الرئيس وشعبه، وفي بعض الأحيان لا يستطيع شخص ايصال تقارير خطيرة له، بفعل نهج البعض في دائرة صنع القرار.
التحديات والاخطار والتهديدات كثيرة، اذا لم ينظر اليها بجدية، وكيفية التعاطي معها، فان سقوط المشهد السياسي وارد، وهذه هي الكارثة التي تسعى اليها جهات عديدة، وقد تعمدنا في هذا الموضوع عدم الخوض في التفاصيل والأسماء والمعلومات الى حين.