2024-03-29 08:02 ص

الحادث الارهابي قرب رفح.. رسائل هامة.. هل تلتقطها حماس؟!

2017-08-17
القدس/المنـار/ الحادث الارهابي الذي وقع فرب معبر رفح بقطاع غزة على الحدود مع مصر، له رسائله ودلالاته وتداعياته الكبيرة والكثيرة، وهو يأتي في ظل تطورات بالغة الاهمية في ساحة القطاع والساحات المجاورة.
الحادث الاجرامي الذي راح ضحيته أحد القادة المقاومين، نفذه شخص تأثر بالفكر الارهابي الظلامي، الذي تحتضنه المملكة الوهابية السعودية الراعية للارهاب في الساحة العربية. والحادث الارهابي يشير الى أن القطاع مستهدف من جانب الفصائل الارهابية متعددة الأسماء، المنتشرة في أكثر من بلد عربي، وبالتالي، تقف حركة حماس الممسكة بمقاليد الحكم في غزة أمام امتحان يجب أن تجتازه وسريعا، حتى لا تنمو بذور الارهاب في ساحة قابلة لاحتضان هذه البذور الخبيثة.
وحركة حماس تعلم تماما، أن القطاع مستهدف من جانب قوى التكفير والتطرف، وتعرف تماما، ما يمكن تسميته بشيوخ الضلال التي تروج للتكفير ولهم زواياهم، لذلك هذا الحادث الاجرامي يفتح الباب أمام حماس لاجتثاث العناصر التكفيرية قبل استفحال فكر الشر والضلال، فصمت الحركة على هذه الفئة الضالة وتقديرات الحسابات الخاطئة، وصياغات التحالفات غير المبنية على مصلحة القطاع وأهله، عوامل منحت الارهابي المنتحر مسلكا للقيام بالعملية الاجرامية بتدبير واشراف "معلميه".
هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فصائل المقاومة الاخرى هي ايضا مدعوة الى التكاتف لمواجهة الارهاب في مهده قبل استفحال شره، فالتصدي للتكفيريين ليست مسؤولية حماس وحدها، وانما واجب وطني وديني على الفصائل جميعها، وأبناء غزة لكل اتجاهاتهم وشرائحهم.
في السياق ذاته، هذه العملية الارهابية استهدفت ضرب الشعبين المصري والفلسطيني في غزة، ومتجهة نحو افاق ايجابية في مقدمته، فك الحصار عن قطاع غزة أو تخفيفه، واغلاق جبهة، لطالما استغلها الارهابيون لارتكاب أعمال اجرامية في الساحة المصرية، مما تسبب في مزيد من معاناة أهل قطاع غزة، ولم تدرك حماس ذلك الا مؤخرا بعد سنوات من امتثالها الخاطىء لما تصدره الجماعة الأم "الاخوان المسلمون" من تعليمات، ومنها التدخل في الشأن الداخلي المصري.
لقد أثبت هذا الحادث الاجرامي سلامة المطالب والمواقف المصرية، وما كانت تطلبه القاهرة من قيادة حماس، بالحذر من العناصر الارهابية في غزة والتغاضي عنها، وحذرت من تحول القطاع الى بيئة حاضنة للارهاب، ولجوء الارهابيين الهاربين من ملاحقة الأمن المصري الى داخل القطاع.
أمام هذا الحادث الاجرامي وما يشكله من خطورة على حماس، والعلاقات بين الحركة ومصر، فان حماس مدعوة الى تعزيز علاقاتها مع القاهرة والتنسيق معها في اجتثاث جذور الارهاب واغلاق حدود القطاع مع مصر أمام الارهاب والارهابيين، والابتعاد عن برنامج جماعة الاخوان التي تقود الاعمال الارهابية في الساحة المصرية بالتنسيق مع أنقرة والدوحة، اشغالا للجيش المصري ومحاولة لتفكيكه، وضرب الاقتصاد في مصر.
ملاحقة حركة حماس للارهابيين وتنسيقها في ذلك مع مصر، يحقق مصالح عديدة لاهل القطاع، ويساهم في رفع الحصار عنهم وبصراحة، يحمي حكم الحركة في للقطاع، ويخفف من حدة المأزق الذي أدخلت نفسها فيه، وتسبب في تعميق الحصار على قطاع غزة.
ان الحادث الاجرامي هو رسالة الى قيادة حركة حماس، يفترض في هذه القيادة أن تقرأها جيدا، وتدفعها الى اتخاذ خطوات تمنع الشرور عن أهل القطاع، ما دامت تمسك بالحكم هناك، واذا ما تجاهلت هذه الرسالة، فانها مقبلة على حرب مع هؤلاء الارهابيين الذين ينزرعون في أرض القطاع، مستغلين صمت الحركة، وفي الرسالة أيضا أن غزة لم تكن بعيدة عن الاتهامات التي وجهتها القاهرة لحركة حماس، عندما دعتها الى تسليم العناصر الارهابية والهاربين وضرورة ملاحقتهم وعدم تقديم الاسناد لهم. هذا الحادث الارهابي، أثبت خطأ السياسة التي انتهجتها حماس، وسوء تقديرات الحركة ازاء أحداث المنطقة وتطوراتها.
ولعل الأهم والمطلوب الان وبعد هذا الحدث الاجرامي أن تتلاقى حركة حماس مع قيادة السلطة الفلسطينية في منتصف الطريق لانهاء الانقسام وانجاز مصالحة حقيقية، فالجانبان مستهدفان.
 ان في غزة خلايا ارهابية، ترى أن الفرصة مواتية للخروج من جحورها لارتكاب جرائم بشعة في القطاع، وفي الساحة المصرية، لذلك، أمام حركة حماس فرصة سانحة لتنفيذ أعمال وردود وخطوات استباقية لاجتثاث أصحاب الفكر التكفيري المتطرف.
لكن، للحقيقة، يحسب لحركة حماس موقفها الجدي، من تعزيز الأمن على الحدود مع مصر، وحرصها على قطع كل مسارات الارهاب وتحرك الارهابيين في تلك المنطقة، والتزامها الفعلي بما اتفقت عليه مع القاهرة، والتصدي للارهاب التكفيري المنتحر دليل واضح على ذلك.