2024-04-24 06:16 م

هل يغير طريق الحرير مستقبل إفريقيا؟

2017-09-03
مع استمرار حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تأييد العزلة وتقويض العلاقات الدولية مع إفريقيا التي دامت قرون، تنفذ بكين مشروع سوف يغير من مستقبل القارة السمراء؛ من خلال إنشاء طريق الحرير أو الحزام البري.

وذكرت صحيفة هافنجتون بوست على موقعها الالكتروني، إن المشروع يثير مجموعة من المشاعر المتداخلة؛ فالشعب لديه رأي مخالف للحكومات، وفي حين سيؤثر بشكل مباشر على شرق وشمال إفريقيا، فإن هناك فُـرْصَة أن تحفز التنمية التي تمس الحاجة إليها على امتداد الساحل الشرقي للقارة، حيث لا تزال البلدان تحاول التعافي من الصراعات البيروقراطية في الحرب الباردة.

وأضاف الموقع: رغم المكاسب المرجوة من مشروع طريق الحرير، إلا أن هناك سؤالا مهما، هل الحكومات الإفريقية تفعل ما يكفي لتحقيق مكاسب يمكن تقاسمها؟ والإجابة تكمن في ما سيسمح به القادة المحليين للقوى الخارجية للقيام به من نفوذ مثل الصي، ويخضع انهيار الثقة بين القادة الأفارقة والسكان للاختبار– بل وتفاقم- من أَثْنَاء مشاريع مثل مبادرة الحزام والطريق في بكين.

وتابع الموقع: تنقسم مبادرة الحزام والطريق إلى جزئين، أحدهما فوق الأرض وآخر على البحر، حيث يتكون من خطوط سكك حديدية مترابطة وشبكات اتصالات وخطوط أنابيب بترول وغاز تنطلق من تشونغتشينغ في بكين إلى دويسبيرج في ألمانيا التي تربط القوى الاقتصادية لنهري اللؤلؤة واليانغتسي مع روتردام وهامبورج.

وأردف: القسم الثاني – طريق الحرير البحرى للقرن الـ21 – عبارة عن سلسلة من ممرات الشحن المرتبطة من تشيوانتشو بمقاطعة فوجيان الصينية إلى بيرايوس في اليونان، تم تمكينه من قبل مجموعة مختارة من توسعات الموانئ عِمْلاقة من كولومبو في سري لانكا إلى مومباسا في كينيا، ومن هناك، يمر عبر قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط، ثم برا إلى شمال أوروبا، ومن المخطط أن ينتهي الجزء البحري بصورة رسمية في اليونان.

وذكر الموقع: لم تلتزم بكين بجدول زمني، ومعايير معينة، ما يعتبر مشروع الحزام والطريق غامض أحيانا، ومع ذلك، إذا تحققت الخطة بالكامل، فإنها ستشمل 65 بلدا وتؤثر على نحو 60% من سكان العالم، وسوف تكون أيضا مكلفة، وقدرت شركة برايس ووترهاوس كوبرز، أنه سيتكلف حوالي تريليون دولار، حيث تبلغ قيمة المشاريع البرية ذات الصلة ما قيمته 250 مليار دولار قيد التنفيذ بالفعل، وبالتالي فإن المشروع أضخم من مجرد مبادرة إنمائية، بل حكاية جديدة تركز على بكين والعولمة، قصة يمكن أن تناسب العديد من العناصر المتباينة إلى منطق جيوسياسي أوسع تركز على الدولة الوسطى.

ووفقا للخطط الرسمية للحكومة الصينية، يوجد لديها مركزين إفريقيين هما كينيا ومصر، لكن شبكات السكك الحديدية والاتصالات الممولة من بكين تربط أيضا بين دول شرق إفريقيا الأخرى مثل إثيوبيا وتنزانيا ورواندا إلى الطريق البري، ومن أَهَمِّهَا جيبوتي، التي تعد أول قاعدة عسكرية في الخارج للصين، وتعتبر مفتاح مكافحة القرصنة على طول الساحة الإفريقية من الطريق البحري والبري، وعلى بعد أميال قليلة من قاعدة كامب ليمونييه الأمريكية، التي فتحت جيبوتي للصراع المحتمل، ومع ذلك، فإن حكومتها تتحدث بالفعل عن تحويل البلد الصغير إلى مركز للنقل والإمداد في دبي.

وفي نهاية المطاف، يمكن لهذه الشبكة الداخلية أن تربط بلدان بعيدة عن بعضها مثل رواندا وأوغندا وجيبوتي إلى موانئ كينيا، وبالتالي إلى بكين وأوروبا عبر الطريق البري، ومن شأن الجمع بين التوسع في الموانئ ومكافحة القرصنة أن يقيم إلى تسهيل التجارة بعيدة المدى مع بكين، مع تيسير التجارة الإفريقية عبر مراكز بريه أقرب، مثل ميناء بيرايوس اليوناني.

وإدراج بكين لإفريقيا في الأقليم البري، يعني أن القارة تواجه فجأة مجموعة جديدة كاملة من الفرص والرواتب، فعلى الجانب الإيجابي، ترى بعض حكومات شرق إفريقيا تدفق الاستثمارات الصينية في البنية التحتية والتصنيع كوسيلة لسد الثغرات في البنية التحتية ووضع بلدانها كمراكز لوجيستية وتصنيع جديدة لا يمكن أن تخدم القارة السمراء فحسب، بل أيضا في الشرق الأوسط وأوروبا.

وبما أن المناقشات حول ما إذا كان الطريق البري سيزيد من الصيد غير المشروع للحيوانات الإفريقية لتلبية الطلب من المستهلكين الصينيين، وعما إذا كانت الشركات الصينية تستخدم ما يكفي من العمال المحليين، والغضب في القارة، وبعض النقاد يشككون ما إذا كان الطريق البري قابل للتحقيق على الإطلاق، لكن بطريقة ما، سوف يقضي هذا الطريق على عزلة إفريقيا.

وأشار الموقع إلى أن المشروع مرحلة جديدة من العولمة، فعلى مدار القرنين الماضيين، كانت قصة العولمة؛ فكما تعرفنا عليها بعد الحرب العالمية الثانية، لا تزال مرتبطة بالاستعمار الغربي، ولا تزال قصصنا حول العولمة قائمة على الغرب، حيث تقليد كل ما هو غربي من مأكل وملبس بل في العادات والتقاليد، لكن الآن هناك قصة جديدة عن العولمة، يصنعها طريق الحرير والذي يعتبر ولادة حقيقية لعلاقة الغرب بالقارة بل وعلاقة دول القارة ببعضها بعضا، والدور العالمي الذي ستلعبة بكين في هذا الفكر الجديد.

وتسوق بكين الطريق البري في إفريقيا على أنها “تنمية مربحة للجانبين”، ومع ذلك، فإن العديد من الأفارقة لديهم شكوك مقلقة من إمكانية جلب هذا الطريق لأشكال جديدة من الهيمنة، وفي حين تختلف هذه المخاوف من بلد إلى آخر، فإنها كثيرا ما تكون أقل عن إمكانية الاستعمار الجديد تماما، وتعكس المزيد من الهوة بين السكان الأفارقة والحكومات، والسؤال ليس ببساطة ما الذي ستفعله بكين لإفريقيا، بل بالأحرى، ما الذي ستسمح به الحكومات الإفريقية للجهات الفاعلة الخارجية والداخلية القوية، التي تعتبر بكين منها مثالا واحدا فقط، على الشعب الإفريقي؟