2024-04-19 05:29 م

ما هو الفرق بين القنبلتين الهيدروجينية و الذرية ؟

2017-09-24
حذّرت كوريا الشمالية، هذا الأسبوع ، من احتمالية إجرائها اختبار قنبلة هيدروجينية في المحيط الهادي وعلى نطاق لم يسبق له مثيل، بعد أن قالت، مطلع سبتمبر الجاري، إنها اختبرت بالفِعل قنبلة هيدروجينية أكثر قوة بعدة مرات من القنبلة النووية يمكن تحميلها على صاروخ.

وتُشير مجلة “تايم” الأمريكية إلى أن القنابل الهيديوجينية لم تُستخدم من قِبل أي دولة في أي معركة أو نزاع، لكن يقول الخبراء إنها قادرة على تدمير مدن بأكملها والفتك بعدد ضخم من الأرواح، أكثر من القنبلة الذرية القوية التي أسقطتها الولايات المتحدة في هيروشيما اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، مما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى.
وبينما تتصاعد حِدة التوترات العالمية على خلفية برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، إليكم أبرز المعلومات عن القنابل الهيدروجينية والذرية، بحسب “التايم” الأمريكية:

لماذا القنبلة الهيدروجينية أكثر تدميرًا من القنبلة الذرية؟

أكثر من مائتي ألف قتيل سقطوا في اليابان بعد أن أسقطت الولايات المتحدة قنبلتها الذرية الأولى في هيروشيما، أعقبتها أخرى بعد ثلاثة أيام في نجازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، في تفجيرات مدمرة أجبرت اليابان على الاستسلام، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.

بيد أن القنبلة الهيدروجينية، بحسب خبراء نوويين عدة، يمكن أن تكون أقوى 1000 مرة من القنبلة الذرية. وشهدت الولايات المتحدة ضخامة قوة هذه القنبلة عندما اختبرت واحدة داخل البلاد فى عام 1954، وفقا لما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

يقول إدوارد مورس، أستاذ الهندسة النووية في جامعة كاليفورنيا، إن القنبلة الهيدروجينية تسبب انفجارًا أكبر من القنبلة الذرية، ما يعني أن موجات انفجار الصدمة والإشعاعات الحرارية تصل إلى مدى أكبر، بمُعدّل أقرب 5 أو 10 أميال. “وبعبارة أخرى، ستقتل مزيدًا من الأرواح”.

وأطلق الدكتور هاورد هول مدير معهد الأمن النووي بجامعة تينيسي، على القنبلة الهيدروجينية اسم “قاتل المدن”، إذ يُمكنها إبادة مدن بأكملها بمُعدّل يتراوح من مئة إلى ألف مرة أكثر من القنبلة الذرية، قائلًا “القنبلة الذرية العادية ستظل مُدمِرة، لكنها لن تُحدِث تدميرًا بقدر القنبلة الهيدروجينية”.

ما الفروق بين القنابل الهيدروجينية والذرية؟

يصف الخبراء القنبلة الهيدروجينية باعتبارها “النسخة الأكثر تقدّمًا من القنبلة الذرية”.

وتستخدم القنبلة الذرية إما اليورانيوم أو البلوتونيوم وتعتمد على الانشطار، وهو تفاعل نووي تتفكّك فيه النواة أو الذرة إلى جزئين. ولصُنع قنبلة هيدروجينية، يحتاج المرء إلى اليورانيوم أو البلوتونيوم، إلى جانب اثنين من نظائر الهيدروجين يُطلق عليها الديوتريوم والتريتيوم. أما القنبلة الهيدروجينية فتعتمد على الاندماج، وهي عملية يتم خلالها تجميع ذرتين منفصلتين ووضعهما معًا لتشكيل ذرة ثالثة.

يقول إريك نورمان، أستاذ الهندسة النووية في جامعة كاليفورنيا: “الطريقة التي تعمل بها القنبلة الهيدروجينية تمزج بين الانشطار والاندماج معًا”، مُشيرًا إلى أنه في كلتا الحالتين تخرج كمية كبيرة من الطاقة تقود إلى الانفجار، وإن كان يتم إطلاق مزيد من الطاقة خلال عملية الانصهار، بما يسبب انفجارًا أضخم.

وقال “مورس” إن القنابل الذرية التى أُسقطت على اليابان كانت تحتوي على نحو 10 آلاف كيلوطن من مادة تي إن تي، أما القنابل الهيدروجينية من الممكن أن تحمل ما بين 100 ألف إلى عدة ملايين كيلوطن من مادة تي إن تي، ما يعني “مزيدًا من القتلى”.

علاوة على ذلك، لفت الخبراء إلى أن القنابل الهيدروجينية يصعُب إنتاجها ولكنها أخف وزنًا، ما يعني أنها يمكن أن تعبر مسافات أبعد من الصواريخ.

ما أوجه الشبه بين القنابل الهيدروجينية والذرية؟

تُشير “التايم” إلى أن كلا القنابل فتّاكة للغاية ولها القدرة على قتل الناس في غضون ثوانٍ، أو رُبما بعد ساعات بسبب الإشعاعات الناجمة عنها.

وأضافت أن الانفجارات التي تُسفر عنها كلا القنابل قادرة على تدمير كُبرى البِنايات، وحرق كل ما هو مصنوع من الخشب، وتجعل الطرق غير صالحة للاستخدام، بحسب ما وصفته مجلة “لايف” الأمريكية في مقال نُشر في 11 مارس 1946، توصيفًا لما حدث بعد الهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي في اليابان.

وجاء في المقال: “بعد الانفجار، تعرضت أجساد الناس للضغط الشديد، ثم تمزقت أعضاءها الداخلية، ثم تفجّرت جثثهم في مدى يتراوح من 500 إلى 1000 ميل في الساعة”.