2024-04-18 10:03 م

ماذا وراء صعود حزب يميني متطرف في ألمانيا؟

2017-09-26
يدخل حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي سجل أفضل نتيجة لحركة يمينية متطرفة في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية، البرلمان الألماني للمرة الأولى على الإطلاق. وقد ساهمت عوامل داخلية وخارجية في هذا الصعود، حسبما قال محللون إيطاليون.
فمن نسبة ضعيفة قدرها 4.7 في المائة سجلها في الانتخابات الفدرالية السابقة التي جرت عام 2013، حقق حزب البديل من أجل ألمانيا قفزة هائلة وأحرز نسبة 12.6 في المائة في عملية التصويت يوم الأحد. وحصد أكثر من 90 مقعدا، ليصبح بذلك ثالث أكبر قوة في البوندستاج (مجلس النواب).
وذكرت إليونورا بولي الباحثة المتخصصة في الوحدة الأوروبية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي بالمعهد الإيطالي للشؤون الدولية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "من وجهة نظر محلية، كانت إحدى العوامل الرئيسية وراء هذه النتيجة هي التحول الذي قام به الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه أنجيلا ميركل نحو مركز الطيف السياسي".
"واتضح ذلك بشكل خاص في قضايا مثل الهجرة والرعاية الاجتماعية. وبالتالي، لم يعد بعد الآن بمقدور الناخبين المحافظين الألمان توحيد أنفسهم مع توجهات الحزب الديمقراطي المسيحي"، حسبما قالت الباحثة بولي، مضيفة أن التحول نحو المركز السياسي يمكن أن يكون سلاحا ذو حدين، وليس للمحافظين أو الديمقراطيين الاجتماعيين الألمان فحسب.
وأشارت بولي إلى أنه "عندما تتحرك الأحزاب الرئيسية نحو المركز -- بغض النظر عما إذا كانت يسارية أم محافظة -- فإنها تفقد جزئيا هويتها السياسية. وقد ظهر هذا الاتجاه ليس في ألمانيا فحسب، وإنما في فرنسا وإيطاليا أيضا".
وقدمت صحيفة ((إيل سولي 24 أوري)) الاقتصادية البارزة تحليلا مماثلا . وعنونت طبعتها الصادرة يوم الاثنين بـ"التطرف والأحزاب القديمة، ألمانيا وجسدنة مشكلات أوروبا".
وكتبت أنجيلا مانجانارو في ((إيل سولي)) تقول "لقد مُنيت أحزاب كبيرة تنتمى ليسار الوسط ويمين الوسط بالهزيمة في ألمانيا، مثلما كان الحال في فرنسا وإلى حد ما في هولندا وحتى في بريطانيا".
وأضافت قائلة "شيء شهدناه بالفعل...فأوروبا قديمة متصدعة تتحد الآن من خلال نفس النكسات الانتخابية ، وألمانيا التي تعد مرشدا لأوروبا ستمثلهم جميعا".
كما أشارت المحللة إلى أن حزب البديل من أجل ألمانيا استطاع حشد المواطنين الألمان الذين لم يصبحوا معتادين على الإدلاء بأصواتهم، وذلك كما فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع بعض "الأمريكيين البيض والغاضبين" في الولايات المتحدة.