2024-04-24 11:47 م

بدون مواربة .. تساؤلات مشروعة وتحذيرات من كمائن منصوبة للقيادة الشرعية

2017-09-28
القدس/المنـار/ بعد سنوات طويلة من االانقسام في الساحة الفلسطينية، حط ملف المصالحة ثانية في مصر، فهي الأقرب والأحرص على فلسطين وشعبها، وكانت المفاجأة خلال تواجد قيادات حركة حماس من الداخل والخارج في القاهرة عندما أعلنت الحركة موافقتها على مطلب القيادة الشرعية الفلسطينية المتمثل بحل اللجنة الادارية، للبدء في حوارات وخطوات تحقيق المصالحة برعاية مصرية، هذه الموافقة لها عواملها وأسبابها كلها تصب في سعي حماس للخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه.
في القاهرة، انتظرت القيادة المصرية، رد القيادة الفلسطينية، فالبعض هناك كان يعتقد بأن رام الله، لن ترد بموقف ايجابي، لكن، ما حصل هو العكس تماما، رحبت السلطة الفلسطينية، وبدأت خطوات الردود الايجابية من جانبها.
موضوع المصالحة حساس وبالغ الأهمية، وبالتالي، معالجته بعد المواقف الايجابية من الجانبين يفترض أن تكون بحذر شديد، ولكن، بصراحة متناهية، خاصة في ضوء ما يثار هنا وهناك من تساؤلات وشائعات ويصدر من تسريبات وحملات تشويش، خاصة وأن هناك جهات داخلية وقوى خارجية، ليست معنية بتحقيق المصالحة وانهاء الانقسام، هناك الامارات ومشيخة قطر ووكلاؤهما ومقاوليهما وجماعة الاخوان، وانتهازيون أصحاب منافع ومصالحة شخصية وذاتية من داخل صفوف طرفي الانقسام.
الآن.. مع اقتراب ترجمة المواقف، الى خطوات عملية، يجب الاشارة الى حقائق ذات مدلولات هامة وكبيرة، يمكن العودة اليها في حال طرأ طارىء سلبي، تسببت به الجهات المعادية والمتربصة.
أولى هذه الحقائق أن الرئيس محمود عباس حريص على استعادة وحدة الوطن، والابقاء على التمثيل الفلسطيني قويا راسخا اسنادا للحرب السياسية الدائرة مع اسرائيل في الساحة الدولية، كشفا لادعاءاتها الزائفة، وتعرية لتعنتها وقمعها، وبالتالي، لا يجوز لجهة ما التشكيك في موقفه المعلن، وما يؤكد ذلك ترحيبه بموقف حماس الأخير عندما أعلنت عن حل اللجنة الادارية، صحيح، أن هناك البعض في دائرة المسؤوليةِ، غير راض عن الخطوات الايجابية التي انطلقت من القاهرة، لكن، هذا البعض أضعف من أن يهز موقف الرئيس ويخشون افتضاح أمرهم.
وبدون مواربة.. كثيرة هي الجهات التي اعتقدت بأن الرئيس عباس لن يقابل امتثال حماس بردود وخطوات ايجابية، لتبدأ بشكل علني عملية التحريض على القيادة الفلسطينية ورئيس المشهد السياسي الفلسطيني وحرف الموقف المصري، نحو مناصبة العداء للقيادة الفلسطينية، هكذا كان الهمس والغمز واللمز في العاصمة المصرية، عندما أعلنت حماس حل اللجنة الادارية، وكأن البعض كان ينصب فخا وكمينا للشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبو مازن.
وبوضوح، القيادة الاماراتية الصبيانية في أبو ظبي تعمل منذ فترة طويلة وبأساليب خسيسة لاقصاء الرئيس محمود عباس، وتربطها علاقات جيدة مع مصر، والسؤال الذي يطرح نفس هنا، هو: ماذا سيكون عليه موقفها من البدء في خطوات المصالحة، وماذا عن حال مقاولها الذي أيضا تربطه علاقات جيدة مع القاهرة، وبالتأكيد تلقى صفعة عندما تم الاعلان عن الخطوات الايجابية لانهاء الانقسام، كذلك، ماذا ستفعل جماعة الاخوان، وهي أيضا غاضبة، وهل سينجح بعض رموز حماس في ثني قيادة الحركة عما قامت به واتخذته من قرار وموقف.
وبالنسبة لمصر، هل ستستمر في رعايتها لملف المصالحة، وتلقي خلف ظهرها وشوشات أبو ظبي ووكيلها، وهل ستمضي قدما في مهمتها النبيلة هذه، ولا تتوقف عند أحد أهدافها، وهو تطوير العلاقات مع حماس حفظا لأمنها القومي، وبصراحة متناهية، هل ستضحي مصر بموقفها التاريخي الثابت من القضية الفلسطينية، ارضاء للصبية وخدمها في الامارات؟! وتعلن بعد فترة من الحوارات تجنيا تحميل مسؤولية فشلها على عاتق القيادة الفلسطينية!!
وتساؤلات اخرى كثيرة، سنتاولها بالتحليل والتعليق في الأيام القادمة.