2024-04-20 03:20 م

أين مشيخة قطر والامارات من جهود المصالحة الفلسطينية؟!

2017-10-04
القدس/المنـار/ جهود المصالحة في الساحة الفلسطينية تقودها مصر، وبعد محادثات واتصالات حاسمة وصريحة وجادة، أجرتها القاهرة مع طرفي الانقسام، عاد الملف الى اليد المصرية، واعترف المتصارعان بأهمية ذلك وبحرص مصر على الشعب الفلسطينية ومسيرته..
وعودة ملف المصالحة الى القاهرة، يعني كف يد الاتراك والخلايجة عن ذلك، وسلامة للقرار الفلسطينية والموقف الفسطيني، ونجاة من شرور هؤلاء وأهدافهم الخبيثة، المبنية على تعميق الانقسام لا إنهائه، واللعب بالورقة الفلسطينية في سوق مزايدات مصالح الدول، وتغطية السياسات الفاشلة.
ملف المصالحة في اليد المصرية، وبوادر التحرك ايجابية، وفي غزة عرس أثلج صدور أبناء فلسطين جميعهم، واللقاءات والحوارات هذه المرة تختلف عن سابقاتها والقاهرة هي الضامنة وهذا يثير ارتياح طرفي الانقسام اللذين خسرا الكثير جراء استمراره لسنوات طويلة. هذا التوجه القوي لانجاح جهود تحقيق المصالحة في الساحة الفلسطينية يثير قلق وغضب بعض العواصم في المنطقة، منها، الامارات ومشيخة قطر وتركيا، ولكل منها اسبابها، لكنها، تتفق على الامتثال لتعليمات "المعلم الامريكي" في واشنطن، بعدم وضع العراقيل أو التسلل الى داخل الجدار الذي يحيط الآن بالجهود المصرية لانجاحها، وهي صاحبة الدور الريادي والمصلحة في انهاء الانقسام وعدم تحول ساحة قطاع غزة الى مربع داعم للمجموعات الارهابية في سيناء، أو الاعلان عن هذه الساحة امارة تتبع التنظيم الدولي لجماعة الاخوان.
سواء كانت هناك أضواء خضراء من واشنطن أو غيرها لانطلاق مسيرة المصالحة، فان هذه المسيرة بدأت، وأطفئت الاضواء الحمراء مؤقتا، انتظارا لتطورات ونتائج وأحداث مرتقبة.
وعودة الى الدول المتضررة من انهاء الانقسام ومن الدور المصرِي، فان مشيخة قطر تمكنت في السنوات الاخيرة من التأثير القوي على قرار حكم حماس في غزة، تأثير تسبب في مماطلة الحركة بالتوجه الجاد لتحقيق المصالحة، وأن استضافت الدوحة بعض الحوارات بين طرفي الانقسام فان هذا لا يعني أن المشيخة معنية بتحقيق المصالحة، كما تدعيِ، وانما المضي في سياسة المراوغة والمماطلة، لعلها تنجح في تقديم خدمة عظيمة لتل أبيب وواشنطن، بفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بشكل تام، وذلك، ادار خكام قطر وساطة لفترة طويلة بين غزة وتل أبيب، للوصول الى هدنة طويلة الأمل، وصفقة تبادل للاسرى بمقاييس اسرائيلية.
الان مصر تحتضن ملف المصالحة، وانزوت المشيخة القطرية بعيدا، فشلا وغضبا، وقلقا.. واوهامها المتمثلة بالامساك بالورقة الفلسطينية قد تبددت تماما، ولن يجدي نفعا تحالفها القوي مع جماعة الاخوان بعد أن أدركت قيادة حركة  حماس الجديدة، أن حكمها في القطاع، وكحركة مقاومة سينتهي في ضوء الازمات التي تلاحقها، وبعد قراءة دقيقة للتطورات والمتغيرات وما هو مرتقب من أحداثث، وبعد سنوات من انتظار مكاسب من برنامج جماعة الاخوان الذي سقط في العديد من الساحات.
مشيخة قطر كغيرها من دول الخليج وفي سباقها مع المملكة الوهابية السعودية ماضية في تعزيز علاقاتها مع اسرائيل، وان فشلت في تسخير ملف المصالحة لمصلحتها، فهي لن تتوقف عن الزحف صوب مركز دائرة التطبيع، لكن، هذا الفشل يبقى مؤشرا على تراجع تحركاتها، وعجزها عن الخروج من دائرة الصغار، مع تمنياتها بفشل الجهود المصرية لانهاء الانقسام.
أما القيادة الاماراتية صاحبة الدور التخريبي القذر في الساحة العربية، فتربطها علاقات قوية مع مصر، وبالتالي لن تلجأ لتخريب الجهود المصرية، خاصة وانها تدرك جيدا أن هناك أضواء خضراء لانجاح المصالحة، لأسباب وأهداف لن تبقى طي الكتمان، وصمتها لا يعني موافقتها على رأب الصدع في الساحة الفلسطينية، فهي ومنذ سنوات تقف ضد الشرعية الفلسطينية، وتجهز مقاوليها لتسلم المشهد السياسي الفلسطيني، لذلك خابت آمالها لهذا التطور الايجابي الذي تشهده الساحة الفلسطينية، بعد أن اعتقدت أيضا أن وكلاءها سيفتحون لها أبواب السيطرة في رام الله وغزة.