2024-04-19 01:48 ص

تحول كبير داخل حماس أحدثته القيادة الجديدة للحركة

2017-10-09
القدس/المنـار/ المتتبع لما يجري داخل حركة حماس، يرى ويجد أن هناك تغييرا كبيرا طرأ على مواقف الحركة، وهيكليتها، تغيير لم يحدث بمحض الصدفة، أو عفويا، وانما مدروس ومخطط له بعناية فائقة، انه تحول كبير له دلالاته ومعانيه الكبيرة والهامة، ويترتب عليه الكثير على صعيد الساحة الفلسطينية وعلاقات حماس مع قوى وعواصم في الاقليم، تحول له ارتداداته، سنشهدها في الفترة القريبة القادمة، مع تمسكها بهدف لا تخفيه، وان لم تتحدث عنه، بشكل مباشر.
الواضح الآن، أن الحركة دفعت الى قيادتها والمناصب الرفيعة والمؤثرة فيها، أشخاصا من داخل الوطن، على حساب القيادات الحمساوية في الخارج، التي تحكمت في مواقف وسياسات الحركة ردحا طويلا من الزمن.
اصحاب القرار في حركة حماس، باتوا أغلبهم من الداخل، أي نقل الثقل، ودائرة صنع القرار الى ساحة الوطن، بعيدا عن التأثيرات الخارجية، والتحالفات المفروضة، والارتباط الكلي بالجماعة الأم، وهذا ما يفسر ذهاب الحركة الى طريق المصالحة، لانهاء الانقسام، فقيادة حماس الحالية المؤثرة اكثر التصاقا بشعبها، من القيادات السابقة التي بقيت بعيدة عن الوطن، تدرك حجم المعاناة ومطالب شعبها، وضرورة توسيع دائرة انصارها، والاهتمام برفع معاناة المواطنين.
تحول كبير، تشهده حركة حماس، فقيادتها أصبحت قريبة من "الأهل" كما يقال، وبالتالي، هي تتحمل مسؤولية كبيرة، وعليها واجبات كثيرة، بمعنى ضرورة اعادة صياغة الخارطة والمواقف، وطريقة تلمس المسارات، بعيدا عن التأثيرات الخارجية التي جعلتها تفقد القدرة على المحافظة على اتخاذ قراراتها باستقلالية تامة.
القيادة الحالية تدرك حجم الخسائر التي لحقت بالحركة جراء التأثير القطري الطويل، والعبث الاماراتي المستجد، والتبعية القاتلة لتنظيم جماعة الاخوان، أخطار لم تستطع القيادات السابقة تفاديها، والافلات من القيود التي وضعت عليها.
الآن، حركة حماس تشهد تغييرا ملحوظا، أدركت ضرورة عدم الاساءة لمصر، ووقف التدخل في شأنها الداخلي والوقوف معها، لمنع المساس بأمنها القومي، والتصدي بأشكال مختلفة مع القاهرة لدرء أخطار الارهاب، وهي نجحت في بناء علاقات جديدة قوية مع مصر.
وقيادة حماس، حيث ذاق غالبية مسؤوليها المؤثرين مرارة الاعتقال، في السجون الاسرائيلية وخرجت لتجد حجم المعاناة المتزايدة لأهل القطاع، أدركت ضرورة العمل في الساحة الداخلية، والتأثير فيها، ومشاركة غيرها من الحركات والفصائل في مواجهة التهديدات والتحديات وسياسات الاحتلال القمعية، والا فقدت وجودها.
من هنا سارعت الى اتخاذ المواقف السليمة التي تؤدي الى التلاقي مع فتح، والعمل معا على رأب الصدع وانهاء الانقسام، ومواصلة التقدم باتجاه المشاركة في حمل المسؤوليات، واعباء الحكم، لا اقصاء طرف لآخر.
سياسة جديدة، وتحول مدروس، لا شك سيعيد للحركة هيبتها، وما فقدته من انصار، جراء سياسة قيادات سابقة ثبت فشل سياساتها، على اكثر من صعيد.
ولأن القيادة الجديدة، سلكت مسارا سليما، يؤدي الى نجاحات مضمونة، وفكت أية ارتباطات "مهينة" مع جهات خارجية، أو هي في طريقها لفعل ذلك، والتقت مع فتح في منتصف الطريق لانهاء الانقسام، فان هناك قلقا على قياداتها المؤثرة، من جانب شريحة داخل الحركة، غاضبة على مواقف القيادة الجديدة، وأيضا من جانب اسرائيل التي لا تريد قيادة لحماس تقف على هموم شعبها، ولا تنشغل بأجندات خارجية.