2024-04-25 02:32 م

محاولات خائبة لإحياء الموتى

2017-10-12
بقلم: محمود الشاعر
كالغريق الذي يتعلق بقشة النجاة الواهية تحاول المجموعات الإرهابية اليوم وعبر إجرامها المتكرر في بقاع مختلفة من سورية أن تنقذ نفسها من الهلاك الحتمي وأن تجد مخرجاً لها بعد أن حشرت في زوايا هزائمها النكراء وضيق الخناق عليها من قبل الجيش السوري ، فما كان منها إلا أن جددت عملياتها الإرهابية بإيعاذ من الشيطان السعودي والأمريكي الذي أراد ايصال رسائل قذرة مفادها أنه قادر على بث الروح في الجسد الداعشي في أي لحظة يشاء وأن أذرعه الإرهابية مستمرة في إجرامها رغم الشلل الذي أصابها مؤخراً بعد انتصارات الجيش المتتالية في الميدان ، وما التفجير الأخير في حي الميدان بدمشق إلا دليل على إفلاس هؤلاء واحتراق أوراقهم الخاسرة التي أرادوا اللعب بها لتخريب الحل السياسي المستند إلى الانجازات الميدانية ، كما وتتحرك لدى هؤلاء روح العدوان المتأصلة فيهم عبر إطلاق صواريخ حقدهم إلى محردة وريف اللاذقية وأطراف دمشق وهذا دليل آخر على عجزهم وإفلاسهم وإن نهايتهم قد اقتربت لا محالة لذلك تراهم في حالة من العمى السياسي يتخبطون في أفعالهم بدافع من عقائدهم وأفكارهم المتعفنة التي تزين لهم القدرة على خوض المستحيل وكأن هناك معجزة بانتظارهم لانتشالهم مما هم فيه ورغم محاولات إنعاشهم في الميدان من قبل أمريكا والتي تمثلت مؤخراً في اشتباكاتهم مع الجيش السوري في القريتين بمساعدة خلايا إرهابية نائمة هناك بقصد السيطرة عليها إلا أن محاولاتهم الخائبة أسفرت عن هزيمتهم وتراجعهم المخزي الأمر الذي يؤكد أن هؤلاء عاجزون عن تحقيق أي انجاز أمام تعاظم قوة الجيش السوري في ساحات القتال. إن التلاعب الأمريكي الحاصل اليوم حول مفهوم الإرهاب والإدعاء بمحاربته من جهة والإنخراط الكامل في دعمه وإنعاشه وبث روح الحياة فيه والتستر على جرائمه والتسويق للتنظيمات المتطرفة على أنها معارضة معتدلة من جهة أخرى هو دليل على أن النهج الأمريكي المعادي لسورية ودول المنطقة لم يتغير وأن أمريكا ماضية في تحقيق أطماعها ومصالحها الضيقة على حساب أمن الشعوب وهي بذلك تتناسى أن الوحش الذي تربية صغيراً وتدعمه سيرتد عليها وينهش جسدها والعمل الإرهابي الذي تبنته داعش في ولاية لاس فيغاس الأمريكية هو خير دليل على ذلك . كما أن الدعم العلني للإرهابيين الذي صرحت عنه إسرائيل مؤخراً عبر تبنيها الوقح للفصائل الإرهابية التي تخلت عنها غرف الموك في الجنوب والإعلان عبر وسائلها الإعلامية عن استعدادها لدفع رواتب هؤلاء ومعالجتهم في مشافيها إنما هو عمل خبيث يراد به تأجيج الوضع وإشعال الأزمة من جديد والتي كان لإسرائيل دور كبير في إذكاء نارها منذ بداية الحرب على سورية. وأياً كانت المحاولات الأمريكية والصهيونية لإحياء الإرهابيين واستعادة نشاطهم الإجرامي عبر جرعات الدعم الوهمية فإن الميادين السورية تؤكد أنهم إلى زوال وقد باتوا في لحظات النزع الأخير يتمسكون بحبال الوهم دون جدوى عبر مجازفات عمياء غير محسوبة مصيرها الفشل. وهكذا فإن النصر النهائي على الإرهاب بات قريباً وينتظر السوريون بفارغ الصبر الإعلان عن اجتثاث آخر داعشي وإعادة السلام إلى الأرض السورية الحبيبة . 
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص