2024-03-19 06:24 ص

الخيلُ .. تبكي فارسها , لا وداعا ً سيدي الشهيد بل إلى لقاء

2017-10-19
بقلم: ميشيل كلاغاصي
من الجبل الأشم إلى الفرات الخالد , نافذا ً وأسدا ً , وإلى حضن الشهادة نزفه بطلا ً , وفي حضرتها يصبح الموت عرسا ً .. يصيبنا الألم و وجع الفراق ، لكننا نربحه شرفا ً وفخرا ً وشعلة ً تنير دون أن تنطفئ إلى أبد الزمان , ليأمن المكان و تنتصر بلادي أم الأوطان. بالحب والتقدير , بالحزن و الفرح , بالنصر والأمان , بالفخر و الإعتزاز , نكتب ولا نكف عن ضجيج الكلام ، ونعرف أنه الاّن يسمعنا و يبتسم بطيبه وبعفويته و بمحبته , وبروحه يقول لنا أنا باق ٍ معكم وبينكم . اليوم , أكتب عنك سيدي الشهيد , وأعرف أن كل شيء في غيابك سيتغير , وان نكهة ً جديدة وعزيمة ً إضافية ستزيدنا شموخا ً وإصرارا ً على متابعة مسيرتك لتحقيق النصر الذي أردته لنا , كي نقدمه لك ولروحك الطاهرة .... رحيلك لن يُسدل الستار , بل سيشرق كضوء الصباح , ووهج الشمس , و حتى لهيبها , الذي سنصبه نارا ً على الأعداء , ليبقى ضياء وجهك نورا ً ورمزا ً للعطاء والفرح. لن ننسى التفاصيل بيننا ، وهي كثيرة ٌ و لن تنتهي , و ربما سيطغى الشوق على اللحظات التي عشناها معا ً , لحظات ٌ أعجزت المكان وسجلها الزمان في عيون عميد ٍ قائد ٍ يحمل جنديا ً مصابا ً على كتفه , وضابط ٍ مغوار يقود المعركة في الصف الأمامي , وأبا ً يتفقد أبناؤه , أيام الصمود العجيبة , في الطعام والشراب والمواساة , في أصعب وأطول حصار ٍ عرفته الحروب . ولا بد للحظات الذكريات أن تحمل شوقا ً ووعدا ً باللقاء , فدربك دربنا , ونصرك نصرنا , ووعدك وعدنا . ارقد بسلام .. سيدي الشهيد , وإلى جوار ربك , فقد منحتنا في حياتك كل القوة والصبر والعزيمة والشجاعة , وفي رحيلك تركت لنا قاموسا ً في التضحية والبذل و العطاء , "فما من حب ٍ أعظم من أن يهب الإنسان حياته فداءا ً لمحبيه " وما تعلمناه منك سنتركه لأجيال ٍ من بعدنا , لتقرأه عزة ً و كرامة ً لقوم ٍ سوريين مقاومين وإلى الأبد سيبقون من الجبل إلى النهر أسودا ً وأبطالا ً , يَحمون و يحتمون بشموخ ِ جبل ٍ أغر ٍ أشم , ما أنجبَ سوى الأبطال , ويرتوون من نهر ٍ خالد ٍ تتدفق دمائهم الزكية مع قطرات مائه الخالدة إلى الأبد ... لن يكون وداع ٌ , بل إلى لقاء .. سيدي الشهيد كل الرحمة و السلام و الخلود لروحك الطاهرة .. العميد – الشهيد عصام زهر الدين.