2024-04-18 04:26 ص

إنذار الى العرب من كتالونية

2017-10-20
بقلم: رابح بوكريش
احتفلت إسبانيا يوم 12 أكتوبر بعيدها الوطني المصادف للذكرى 425 لاكتشاف كريستوفر كولمبس القارة الأمريكية، من خلال تظاهرات شعبية واستعراضات عسكرية حضرها الملك فيليب السادس . وهي مناسبة لتعزيز الوحدة الوطنية ولم الشمل، لاسيما وسط تأزم الوضع في إقليم كاتالونيا . وهي مناسبة أيضا للتأكيد على شرعية المؤسسات الدستورية ورفضا لما سماه رئيس الحكومة المحافظ ماريانو راخوي "عصيانا" و"خروجا عن الشرعية . وكانت السفارة الاسبانية في الجزائر قد نظمت حفلا كبيرا بهذه المناسبة وحسب عمر حرفوشي منظم الحفل قفد أخبرني أن الحفل كان مميزا إذ حضره عدد من الوزراء في الحكومة الجزائرية، وعدد من كبار الشخصيات الجزائرية من عالم الثقافة والفكر و الاعلام و رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين في الجزائر . ورحب سعادة السفير" السيد سانتياغو كاباناس أونصورينا " في كلمة بهذه المناسبة بالحاضرين، مؤكدًا أن العلاقات الجزائرية – الاسبانية مميزة وهي في تطور مستمر. كل هذا يحدث واسبانيا تعيش في حالة غير طبيعية بسبب النزعة الاستقلالية لدى الكاتالونيين بالرغم أن ذلك لم يحظى بدعم غالبية سكان الإقليم، كما أشارت إلى ذلك نتائج الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2015، حيث حصدت أحزاب الانفصال على غالبية المقاعد إلا أنها كسبت أقل من 50 في المئة من الأصوات. وكان آخر استطلاعات الرأي التابعة لحكومة إقليم كتالونيا في يوليو الماضي إن 45 بالمئة فقط من سكان الإقليم يشعرون بكونهم كتالونيين أكثر من كونهم إسبانا، بينما الباقون إما تساورهم مشاعر مختلطة أو ميول إسبانية . ولهذا من واجب مسؤولي الحكم الذاتي في كتالونيا أن يختاروا مصيرهم فإما أن يقبلوا بوضع أيدهم في يد الحكومة الاسبانية ويدخلون معها في حوار في إطار الوحدة وفي هذه الحالة فإنه من البديهي أن كل الذين يرفضون هذه الوحدة سيضعون سكان كتالونية في مأزق جديد. لقد سحرت فكرة الانفصال عددا لا بأس به من الكتالونيين لأنهم يتخيلون أن تحقيق ذلك سيعود بالفائدة للفرد الكتالوني ، إلا أن بعض لحظات من التفكير تكفي لمعرفة أن ذلك غير حقيقي على الإطلاق وبصفة أذق فإن انفصال كتالونية عن إسبانيا يهدد اقتصاد الكتالونيين أنفسهم . في كل الأحوال فإن الانفصال مجرد وهم لن يسفر عن أي نتيجة من جميع الجوانب . وغير خاف لدى الجميع أنه ليس هناك مطلقا في اسبانيا فرق بين هذا وذاك في الحقوق ، فلماذا إذن تستمر المطالبة بالانفصال ؟ . الحقيقة الواضحة تماما هي أن دول العالم مجتمعة ترفض الانفصال ومطالب الانقسام لأن ذلك سيؤدي الى ازمة جديد في العالم – وإن خلق دولة في كتالونية سيؤدي الى توجيه النزاع من جديد نحو الكثير من الدول ، وسيحتد التوتر والحروب . إن عددا من أنصار الانفصال في العالم لا ينظرون الى النتائج الحقيقة لهذا الانفصال بل ينظرون الى نفعه التكتيكي . فهم يطرحونه كطريقة للضغط الذي يقصد من ورائه منافع سياسية ومصالح شخصية ، وفي هذا المعنى فإن التهديد بالانفصال يشكل خطرا على التعايش السلمي بين الشعب الاسباني . وعلى الدول العربية ان لاتقف على الهامش في قضية كتالونية لأن الخطر سيمتد اليهم جميعاً . خلاصة القول ان انفصال كتالونية عن اسبانية لن يكون في حقيقة الأمر سوى بداية المصائب التي تنتظر سكان هذه المناطق .