2024-03-28 09:28 م

5 خطط تفصل بن سلمان عن "صفقة العرش"

2017-10-21
لا تخرج الاحكام الجائرة التي تشهدها الريـاض في الاونة الاخيرة من اعتقالات وخطف (باوامر من ولي عهد الريـاض محمد بن سلمان) بحق السعوديين من امراء ومشايخ ودعاة وباحثين وأصحاب العقول الناضجة عما يدور حول مسألة تولي بن سلمان العرش، خلفاً لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز.

وفي هذا الصدد كتب الباحث في الشأن السياسي “سابمون هندرسون” مقال تحليلياً نشره معهد الولايات المتحدة الأمريكيـه للدراسات يتناول 5 سيناريوهات لانتقال العرش في الريـاض من الاب الى الابن.

السيناريو الاول : تخلّي سلمان وانتقال الحكم إلى محمد بن سلمان

اعتبر “هندرسون” التنازل عن العرش على الأرجح خياراً غير مرغوب فيه في الريـاض. معللاً ذلك بعدم رغبة ال سعود بتكرار سيناريو تخلّي أمير قطر حمد آل ثاني لابنه تميم و ذلك بسبب الازمة الحالية بين قطر والسعودية.

السيناريو الثاني: تخلي سلمان عن العرش لكن مع الحفاظ على لقب خادم الحرمين الشريفين

ايضاً اعتبر “هندرسون” انه من الصعب تحقق هذا السيناريو معللاً ان الامراء من حول الملك لن يسمحوا ابداً بفكرة ان يصبح العرش رمزياً او دينياً فقط.

السيناريو الثالث: تعيين سلمان لمحمد بن سلمان في منصب رئيس الوزراء

يعتبر مركز رئاسة الوزراء في الريـاض من حق الملك في حين يشغل ولي العهد منصب نائب رئيس الوزراء. وحَكَى الكاتب أن هذه المسألة قد تكون حساسة: فقد دخل فيصل والملك سعود في شدّ الحبال من أجل السيطرة البيروقراطية قبل إرتقاء الأول العرش، لذلك يجب أن يكون سلمان راغباً حقاً بالتخلي عن هذه المهمة إذا كان هذا التقسيم للأدوار سينجح اليوم.

السيناريو الرابع: محمد بن سلمان يصبح الوصي على العرش

وفقاً لقوانين الريـاض عندما يسافر الملك إلى خارج البلاد، ينيب عنه ولي العهد السعودي لإدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابه.

وهذا ما حدث حين سافر سلمان الى موسكو وناب عنه محمد بن سلمان في ادارة امور البلاد الداخلي.

وحين يخرج الملك للعلاج خارج البلاد تبرز نسخة عن خيار الوصاية وهذا حدث مع الملك فهد حين اصيب بجلطة دماغية شديدة في أواخر سَنَة 1995، تمّ تعيين ولي العهد الأمير عبدالله وصياً على العرش، لكنه شغل هذا المنصب لأسابيع قليلة فقط على ما يبدو لأن إخوته الأشقاء النافذين (سلطان ونايف، وسلمان) حرصوا على عدم السماح لعبد الله بالتمتع بالسلطة المطلقة.

وربط الكاتب نجاح هذا السيناريو بشرط موافقة كبار افراد العائلة الحاكمة الذين يجب ان يبايعوه كي لا يتكرر سيناريو عبدالله.

السيناريو الخامس: وفاة الملك سلمان

استبعد الكاتب نجاح هذا السيناريو بسبب الانشقاقات داخل العائلة المالكة التي يتمّ تداولها في الاونة الاخيرة، حيث قد تدفع ببعض الشخصيات إلى تحدي سلطته الجديدة. وهذا ما حدث حين قرر سلمان تعيين ابنه ولياً للعهد قبل أربعة أشهر، حيث صوّت ثلاثة من الأمراء الأربعة والثلاثين في “هيئة البيعة” ضده.

ولا يمكن ان تنسى العائل الحاكمة وخصوصاُ اقرباء سلفه محمد بن نايف ما فعله بن سلمان بالاخير من حرمانه من النوم والأدوية الى سجنه في قصره كي يجبره على الموافقة على انتقال السلطة.

ايضاً يشكل متعب بن عبدالله، رئيس “الحرس الوطني”، وابن الملك السابق عبدالله بن عبدالعزيز خطراً كبيراً على حكم بن سلمان في حال تحقق حيث يشكل الأخير قوة عسكرية كبيرة في حال نشوب نزاع على الخلافة.

وحَكَى الكاتب ان بن سلمان يَجْتَهِدُ في الوقت الحاليً الى استرضاء المنافسين وتذليل العقبات من خلال اختيار ولي عهد جديد بعناية يلقى قبول عند ابناء العائلة المالكة، ولكن في الوقت الحالي، لم تتضح بعد هوية ولي العهد.

اذا يبقى السؤال كيف سيتربع بن سلمان على العرش امام هذه السيناريوهات الخمس وهذه التحديات الصعبة، هذا ما ستكشف عنه الايام والشهور المقبلة، ولا نستبعد مطلقا ان تأتي الذكرى الثامنة والثمانين المقبلة وهو متربع على العرش.

ويمكن القول ان بن سلمان مستعدٌ لفعل أي شيء في سبيل وصوله إلى العرش وضمان بقائه فيه. فهو لا يكترث بمعارضيه داخل العائلة الحاكمة. وفي ذلك، لن يتورع عن قمع (وإسكات) كل من يقف في طريق حلمه وصعوده وهذا ما تشهده الريـاض في الايام القليلة السَّابِقَةُ.