2024-03-19 09:59 ص

مسارات الانتصار بيد الدولة السورية و جيشها ..

2017-10-21
بقلم: أمجد الاغا
معطيات ميدانية هامة ينطوي عليها الميدان السوري ، تشي باقتراب خروج سوريا من ازمتها و الحرب العبثية المفروضة عليها ، هي معيطات تؤكد أن النصر قاب قوسين أو ادنى من الاعلان النهائي و الذي سيكون بمثابة ولادة جديدة للدولة السورية ، فبعد حرب صعبة و مؤلمة دامت لسنوات ، قتل و دمار و ارهاب مارسته دول اقليمية ، و اسندت لها المهام من دعم و تمويل و تدريب لفصائل كان هدفها تدمير الدولة السورية بمؤسساتها و جيشها و شعبها خدمة لأمريكا و دولة الكيان ، لكن الصمود الشعبي و الالتفاف حول القيادة العسكرية و السياسية كان عنوانا بارزا لسنوات طويلة افضى إلى تأسيس نصرا استراتيجيا بكل المقاييس . تطورات رئيسية طرأت على المشهد السوري خلال أشهر قليلة ، ميدانيا و سياسيا ، و لا شك بان تلازم المسارين الميداني و السياسي و تحقيق المنجزات الهامة فيهما ، من شأنه خلق تطورات على قدر من الاهمية التي جعلت الكثير من الدول الغربية و الاقليمية مراجعة حساباتها تجاه سوريا ، و البدء بإعادة رسم الخطط بعدما تكسرت على ابواب سوريا خططهم ، هي خطط تظهر ايجابية تجاه الملف السوري و إن كانت بالحد الأدنى ، لكن الرسائل التي حوتها تشي بتعديل مسار الاحداث السياسية في سوريا . عليه يمكننا تحليل المشهد السوري القادم و الذي بات في قريبا من القضاء على الإرهاب في الميدان و السياسة ، على الصعيد العسكري المتعلق بالأزمة السورية، مُني تنظيم داعش الإرهابي و الفصائل الإرهابية الأخرى بهزيمة عسكرية على امتداد جبهات الجغرافية السورية ، وهو ما لعب دوراً في قلب المزيد من المعادلات لصالح الجيش السوري المرتبط مباشرة بهذه النتائج . على الصعيد السياسي الدولي المتعلق بالأزمة السورية ، اختفى التداول بشرعية الرئيس السوري بشار الأسد، بل بات يُشكل رغبة دولية عبَّر عنها كل من الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والفرنسي ايمانويل ماكرون، مما يعكس تحولا في الموقف الدولي تجاه الأزمة ، بالرغم من التحفظ الذي تبديه الدولة السورية تجاه المواقف الأوروبية ، هذا التحول في الموقف الغربي انعكس الصعيد الميداني المحلي السوري المتعلق بالحرب على الإرهاب ، و لعل التغير في هذه المواقف أشعل الصراع بين الموالين لكل من قطر والسعودية من الجماعات الإرهابية، وبدأت تظهر علامات حرب الإلغاء بين الطرفين. أما على الصعيد السياسي المحلي السوري، الرئيس السوري بشار الأسد يعمل وفريقه على الانتقال نحو مرحلة ما بعد الأزمة وهو ما تظهره بوضوح، اللقاءات التي يُجريها، لا سيما مع رئيس الهيئة المركزية للرّقابة والتفتيش، والتي يجري العمل معها على وضع خطط لمعالجة الفساد الإداري، الأمر الذي يُظهر الدولة السورية بشكل متماسك وقادر على الحكم. هي مسارات متلازمة فرضتها استراتيجية الدولة السورية و صمود جيشها ، فحين تتغير معادلات الميدان ، تتغير معها اصطفافات الدول وتحالفاتها ، ليكون انقلاب الصورة واضحا لصالح الدولة السورية و حلفاؤها ، وفي ظل هذه التبدُّلات ، تعيش سوريا مرحلة يتمنى الكثيرون أن تكون انتقالية، نحو إعادة السيادة والاستقرار ، لبلدٍ عانى من ويلات مؤامرةٍ كبيرة .