2024-04-20 10:18 ص

ترابط عضوي .. من دفع ثمن الاسلحة الاسرائيلية

2017-10-21
بقلم: بطرس الشيني*
عثرت قوات الجيش العربي السوري أثناء تمشيطها للمواقع والقرى التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في منطقة جب الجراح على أسلحة إسرائيلية متنوعة خلال الأسبوع الماضي ..اكتشاف أسلحة وذخائر إسرائيلية ليس الأول من نوعه ،فهذه الأسلحة اكتشفت في كل جهة ومكان حرره الجيش السوري من تنظيم القاعدة «جبهة النصرة» أو داعش أو غيرهما من عشرات التنظيمات الإرهابية التي تعيث قتلا ً وتدميرا ً في سورية ، وظهرت الأسلحة الإسرائيلية في عشرات الفيديوهات التي قام إعلام داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات ببثها عبر مواقعه وعبر محطات التلفزيون الفضائية المؤيدة للإرهاب .. لم تنكر حكومة الكيان الصهيوني ولا مرة أنها تدعم التنظيمات الإرهابية في سورية بل على العكس قام الإعلام الإسرائيلي خلال السنوات الماضية ببث وثائقيات تلفزيونية مرات عديدة عن المساعدات التي سماها «إنسانية» للتنظيمات الإرهابية في ريف القنيطرة ودرعا وهناك تصريحات رسمية إسرائيلية عن معالجة الكيان الإسرائيلي لأكثر من /1500/ من جرحى تلك التنظيمات في مشافي مدينة صفد المحتلة وغيرها من المشافي الإسرائيلية ، وبالتأكيد فإن آلاف الأطنان من الأسلحة والصواريخ هي على رأس تلك المساعدات «الإنسانية» التي تغدقها «إسرائيل» على جيشها السري في سورية بغض النظر عن تسميته الإعلامية سواء كان داعش أو النصرة أو غيره ... المسؤولون الإسرائيليون حرصوا أكثر من مرة على العمل على تفتيت سورية إلى كيانات صغيرة وهم مازالوا يعملون على ذلك ومن الطبيعي أن يقوم العدو الإسرائيلي بما يقوم به وهو الذي تعود منذ قيامه على قتل العرب بصورة روتينية يوميا ً وبصورة مباشرة عبر جنوده وطائراته أو عبر وكلائه من منظمات إجرامية أو بعض الحكام العرب الذين يرتبط وجودهم الوظيفي بوجود «إسرائيل».. غير الطبيعي هو السكوت الإعلامي الدولي والعربي على ماتقوم به إسرائيل وإخفاء أية معلومات حول التحالف الإسرائيلي العضوي مع التنظيمات الإرهابية الدولية الموضوعة على لائحة الإرهاب في مجلس الأمن وفي الأمم المتحدة . وقد لوحظ أن المرات القليلة التي أشارت فيها الصحافة الغربية إلى تعاون إسرائيل مع منظمة القاعدة وداعش في ريف القنيطرة كانت إبان الحرب التدميرية الإسرائيلية على غزة التي أدت خلال شهر إلى مقتل وجرح عشرة آلاف مدني ثلثهم من الأطفال وتدمير /35/ ألف منزل في غزة ، يومها بثت محطات التلفزيون الغربية الناطقة بالعربية فيديو مصور للدعم الذي سمته « إنساني» لجرحى تلك التنظيمات الذين تتم معالجتهم في مشافي مدينة صفد في وقت تجاهلت فيه تلك الوسائل الغربية «الحرة» ضحايا غزة من المدنيين وتجاهلت أكثر إبادة أسر كاملة في تلك المدينة ، ركزت على « إنسانية « الجيش الإسرائيلي في مساعدة تنظيمات « تقاتل من أجل الحرية « كما وصفتها !!؟ وكانت رسالتها تلك موجهة مرة أخرى لأغبياء تسهل قيادتهم وهي قاعدة أساسية في الإعلام الغربي . لم يظهر خلال السنوات السبعة أية إدانة من الساسة الغربيين ولا من صحافتهم للدول التي دعمت التنظيمات الإرهابية بالسلاح والمال والمقاتلين فكلهم كانوا شركاء في سفك الدم السوري لم يستهدف إرهاب القاعدة أو داعش ولا مرة «إسرائيل» ولكنه استهدف الأوروبيين والسوريين والعراقيين و اللبنانيين واستهدف مالي ونيجيريا والفلبين الخ ... إلاّ «إسرائيل» !!! مع ذلك يسعى الإعلام الأوروبي دوما ً إلى تصوير «إسرائيل» على أنها تقوم بمبادرات «إنسانية » !!!؟. المثير للسخرية أن الأحزاب السياسية والصحافة الغربية «الحرة « قامت غير مرة خلال الانتخابات سواء في أمريكا أو فرنسا أو بقية الدول الأوروبية في فضح تورط الأحزاب أو الشخصيات المنافسة في دعم التنظيمات الإرهابية الموضوعة على لائحة الإرهاب الدولي وتصريحات الرئيس الأمريكي « ترامب « أو ماري لوبان في فرنسا خير مثال على ذلك ولكن أي من السياسيين أو وكالات الصحافة الأوروبية لم يشر إلى تعاون اليمين الإسرائيلي المتطرف الحاكم مع تلك التنظيمات .. الخلافات الدولية والنزاع بين داعمي الإرهاب من الحكام العرب السعودية وقطر مع تركيا .. فضح بعض خيوط المؤامرة الدولية على سورية والحرب الإرهابية الدولية التي تعرضت لها وبينت التقارير أن السعودية وقطر قدمتا دعما ً ماليا ً بمليارات الدولارات سنويا ً للتنظيمات الإرهابية الموضوعة على لائحة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وبينت آخر التقارير شراء السعودية لـ /15 / ألف صاروخ تاو مضاد للدبابات من الولايات المتحدة ، إضافة لمليوني قذيفة وصاروخ من بلغاريا وجدت بأرقامها المتسلسلة في أماكن سقوطها أو في مستودعات ومقار داعش وجبهة النصرة في الغوطة وريف حمص ودير الزور وحلب وعشرات المواقع والمدن السورية التي كانت تحت احتلال التنظيمات الإرهابية وكانت تلك الأسلحة جنبا ً إلى جنب مع الصواريخ والأسلحة الإسرائيلية ..وهذه ليست مصادفة والممول في الصفقات الأولى واضح ومعروف ولكن من مول صفقات الأسلحة الإسرائيلية للتنظيمات الإرهابية وهؤلاء معروف عنهم أنهم لايعطون أي شيء مجانا ً حتى لأبناء جلدتهم .. يمكن للمتابع أن يقارن المواقف السياسية المتشابهة لحكام المنطقة ليصل إلى النتيجة .. وفي كل الأحوال لا تزال المسافة واسعة والزمن بعيد أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة للقيام بالدور المنوط بهما لتحقيق سلم عالمي طالما أنهما أصبحا أداة طيعة في يد أمريكا وعملائها منذ حلت كارثة القطب الواحد على العالم المعاصر ، والوقت أبعد والنية مازالت غير موجودة لمحاكمة الدول والسياسيين الداعمين للإرهاب الدولي.
*- صحفي سوري