2024-03-19 01:36 م

المبادرة الفرنسية على ريتم زمجرة الجيش العربي السوري

2017-10-21
بقلم: المحامي محمد احمد الروسان*
فكرّ استراتيجيّاً وأعرف ماذا تريد وتصرف وفق دروس التاريخ، فعبر ما جرى ويجري في شامنا ويمننا وفي بعض ساحاتنا العربية، وما يحضّر للساكنة منها بما فيها الساحة التركية وشبه الجزيرة العربية، ولبنانا ويبدو أنّ دور تخريبه آت آت وان تدريجيّاً، حيث سعى الكيان الصهيوني إلى إعدام حبيب الشرتوني البطل القومي، كون الكيان هو الأم التي ولدت القتيل وأمثاله، فلا يشفي غليل الكيان سوى الإعدام، وثمة وزير محتفل من التيار الوطني الحر، هو حر في تصهينه، وبين القضاء الواقف والقضاء الجالس في لبنان مجاميع جحافل متصهينه، وهي التي تساهم في خلق المؤشرات التي تؤشّر وتقود إلى القادم الأسود على لبنان الحبيب. تصاعدت مؤخراً علناً في وسائل الميديا العالمية المبرمجة وفقاً لمسارات تخادم المصالح المشتركة للمحور الخصم، وسّراً في كواليس مراكز استخبارات مدارة من قبل مجتمعات الاستخبار المعولم في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وعواصم القرار الأوروبي وعلى رأسها العاصمة باريس، معلومات حول مبادرة فرنسية يجري إعدادها على قدم وساق في المسألة السورية، بعد تراجعات في شعبية الرئيس الفرنسي ماكرون، وهي في الحقيقة مبادرة أمريكية صرفة بثوب فرنسي تهدف فيما تهدف إليه، إلى إعادة الدور الوازن للأمريكي ومعه الفرنسي في الحدث السوري، حيث هناك تراجع عميق لكليهما في جلّ الملف السوري، وهما يحاولان كسبها وإقرارها للمبادرة التي وسمت بالفرنسية، عبر طريق إنشاء مجموعة اتصال جديدة، وهذا من شأنه أن يزيد من الخلافات وتصعيد للتوتر، ويرغبان(الأمريكي والفرنسي)من خلالها إلى إعادة الملف السوري وفقاً لمسار مصالحهما إلى مجلس الأمن الدولي، لإعادة النظر في مبادئ المصالحة السورية المنسّقة سابقاً، والغاية الكبرى من ذلك أيضاً الأضرار في سلّة التغيرات الايجابية على أرض الميدان والناتجة عن لقاءات أستنه بنسخها السبعة حتّى اللحظة، والعمل على وضع خارطة طريق جديدة لمستقبل سورية بمشاركة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي والدول الأخرى بما فيها الأردن(ثمة توريط لعمّان في ذلك للإضرار بعلاقاتها المميزة بموسكو)، بحيث يضمن ذلك مصالح فقط كل من الفرنسي والأمريكي، مع العمل على الأضرار بعملية المباحثات في جنيف وأستنه لاحقاً، حيث ثبت بالفعل وبحكم الواقع الميداني أنّ منبر لقاءات أستنه هو المنبر الوحيد والفعّال للبحث في حل الأزمة السورية، ومن شأن هذه المبادرة الفرنسية والتي هي بالأساس أمريكية أن تقضي على جلّ الإنجازات الميدانية الحالية وإعادة النظر فيها، الأمر الذي يقود إلى نتائج في غاية السوء ويؤخر حل الأزمة السورية. ويعارض هذه المبادرة وبالعمق كل من الصين وإيران والفدرالية الروسية ودول البريكس وعدد محدود من الدول الأوروبية. خصوم الولايات المتحدة الأمريكية في منطقتنا والعالم يدركون، أنّ معضلة اليانكي الأمريكي في جانب منها تتموضع في التالي: كيف انتقلت دبلوماسية أمريكا من الأدمغة البشرية إلى الأدمغة الإلكترونية فبانت عورتها، بعكس حلفائها من بعض عرب وبعض غرب، الذين لا يفكرون إلاّ في كيفية ملىء البطون والجيوب، وإشباع ما بين الأرجل حتّى ولو كان بين الأصول سفاحاً دون ضمانات. إنّ التطورات الميدانية المتسارعة، على ريتم زمجرة الجيش العربي السوري وانجازاته العسكرية المركّبة، والقوّات الرديفة والحليفة، أصابت جلّ المحور الخصم للدولة الوطنية السورية، بتلبك معوي عميق، تبعه إسهال سياسي حاد، استوجب من الجميع استخدام لمناديل ورقية من نوع ذو الأجنحة وسكر بنات، لإزالة كل القذارة المتراكمة على مؤخرة هذا المحور الخصم كعوالق وطفيليات أرادت دعماً لمشروعها في الداخل السوري المستهدف. وهناك بون شاسع بين الممكن والمتاح، وهو المسؤول عن تموضع الشكل والجوهر الذي ينتهي إليه مسرح العمليات، حيث تضيق الخيارات كل الخيارات، وزمن المتاح بدأ يتلاشى قبل الكارثة القادمة التي ستمزّق المنطقة وعبر حرب العرب بالعرب، حيث العرب ما زالوا يمارسون إستراتيجية اللهاث وراء إيران، والأخيرة توظف وتستثمر في الأيديولوجيا لأحداث اختراقات جيواستراتيجية تخدم مصالحها، في حين أنّ العرب الأيديولوجيا عندهم تستخدم لحماية الأنظمة حتّى ولو قادت إلى تفتيت المجتمعات أو حتّى إلغائها. الولايات المتحدة الأمريكية، تمارس استراتيجيات التصريحات المتناقضة لإرباك الجميع للوصول إلى العميق من أهدافها، فهي تفعل عكس ما تقوله دائماً وأبدأ، ولسانها ينطق بخلاف فعلها، فلا خروج أمريكي من المنطقة بمعنى الخروج كما يروّج بعض السذّج والمراهقين في السياسة، بل إعادة تموضع وانتشارات هنا وهناك، مع إعادة بناء وتفعيل لشبكات العمليات الأستخباراتية العنكبوتية القذرة، لتعويض تموضعها وانتشارها، للبدء باستراتيجيات الاستدارة نحو أسيا وروسيا، والصين وإيران، ودول أمريكا اللاتينية، إن في البرازيل، وان في فنزويلا(الرئيس الأمريكي الزئبقي ترامب يهدد باستخدام القوّة العسكرية ضد كاراكاس – رسالة إلى كارتلات البلدربيرغ الأمريكي)، وان في باقي الساحات والحدائق الخلفية لها هناك، وأي إدارة أمريكية حاكمة، إن جمهورية، وان ديمقراطية، في واشنطن دي سي، هي بمثابة ناطق رسمي باسم البلدربيرغ الأمريكي لا أكثر ولا أقل. و واشنطن لا تدعم منطقة آمنة في سورية خوفاً من أن يستفيد منها الرئيس أردوغان في تقوية نفوذه في الداخل التركي والداخل السوري، وان كان الرئيس أردوغان مسيطراً على القضاء والشرطة والمخابرات والجيش التركي إلى حد ما(الدستور التركي عمليّاً يتجه نحو الدستور الديني، وان كان شكلاً علماني وبقيت أي كلمات أو عبارات علمانيه تشير إلى ذلك، والديمقراطية التركية تتجه نحو ديكتاتورية الديمقراطية)، وعندما تصرّح كارتلات الحكم الأمريكية: أنّ بوتين يعتبر أوروبا الموحدة تهديد لروسيّا، فهذا يعني وحسب ما أرى وأفهم هي تريد أن تقول لبوتين: هذا قاسم مشترك بين موسكو وواشنطن، نسعى معاً إلى تقسيم أوروبا وإضعاف أقوى اقتصادياتها(ألمانيا)، حيث ترى واشنطن أنّ أوكرانيا قويّة خطوة لجعلها تغزو أوروبا، ومن هنا الأوروبيون يرون أنّ أوكرانيا قويّة عسكرياً يعني أوكرانيا تغزوهم. المسألة تحتاج إلى بعض الإيضاحات وعبر التساؤلات المختلفة في سياسات عواصم القرار، أو إن شئت عواصم المؤامرة على الشرقين الأوسط والأدنى، وفي ظل تداخلات الحسابات بين الساحات، إن لجهة الساخنة(القويّة والضعيفة)وان لجهة الباردة(تجميد الحلول فيها وعليها كونها خارج الحسابات التكتيكية مرحلياً، ويتم تأهيلها كساحات مخرجات). ملامح التقسيم تعمّقت ارتساماً وترسّماً بشكل جدي في المنطقة، في ظل تيه الأستراتيجيا أو التوهان الاستراتجي، كثير من الدول المهمّة تحولت إلى عبء على كينونتها الوطنية، وهي نتاج متلازمة العولمة الأمريكية التي تقوم على الجماجم واستسقاء الدماء، وكيف صار قصر الإليزيه فرع من فروع شركة توتال الفرنسية النفطية العملاقة متعددة الجنسيات، والتي قد تخسر عقودها النفطية في أكثر من ساحة وخاصة في اليمن الذبيح، وحتّى أنّه في ظل هذا التيه العربي صار الكلب(أوسكار)جزء هام من فريق المراسم الذي يستقبل فيه وليد بيك جنبلاط ضيوفه في لبنان ومن لبنان، حيث دخل هذا الجنبلاط في حفلة شتم للشهيد اللواء عصام زهر الدين أبو يعرب رحمه الله، ومعه مجاميعه من فئة عميل برتبة شاويش ونازل، ونؤكد لهم أنّ جبل العرب ما كان يوماً إلاّ للعرب ولن يكون إلاّ للعرب يا وليد بيك، وسنرى ظهورات متكررة للكلب أوسكار مع وليد بيك في ظل سيمفونيات شتم حالية وقادمة بحق أنبل خلق الله تعالى وهم الشهداء، متشاركاً مع(كوهين لبنان)الدكتور سمير جعجع(الذي لم يكشف بحياته على مريض واحد سوى مساعدته لأجنة مرض العمالة). في ظل هذه التيه الفوق استراتيجي حصحص الحق وعبر صحيفة إسرائيلية صهيونية في فك شيفرة فضيحة(بابا بترا)التي أطلقت على عملية تورط الموساد في قتل مهدي بن بركة في باريس، ودفنه في إحدى الغابات بعد رش مواد كيماوية على جثته كي تتآكل بسرعة، وقد نسمع ونقرأ عن كشف حقائق أخرى مضى عليها الزمن، في ظل حالة السعار المخابراتي التي يعاني منها الموساد بطريقة هستيرية ومعه شقيقه جهاز أمان العسكري، نتيجةً لانتصارات جيشنا العربي السوري وحلفائه، وعارض الأزياء يوسي كوهين، كاتم أسرار بنيامين نتنياهو ومستشاره للأمن القومي، وذو العلاقات المتشعبة في بعض الساحات الخليجية ومع بعض الأطراف اللبنانية فكان الحكم بالإعدام على البطل حبيب الشرتوني، مع تفعيلات قادمة لرام بن باراك نائب رئيس الموساد السابق وناقل مرض السعار للكلب أوسكار والمدير العام لوزارة شؤون الأستخبارات الأستراتيجية الحالي. ففي ظل هذه الفوضى الخلاّقة، إخوة يوسف عادوا من جديد، ولكن هذه المرّة لم يرموه بالجب حيّا،ً بل كانوا هم الذئب والدم على قميصه ليس كذباً، كاتب هذه السطور لا يستخدم مصطلحات ولا يستحضرها لتقتل خلايا العقول الضعيفة حال احتكاكها بها، بل ليحفّزها على التفكير والاشتباك، حتّى في زواج الطبيب الإيراني بهروز براين ناهد من فانيسا جون كيري، وفي ظل الفكفة للمنطقة وإعادة التركيب والأمركة نكاية بالبعض العربي الحر ونكايةً بالروسي والصيني والإيراني، لا بدّ هنا من الإشارة إلى الدور الأمريكي العميق فمن الزاوية الأمريكية الإستراتيجية, ترى واشنطن أنّ التمركز باليمن وجيبوتي, يمكنها من السيطرة على ممر باب المندب, ويمنحها السيطرة على المحيط الهندي, حيث هي مسيطرة أصلاً على جانب المحيط الهندي الشرقي, من خلال تمركزها في المناطق المطلة على مضيق"ملقة "البحري الإستراتيجي, الذي يربط بين بحر الصين الجنوبي والمحيط الهندي, كما يمنحها(أي أمريكا)فرصة حقيقية لتطبيق خطتها طويلة الأجل, في تقسيم كبرى ساحات الجوار اليمني إلى عدّة دول, متفقة ومتساوقة في هذا الهدف, مع أهداف الحركة الصهيونية العالمية البغيضة. كما تتحدث مجاميع مخابراتية- دولية, عن سيل من المعلومات تتمحور حول استيعاب برنامج الهجرة الأمريكية خلال سنوات سابقة, لعدد كبير من اليمنيين الشباب, حيث يتم دمجهم في أجهزة الدولة الأمريكية, وخاصة في برنامج قوّات المشاة البحرية الأمريكية, وذلك تمهيداً لتنفيذ مخططات إستراتيجية – أمريكية بعيدة المدى. إنّ الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مدى وعمق، خطوط علاقاتها العرضية والرأسية، مع حلفائها(المستهدفون لاحقاً من قبلها عبر شطبهم وإعادة تشكيل ورسم الدور الوظيفي الجديد لهم مجتمعين، في صراعها مع الروسي والصيني والإيراني)في المنطقة الشرق الأوسطية الملتهبة والمضطربة بفعل الإرهاب المنتج والمصنّع والمدخل إلى الداخل السوري واللبناني والعراقي واليمني، وملاذاته الآمنة وحواضنه في جلّ دول الجوار السوري وفي شبه الجزيرة العربية والمنطقة ككل، وما يحاك للجغرافيا والديمغرافيا الأردنية، كنسق سياسي من سيناريوهات جديدة تقترب من الواقع، ويعمل الآخر على طمأنتنا وتهدئة روعنا، والمصيبة الكبرى أنّنا نصدّق قوله ورؤيته، بفعل حزب واشنطن في الداخل الأردني كنافذة استخباراتية، متشاركة مع بعض ما تسمى بمؤسسات المجتمع المدني في داخلنا الجغرافي والديمغرافي ذات التمويل الأجنبي المشروط، وبفعل نفوذ وضغوط جماعات المحافظين الجدد والأيباك، في مفاصل صناعة القرارات السياسية والدبلوماسية العدوانية التدخلية والمخابراتية والعسكرية، داخل مؤسسات الدولة الولاياتية الاتحادية الأمريكية. تسعى من أجل اعتماد مذهبية أجندة سياسية خارجية أمريكية شرق أوسطية، تدخليه عدوانية تصعيديه، لجهة توظيف فرصة الأحداث الإرهابية ومحاربتها، عبر تحالف الخراب الدولي والذي أنتج تحالف عرب الناتو، بجانب الاحتجاجات الأخرى الجارية في معظم ساحات المنطقة، من أجل بناء مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي أفشلته المقاومة الإسلامية في لبنان في حرب تموز 2006 م والمقاومة العراقية، وصمود الدولة الوطنية السورية ونسقها السياسي والجيش العربي السوري، والجيش العراقي البطل والحشد الشعبي، ومجتمع المقاومة في غزّة المحتلة وباقي الوطن الفلسطيني المحتل، شرق أوسط جديد سوف يحقق استقرار وسلام وأمن في المنطقة من زاويتها ووجهة نظرها، لأنّه سوف يترتب على هذا الشرق الأوسطي الجديد، إعادة ترتيب جغرافياته وما عليها من ديموغرافيات سكّانية، وفقاً لمواصفات جيوسياسية تقسيميه مستحدثة جديدة، وإدماج " إسرائيل" في بيئة المنطقة وضمان أمن المصالح الأمريكية، لأنّ قوى الشر من زاوية محور واشنطن – تل أبيب ومن ارتبط به، والمتمثلة(أي قوى الشر)في سورية، وحزب الله، وحماس، والجهاد الإسلامي، والمقاومات الشعبوية الأخرى، وفي الدولة الإيرانية، وكوريا الشمالية، سوف تذهب وتبقى قوى الخير. المحزن المفجع في جلّ ما يجري في المنطقة، أنّ هناك ديناصورات عربية، تمتد من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين مروراً بالوسط، وبفعل عمليات التآكل العقلي، وعمليات التعرية الفكرية والدماغية، تحوّلت إلى أساطين حشرات طائفية، عرقية اثنيه، تنادي بالوحدة والتحرر والإسلام على مقاسها وما يناسبها، وتروّج لهذه(السلّة)عبر الفضائيات العربية والعبرية والغربية. وفي تقديري، أنّ الدبلوماسية الأمريكية أصبح يتشكل لها ادراكات جديدة عدوانية، تدعي أنّها واقعية إزاء الأحداث في الساحات السياسية في الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية، وتعمل على تقديم الدعم المعنوي والمادي والعسكري الخارجي، لكل عمليات التعبئة السلبية الفاعلة، والتي تستهدف ساحات خصوم محور واشنطن – تل أبيب، لجهة الساحة السياسية السورية تحديداً، وعبر وسائل الميديا الأممية وذات العلاقات الخفية مع المحافظين الجدد، ونسخهم الجديدة المستحدثة ومع الأيباك داخل مفاعيل ومؤسسات القرارات الأمريكية الشاملة، وعبر غرف عمليات دولية خارجية سوداء من فئة الخمس نجوم، تملك أذرع إعلامية مخابراتية أخرى، تسوّق لإسقاط الدولة السورية الحالية بنظامها ونسقها السياسي البنيوي، ولبعض وسائل الميديا العربية أدوار، بعضها ظاهر والآخر مخفي، حيث جلّها صار يلعب الدور الأكثر خطورة، لجهة إنتاج وإعادة إنتاج مخططات ومصطلحات، حملات بناء الذرائع وتصعيدات لحملات مشبوهة ضد سورية ولبنان واليمن(والأردن لاحقاً)والعراق، ولتصفية القضية الفلسطينية عبر سيناريوهات التمييع السياسي والدبلوماسي، من خلال إطلاق المبادرات والاستثمار في الوقت كإستراتيجية لخلق وقائع على الأرض يصعب التفاوض حولها لاحقاً. المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الأميركية على شاكلة: دينس روس، ديفيد ماكوفيسكي، ايليوت أبراهام، دانيلا بليتكيا وجون ماكين ومعهم بعض العرب بداعشيتهم الحريريّة وغيرهم، يزعمون بأنّ مشاكل المنطقة العربية ومشكلة السلام والمفاوضات في الشرق الأوسط، على المسار الفلسطيني تحديداً، لن يتم حلّها إلا إذا انهار النظام "الإسلامي" الحالي في إيران، وتقليم أظافر أذرعه في المنطقة، وهم بذلك يتقاطعون بل يتساوقون عبر تماثل كامل مع الموقف الإسرائيلي، حيث ترفض إسرائيل مسألة الفصل بين ملف السلام في الشرق الأوسط وملف البرنامج النووي الإيراني، والذي ما زال غير محسوم في نواة البلدربيرغ الأمريكي رغم توقيع الأتفاق وتسييله تشريعيّاً في واشنطن وطهران، ورغم عدم مصادقة الرئيس ترامب صاحب الإستراتيجية الجديدة حيال إيران، إستراتيجية الرمال المتحركة وإستراتيجية ملكات الجمال وحلبات المصارعة، انّه رجل الكازينوهات وتلفزيوني بامتياز بغطاء زئبقي، راجع مقابلتنا الأخيرة على الفضائية السورية عبر الموقع التالي: بين الالتزام وعدمه!! الاتفاق النووي الإيراني أنموذجا : https://youtu.be/Jojt9FjH1bA العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، ترى انّ حماية الوجود الأمريكي "وإسرائيل" في الشرق الأوسط، يبدأ باستهداف دمشق وأضافت له الآن اليمن، حيث استهداف الأخيرة يضعف إيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، واستهداف دمشق- الأسد يتيح أمريكياً وإسرائيليا، استعادة تركيا إلى مكنونات خط علاقات واشنطن – تل أبيب، كواليس العلاقات السرية على خطوط طول وعرض شبكات المخابرات الخاصة، بهذا المحور الفيروسي في المنطقة والعالم. وترى واشنطن وتل أبيب، أنّ ما جرى ويجري في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، هو مقدمات يجب استنساخها في الجزائر وباقي دول المغرب العربي وفي الجزيرة العربية لاحقاً ولبنان، وآخر شيء الأردن في مرحلة متأخرة لارتباطه بالموضوع الفلسطيني، وإيران وتركيا لأعادتها إلى رشدها الأمريكي الإسرائيلي، والصين وكوريا الشمالية وروسيّا، وسيصار إلى تطبيقها قريباً في جلّ الساحات العربية الضعيفة والقويّة. وكل ذلك يتم من خلال الأدوات والعمليات المخابراتية القذرة، والتي تشمل الأدوات الاقتصادية، عبر تقديم الدعم المالي لأعداء محور الممانعة والمقاومة، وعبر الأدوات العسكرية تلويحاً وتهديداً مستمراً، بتفعيل الوسائط العسكرية مع استخدامات الأدوات الإعلامية، ذات حملات بروباغندا اتصالية ذات مهنية عالية الدقة، كي يؤدي كل ذلك إلى خلق رأي عام عربي وإقليمي ودولي، معادي ومناهض لوجود الممانعة والمقاومة، ولكي تتماهى سورية مع رؤى وسياسات محور الخراب. المذهبية الدبلوماسية العدوانية الأمنية السوداء الجديدة لواشنطن، ذات الأدوات الأنف ذكرها، ستوظف لخدمة الوسائل السياسية الشاملة، لوضع خارطة طريق متعرجة لعمليات الاستقطاب، وإعادة الاصطفاف السياسي والعسكري في سوريا وفي المنطقة عامةً، كي يتم إعادة إنتاج مجتمع تحالفات سياسية واسعة النطاق، لجهة المنطقة والداخل السوري ومحيطه ضد المقاومات والممانعات، وضد كل من سورية وإيران وحتّى ضد تركيا بنسختها الجديدة لاحقاً. انّ إسرائيل نجحت حتّى الآن لجهة توظيف وتسخير، كل قدرات الدبلوماسية الأميركية والبريطانية والفرنسية وبعض العربية المعروفة لاستهداف سوريا والان اليمن بحجة الحوثي وفريقه، مع دفع واشنطن للمشاركة الفعلية في, الترتيبات العسكرية الأميركية الجارية في منطقة الخليج وشواطئ إيران الجنوبية. كما تم الاتفاق والتفاهم وضمن محور واشنطن – تل أبيب ومن تحالف معه من دول المنطقة، على ربط الرادارات الأميركية الجديدة والقديمة المنصوبة في مناطق الخليج، بالرادارات العبرية رغم بعض التمنّع الخليجي، الاّ أنّ واشنطن ضغطت باتجاه، ما تم التوافق عليه ضمن دوائر مؤسسات محور واشنطن –تل أبيب، كما تم البدء على نشر غوّاصات نووية اسرائلية، ضمن مسار الأساطيل البحرية العسكرية الأميركية، الفاعلة والناشطة قبالة شواطئ جنوب لبنان وشواطئ إيران الجنوبية، بأنّ العدو الصهيوني يسعى إلى إنشاء منطقة بحرية عازلة على الشواطئ اللبنانية. انّ دبلوماسية الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، لجهة الشرق الأوسط خاصةً، في ظاهرها ناعمة خلاّقة تعاونية، وفي باطنها تخفي السمّ الزعاف في حية رقطاء، وما يمكن ملاحظته إزاء دبلوماسية واشنطن التالي:- أنّها في ساحات خصومها تصعّد، وساحات حلفائها، تدفع باتجاه التهدئة والاحتواء، إلى حين نضوج ظروف مصالحها لتصعّد فتنجز، كما أنّ الهدف الأمريكي في جانب منه، يهدف إلى إشاعة النموذج الديمقراطي الأمريكي، وذلك عبر تنوير الشعوب العربية في ساحات الخصوم وغيرها، ودفع المواطنين العرب، إلى جعل معظمهم موال لسياسات العاصمة الأمريكية دي سي الخارجية، ومن أجل ذلك عملت أمريكا على وضع أكثر من ثلاثمائة برنامج للتثقيف، وتحت شعار دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنمية المجتمعات، وتعمل على تنفيذها في الساحات العربية، في مجالات التربية والتعليم والثقافة والأعلام، ورصدت الأموال اللازمة لتنفيذ ذلك، كما سعت وتسعى واشنطن إلى إنشاء أحزاب سياسية معارضة، تمهد لصناعة وإنتاج سياسيين جدد على شاكلة الريبورتات، وتشكيل منظمات غير حكومية شبابية ديمقراطية موالية لواشنطن. وتتحدث معلومات دبلوماسية خارجية أنّ واشنطن تسعى، إلى تشكيل لوبيات عربية خاصة قويّة، ضاغطة على الحكومات ومؤسسات القرار، داخل الدول العربية، من رجال أعمال عرب يؤمنون أنّ إدارة الدولة مثل إدارة الشركات، ورجال قانون وسياسة من الذين تخرجوا من الجامعات والمدارس والمعاهد الغربية، ودفعهم إلى تغيير القوانيين والتشريعات العربية، على أن تكون على طريقة العم سام الأمريكي – الطريقة الأمريكية المثلى، وإصلاح التعليم والتربية عن طريق البرامج الأمريكية، وفقاً للرؤية الأمريكية – المتطرفة بسمّ زعافها، مع توزيع ونشر الكتب الأمريكية وفتح المدارس الأمريكية الخاصة، في مرحلتي التأسيسي، الابتدائي والإعدادي ثم الثانوي وهذا ما نلاحظه في الأردن مثلاً( فهل نرى مدارس روسيّة مماثلة قريباً في الأردن على ضوء استدارة الأخير الأستراتيجية نحو موسكو)، مع دخولات منظمة وكبيرة للفتيات العربيات كطلاب، ومدرسين في هذه المدارس, والهدف من كل ذلك، إنشاء جيل بفكر أمريكي صرف موال لواشنطن، وعبر الصداقات الخاصة والعلاقات المخفية عن العامة مع الأنظمة الحاكمة العربية، وعلى وجه التحديد في دول الخليج حيث تسعى أمريكا إلى تمهيد الطريق إلى نشوء أحزاب معارضة أو بديلة ومنظمات غير حكومية، ومزيد من نقابات مختلفة تدور على مشارف الرؤية الأمريكية إن لم يكن في صلبها. هذا وتشجع واشنطن الشباب العربي للدخول في مثل هكذا أحزاب ومنظمات، مع وجود خطر كبير لدخول أعضاء إرهابيون وأصوليون ومتطرفون إلى هذه الأحزاب والمنظمات غير الحكومية. من ناحية ثانية، أنّ الكثير من المعارضين العرب تم تدريبهم ورعايتهم وتأهيلهم وتوجيههم في الولايات المتحدة الأمريكية، من بينهم صحفيين، رجال قانون، مراقبين للانتخابات المحلية في بلدانهم، كل ذلك مع سعي حثيث لواشنطن، للتعاون مع النقابات المهنية والحركات العمّالية في البلدان العربية. وهناك برامج أمريكية تنفذ عبر الخارجية الأمريكية، لتغيير النمط الشرقي التقليدي العربي واستخدام النساء للضغط، على أبائهن وأزواجهن وأقربائهن، من أجل الدخول في اللعبة السياسية المحلية، وجعلها بنمط ليبرالي على الطريقة الأمريكية، في ساحات نشوئهن وعيشهن، وهناك اهتمام كبير في تأهيل الفتيات العربيات، من مستويات عائلية حاكمة في المجتمع، ومن النخب المثقفة عالية التعليم والانفتاح على الآخر، وعلى وجه التحديد أيضاً في الخليج، حيث هناك الكثير من النساء تم انتخابهن – تعينهن، في البرلمانات المحلية والهيئات الأخرى، في كل من تركيا، والأردن، ومصر، وسلطنة عمان، والبحرين، والكويت، وقطر، والأمارات العربية المتحدة، وحتّى في اليمن. جلّ المنطقة العربية صارت ساحة، مرهونة لمفاعيل وتفاعلات غير مسؤولة للسياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انفجارات اجتماعية وسياسية واقتصادية ثم أمنيّة، تتطور تلقائياً إلى صراعات دموية وحروب أهلية كما نلحظ الآن، ولا يمكن احتواء تداعيات ونتائج كارثية للدبلوماسية الأمريكية العدوانية في المنطقة. انّ المساعي الأمريكية لنشر الديمقراطية، وفقاً للنموذج السائد لديها، يؤدي إلى تدهور الأوضاع، ويؤدي حتماً إلى اصطدامات طائفية اثنيه عرقية دينية، وتصعيدات في النزعات الانفصالية القومية والفرعية في القومية الواحدة في المجتمعات العربية، كما يؤدي إلى تنشيط العمليات الإرهابية على المستوى الأممي وكما نلحظه الآن. على الأنظمة الحاكمة المتبقية في البلدان العربية، وعلى القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الليبرالية الموالية لواشنطن وسياساتها، يجب أن تفكر بتداعيات تعاملاتها مع أمريكا على شعوبها الحيّة وعلى المنطقة، وخطر الشراكات السياسية والأمنية السريّة والعلنية مع الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً. وعلى القوى الشعبوية السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية والإعلامية العربية والإسلامية في المنطقة، أن تسعى إلى تشكيل سلّة أدوات فاعلة من شأنها أن تقود وتؤدي، إلى مقاومات وتصديات حادة للأدوات الأمريكية في المجتمعات العربية الإسلامية، والسؤال هنا: هل يبعدنا ذلك عن دائرة الصراع الداخلي – الداخلي؟. انّ البوّابة الدمشقية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، تشكل محور اهتمام العالم ومراكز بحثه وعصفه الذهني وأجهزة أمنه المختلفة والمتعددة، ومنها أجهزة شبكات المخابرات الإسرائيلية المتنوعة، وكذلك شبكات المخابرات الأمريكية في إطار المجمّع الفدرالي الأمني الأمريكي، حيث الأخير ما هو الاّ بمثابة صدى عميق ودائم للمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي وحكومته الأثوقراطية الخفية، حيث الأخيرة بمثابة(الفلك أسد)لجنين الحكومة الأممية(ملتقى المتنورين الماسونيين)من إتباع الصهاينة اليهود والصهاينة العرب والصهاينة المسيحيين. أضف إلى ذلك اهتمامات متنوعة لشبكات المخابرات الغربية الأوروبية، كل ذلك بسبب الدور المركزي الهام الذي ظلّت ومازالت تلعبه سوريا بنسقها السياسي وديكتاتورية جغرافيتها، بالرغم من الحرب الكونية العالمية عليها، في ضبط وتشكيل وتشكل التوازنات الجيو – سياسية الشرق الأوسطية والدولية، وكدولة إقليمية ذات أدوار حيوية في مجالاتها الحيوية، وفي توجيه مفاعيل وتفاعلات متغيرات الصراع العربي – الإسرائيلي، بكافة مكوناته وملفات قضاياه الأساسية، حيث اختصره البعض منّا مع كل أسف وحصرة من بعض القادة العرب إلى النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، والفرق في ذلك واضح كالشمس، هو فرق بين الثرى على الأرض والثريا في السماء الدنيا. كذلك أدوار دمشق في توجيه مفاعيل، متغيرات الشعور القومي العربي وبكافة مكوناته، وملفات قضاياه المتعلقة بالعمل العربي المشترك، وبناءات الهوية القومية العربية من جديد وتقاطعاتها، مع بناءات الهوية الأسلامية، كذلك الدور السوري الواضح، في توجيه متغيرات ردع النفوذ الأجنبي على المنطقة، بأشكال استعمارية تستسيغها الأذن العربية، وتحت عناوين الديمقراطيات، وحقوق الإنسان والحريّة، والحاكميات الرشيدة ... الخ، وما زالت تقوم بتوجيه متغيرات ردع هذا النفوذ الأجنبي ومنذ بدء حدثها الأحتجاجي السياسي. انّ شبكات المخابرات المختلفة لمحور واشنطن – تل أبيب ومن ارتبط به من العربان، وباقي الحلفاء الغربيين الأوروبيين، تركز على عامل فهم تأثير العامل السوري، ان لجهة إخراج دمشق من دائرة الصراع العربي – الإسرائيلي عبر الحدث الأحتجاجي السياسي السوري، لإنهاء هذا الصراع والى الأبد، وان لجهة إخراج سوريا من دائرة الشعور القومي العربي، لأنهاء المشروع القومي النهضوي العربي، وهو شرط موضوعي لتفكيك تماسك المنطقة العربية، وتحويلها إلى كيانات مفككة، يمكن إخضاعها بكل سهولة للنفوذ الأسرا- أمريكي بمساعدة الحركات الدينية المتطرفة نتاجات فكر ابن تيمية المتطرف، حيث الأخيرة تعد أكثر خطورة من الصهيونية العالمية على سلامة العقيدة الأسلامية وسلامة العلاقة مع الخالق الله تعالى، كل ذلك من أجل ضبط تأثير العامل السوري ليصار إلى إنهائه لاحقاً، أو على الأقل إضعافه ونسقه السياسي، ثم تحييد دوره بشكل مؤقت، ليتاح لاحقاً السيطرة عليه. انّ سياسة العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لجهة المنطقة العربية بساحاتها القطرية المختلفة، تمتاز بفعل مشترك مزدوج، فنجد حكومة الولايات المتحدة الأمريكية قد ركبت على حصان الحراك الشعبي العربي وعملت وتعمل على توظيفه، لصالحها ومصالحها في المنطقة، فهي كما تقول ماكينات إعلامها المختلفة، وبعض من إعلام بعض الساحات السياسية المتحالف معها، أنّ واشنطن تسعى إلى نشر الديمقراطيات المفتوحة، وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة، وتؤيد الملكيات الدستورية المقيدة في المنطقة العربية، باعتبار الأخيرة نوع من الديمقراطيات. الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في العالم والمنطقة، يسعون بجد وثبات إلى تغيير وتبديل، أنظمة الحكم التي تشكل( سلّة) من العوائق والمعطيات، والتي من شأنها إعاقة إنفاذ السياسة الأمريكية والأوروبية في المنطقة والعالم، حيث الاستبدال بوجوه جديدة مستحدثة، فيها سمات السياسات الأمريكية والأوروبية الخارجية، ويقود ذلك إلى جعل تلك الأنظمة الجديدة، ذات الوجوه المستحدثة أو المستنسخة، تحت سيطرة وإنفاذ الرؤية الأمريكية والأوروبية. كما أنّها بعمليات الاستبدال هذه، والأحلالات بآخرين موالين لواشنطن والغرب، يتم ضمان السيطرة الأمريكية – الغربية، على النفط والثروات الطبيعية في البلدان العربية، مع التمتع بنفوذ كبير وعميق على المواقع الإستراتيجية وممرات المياه المختلفة، وما شهدته وتشهده الساحات السياسية العربية، ان لجهة الضعيفة منها، وان لجهة القويّة على حد سواء، وما يتم التحظير له في المستقبل لبعض الساحات العربية الأخرى، عبر المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي لجعلها ساحات حلول، لمخرجات حلول متعددة، كل ذلك بمثابة وصفة سياسية اجتماعية أمنية محكمة، لأضعاف تلك الأنظمة الحاكمة هناك، ومن شأن تداعيات الحراكات الشعبوية فيها، أن تؤسس لخارطة طريق أمريكية لأستبدالها، خاصة مع ازدياد عدد القتلى والجرحى، وبشكل دراماتيكي يومي ودائم، وتصعيدات للعمليات الإجرامية المتعددة الأطراف الخارجية، والمتقاطعة مع ما هو في الداخل القطري( بضم حرف القاف وتسكين حرف الطا) لساحات الاحتجاجات السياسية المختلفة. وقطرنا الأردني ونسقه السياسي ومؤسساته المختلفة في عين العاصفة الصامته وفي ذهن BILDERBURG ذراع المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، فماذا بالنسبة للفولذة الداخلية والعناية الفائقة بالطبقة الوسطى من قبل صاحب القرار، حيث ذابت وصارت في خبر كان ومان، ليصار إلى الاستمرار والحياة والحفاظ على المكتسبات لكافة المكونات، حيث الطبقة الوسطى بمثابة عامل التوازن الذي يحافظ على الصراع الطبقي داخل ديمغرافية المجتمع الأردني وأي مجتمع آخر، ان لجهة السكّان وان لجهة الجغرافيا. ولا بدّ من الإشارة إلى نقطة مركزية حيوية، لجهة ما جرى ويجري بصمت من حراك شعبي، وسيجري علناً لاحقاً عندما يراد له خارجيّاً، هو أنّ المعارضات العربية بشكل عام، ليس لديها برامج محددة لإنقاذ الأوضاع الجارية والخروج من الأزمات، بل على العكس تماماً، نجدها تلك المعارضات المزدوجة الأهداف، تسعى إلى استخدامات الأزمات كأسلوب إدارة متقدمة، لأزمة صراعها مع أنظمة الحكم التي تواجهها وتحت عناوين الفساد والإفساد وما إلى ذلك. وهي بذلك قطعاً، من حيث تدري ولا تدري، وكأنّها تتساوق مع رؤية الغرب الأوروبي وواشنطن، حيال حراك الشارع العربي، حيث الغرب وأمريكا، لا يسعون إلى إنفاذ سياسات الاحتواء لما يجري، ومساعدة كلا الطرفين – الأنظمة والشعوب – للوصول إلى تسويات حقيقية مفصلية دائمة تجدد نفسها بنفسها، من أجل الحفاظ على استقرار الساحات، بل على عكس ذلك تماماً، وبالمطلق تتموضع بنوك الأهداف والمعطيات والأعمال والرسوم البيانية، في قياسات نبض التصعيدات، لجهة المزيد من استفحال الثورات العربية، مع توظيفاتها المتعددة كخادم ومزوّد، لتنتج الفوضى الخلاّقة وعدم الاستقرار، لبناء الملفات الإنسانية والأمنية والعسكرية، ولحماية المدنيين، وفرض مناطق حظر الطيران الجوي، وخطوط طول وعرض مصطنعة، ليصار إلى تدخلات أممية عسكرية، وتحت سمع وبصر الأمم المتحدة، والتي صارت هيئة أممية منتهك عرضها وشرفها وأخلاقها، من قبل العم سام وأعوانه الأوروبيين. أدوار جديدة لحلف شمال الأطلسي ومن تحالف معه من العرب، في المسارح الإقليمية والدولية، تمّ في السابق هندسة بعضها ونفّذ، وينفذ المتبقي الآن، ويتم هندسة الآخر منها، هذا الأوان الشرق الأوسطي المتحرك، وبعد حراكات الشارع العربي، بالإضافة إلى أنّه تم وضع، عقيدة أمنية إستراتيجية جديدة للحلف، بعناصر مختلفة متعددة، لإجراءات ترتيب المسرح في المنطقة، حيث هناك تطورات جديدة، في سيناريو أدوار حلف الناتو في الشرق الأوسط، عبر متتاليات هندسية توزيع الأدوار، السياسية والدبلوماسية والمخابراتية والعسكرية. فالاتحاد الأوروبي يركز لجهة القيام بحصر جهوده، في استخدام الوسائل الدبلوماسية: السياسي والاقتصادي والمخابراتي – الدبلوماسي، بينما حلف الناتو يركز لجهة القيام، بحصر جهوده في استخدامات الوسائل العسكرية – المخابراتية، وبالفعل تم إسقاط ذلك هذا الأوان العربي على سورية والآن على اليمن، حيث هناك سعي محموم لفرض، المزيد من العقوبات على دمشق وعلى أطراف يمنية، عبر استهداف بعض من الأطراف السورية واليمنية الاعتبارية، عبر الشخوص الطبيعيين الذين يمثلونها، وهذا من شأنه أن يتيح إلى فرض المزيد من العقوبات خلال المرحلة القادمة، بعد اعادة هيكلة الاندفاعات العسكرية الأمريكية لجهة دمشق، عبر الوكلاء والأدوات من بعض عرب بمستوى دول ومنظمات ارهابية، ومع محاولات حثيثة إلى تطوير العمليات السريّة لأجهزة الاستخبارات المختلفة لجهة الداخل السوري، ولجهة دواخل دول الجوار السوري، ومنها الساحة الأردنية واللبنانية. هذا وتشير المعلومات والمعطيات، إن حلف الناتو سعى ويسعى إلى استغلال وتوظيف موارد، حلفاء الناتو الشرق أوسطيين، بما فيهم بعض العربان، لصالح أهدافه التكتيكية والإستراتيجية، وذلك عبر توظيف واستخدام القدرات الإعلامية لحلفائه، لجهة القيام باستهداف خصومه، لتسخين ساحاتهم سواءً القوية أو الضعيفة، وجعل البعض منها ساحات حلول، لموضوعة مخرجات الصراع العربي – الإسرائيلي، عبر التقارير المفبركة والمنتجة، في استوديوهات غرف البروباغندا السوداء، مع توظيف قدراتهم المالية - أي الحلفاء - في تمويل، العمليات السريّة الأستخباراتية لجهة بعض الساحات السياسية العربية، كبنك أهداف لجنين الحكومة الأممية BEILDERBURG . بعبارة أخرى، إنّ الفهم المشترك هو: أن يسعى هذا الحلف إلى توظيفات واستغلال موارد حلفائه، لجهة القيام باستهداف الخصوم، والقضاء المبكر الأستباقي عليهم، قبل أن تتصاعد قدراتهم المختلفة، بما يجعلهم يشكلون خطراً حقيقياً، على الحلف وتحالفه مع الآخر بعض العرب وبعض الغرب، حيث الآخر من بعض البعضين أدوات للأول. وتقول المعلومات، إنّ شبكات المخابرات البحثية للحلف، بحثت مؤخراً متغير الدور الأمني الخاص بحلف الناتو، في منطقة الشرق الأوسط بعد الثورات الشعبية العربية، وبعد الاستعصاء على التغيير في سورية من زاوية الغرب وحلفه العسكري، بسبب تماسك الدولة الوطنية السورية بنسقها السياسي وشعبها وتماسك الجيش العربي السوري ومؤسساته الأمنية والأستخباراتية وتماسك الموقف الروسي والصيني والإيراني وتماسك جل دول البريكس إزاء الموقف من سورية وحدثها، وعلى أساس عدد من الاعتبارات المتنوعة المذهبيات، والتي تجمع بين مفاهيم المدرسة الإستراتيجية – الاقتصادية، والمدرسة العسكرية – السياسية، والمدرسة المخابراتية – الدبلوماسية، مع ضرورة تقديم المبررات المهمة، لجهة التأكيد لاعتماد حلف الناتو، للقيام بمهام حفظ الأمن والاستقرار، وحماية مصالح الأعضاء الحيوية في المنطقة، ومن تحالف معهم من الدول الأخرى – دول الأدوات. 
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية 
mohd_ahamd2003@yahoo.com