2024-04-19 11:19 ص

وعد تيريزا

2017-11-08
بقلم: بطرس الشيني
مر تصريح رئيسة وزراء بريطانيا " تيريزا ماي " حول "اعتزاز " بريطانيا بوعد بلفور والاحتفال بمرور مائة عام على إصداره .. مر هذا التصريح بلا أي تعليق من "الزعماء العرب" وتم تجاهله "بخزي وخنوع" حتى من قبل الإعلام العربي إلا القليل منه .. يشكل تصريح رئيسة وزراء بريطانيا مايشبه وعد بلفور الجديد من أجل الكيان الصهيوني يستمر لمئة سنة أخرى . ويشير بوضوح أن كل مطالب العرب خلال مائة سنة في أن بريطانيا ستغير نهجها هي مجرد أوهام تقترب من "الخرف" السياسي ... بريطانيا بسياسييها في اليمين واليسار والوسط هي الآن كما كانت قبل قرن أيام بلفور لابل أكثر دهاء ودموية .قبل مئة سنة كان العرب مجرد قبائل مقموعة ومهانة من قبل حكم عثماني استمر لأربعمائة عام محق شخصيتها بالجوع والرعب المتواصل ،كانت قبائل طيعة لأي جهة تنقذها من الاستبداد العثماني الطويل .. وكانت بريطانيا مازالت هي الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وسلكت بوعدها وبالتنظيمات التي أوجدتها في المنطقة السلوك الطبيعي لإمبراطورية تخطط لمستقبل مديد من الهيمنة والتوسع . ماحدث خلال مائة سنة أن بريطانيا طورت خبث سياستها ومكائدها فيما عاد العرب إلى حالة من القبلية البدائية بقيادة طبقة من السياسيين والتنظيمات العنيفة وهي حالة مثالية من الضعف أمام أي دولة أخرى . لذلك من الطبيعي أن تفتخر رئيسة وزراء بريطانيا بما فعل بلدها قبل مائة سنة فهي على عادة البريطانيين تفتخر بصناعتها الدقيقة والمتينة .. ولا يمكن لومها ولا لوم بريطانيا كدولة لأنه لا يوجد في السياسة معيار أخلاقي يمكن من خلاله توجيه اللوم لبلد أمضى معظم تاريخه كبلد استعماري أدمن القتل والاضطهاد ضد معظم شعوب الأرض ونهب ثرواتها دوما ً بقوة السلاح و"الديمقراطية" بريطانيا لم تكن يوما ً مع العرب إلا إذا قتلوا بعضهم البعض . هي مع السعودية في قصف اليمن وستبقى معها طالما أن هناك صفقات سلاح بمليارات الجنيهات ,وهي مع فصل جنوب السودان ولكن لا علاقة لها بالمآسي التي نجمت عنه ،كانت مع العراق خلال حربها مع ايران ولكنها ساهمت بعد سنوات بقتل مليون عراقي مع شريكها الأمريكي بحجة أسلحة الدمار الشامل المزعومة ,هي مع حاكم البحرين ضد شعبه ومع تدمير ليبيا حتى بعد مقتل القذافي . هي مع (الإسلام ) إذ كان الإسلام مجرد تنظيمات وفئات ولكنها داعمة لإسرائيل في إهاناتها وعدوانها الأسبوعي كل يوم جمعة على المسجد الأقصى وفي عدوانها اليومي على المدنيين الفلسطينيين . هي بلد ديمقراطي ومؤيدة للديمقراطية دوماً ولكن ليس في أي مملكة أو نظام عربي أو غير عربي تابع لها هنا يصبح من يطالب بالديمقراطية إرهابياً أو في أفضل الأحيان متمرد وجهت تيريزا ماي "صفعة كبيرة لأصدقائها من الحكام العرب ...تماماً في المكان الذي تعودوا فيه على تلقي الاهانات ووفق تقاليد العرب "ليس من اللائق الرد على "حرمة "ربما لذلك كان الصمت سائداً ... ما هو الوعد الذي قدمته تيريزا لرئيس الوزراء الإسرائيلي ....وهل هناك تهجير جديد للفلسطينيين ...الظروف الدولية مواتية والحليف الأمريكي اقترح "الحل المتكامل " لمشاكل المنطقة هل هي مجرد مصادفة .