2024-03-29 10:26 ص

سيناء الخاصرة الرخوة لمصر !

2017-11-27
بقلم: حاتم استانبولي
المدقق في اتفاقية كامب ديفيد وخاصة بالبند المتعلق بسيناء يلاحظ ان السيادة المصرية منقوصة على اكثر من ثلثيها . الاتفاقية اقرت ان تقسم سيناء لثلاث مناظق (أ,ب.ج ). منطقة أ: تشكل اقل من ثلث مساحة سيناء ومسموح تواجد 22الف جندي و230 دبابة . المنطقة ب : وهي الأكبر مساحة وتمد جنوبا من شرم الشيخ الى العريش التي تعتبر مركزا لها ويسكنها 597 الف حسب احصاء سنة 2013 . والتواجد العسكري يقتصر على 4000 جندي يحملون بنادق خفيفة فقط . المطقة ج: المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة محور تواجد الجيش المصري والتواجد يقتصر على الشرطة المدنية و2005 سمحت اسرائيل بتواجد الشرطة المصرية على معبلر رفح الحدودي بعد انسحابها من غزة . للعلم ان مجموع مساحة سيناء يبلغ 60088 كم مربع ويسكنها 1400000مصؤي معظمهم من البدو الذي يعتاشون على الزراعة والصيد . من الواضح ان اتفاقيات كامب ديفيد اخذت الأحتياجات الامنية الأسرائيلية كاولوية قصوى عند تقسيمها المساحات الجغرافية في سيناء حيث اقتصرت السيادة المصرية على اكثر من ثلثي سيناء على الشرطة المدنية وحرس الحدود الذين يتسلحون فقط ببنادق خفيفة . السؤال المهم ما هي الاسباب الواقعبة لهذه الحرب الغير معلنة ! محافظة سيناء وبالرغم من مواردها الغنية فانها لم تحظى باهتمام الحكومات المصرية المتعاقبة من حيث التنمية والتعليم وألأستثمار هذا جعل ساكنيها يتوجهون الى طرق غير قانونية لتغطية متطلبات حياتهم واوجدت تربة خصبة لتشكيل عصابات تهريب لا تهتم لنوعية المهربات وانما لعامل الربح . هذا فتح الأبواب لتكون سيناء ملاذا للخارجين عن القانون ومنطقة تستخدمها القوى ومراكز المال السياسي(المغلف دينيا) للضغط على الدولة . مع تطورات الأقليم اصبحت شبه جزيرة سيناء ممرا ومكانا لتدريب المجموعات الأرهابية ونشرها في دول الاقليم لتعبث في مكوناته وتمارس دورها في تفتيت المجتمعات . الارهاب في سيناء ظهر بشكله الواضح مع بداية 2011 اي مع بداية ( الربيع العربي) ان محركي هذا الربيع استغلت الظروف الصعبة للقبائل العربية في سيناء واستثمرت في مصلحة المجموعات التي تاخذ من النمط القبلي في العيش حيزا لنشاطها التجاري الذي اصبح يعتمد بشكل مباشر على التهريب في كافة الاتجاهات. ان سقوط الدولة في ليبيا وسرقة مخازن اسلحتها الذي اخذ من سيناء مركزا لتسويقه وتوزيعه في كافة الأتجاهات ومع استلام محمد مرسي السلطة في مصر ودخوله في سلام وتعاون مع هذه المجموعات وحاضنتها من بعض القبائل التي ساهمت في الافراج عن الجنود السبعة المختطفين نتيجة اتصال مباشر بين الرئاسة والخاطفين الذي انتج افراجا غير مشروطا عن الجنود السبعة. في فترة المجلس العسكري وحكم محمد مرسي كان اول ظهورا علنيا ونشاطا كبيرا للمجموعات الارهابية ابرزها اعلان جماعة أنصار الجهاد في سيناء ولائها لأمير القاعدة ايمن الظواهري في يناير 2012 . وكان هذا اول اعلان رسمي ان منطقة سيناء ستكون مكانا للتدريب ولتخزين السلاح ونقله في كافة الاتجاهات وملاذا آمنا للمجموعات الأرهابية من القاعدة الى داعش واخواتها . ومن الواضح ان الصراع مع حكم السيسي اخذ منذ بداياته التصعيد الارهابي الذي طال الاقباط والشيعة (برغم قلتهم) والآن الصوفيين الذين اعلنوا انفكاك تحالفهم مع الأخوان.الصوفيون يشكلون قاعدة مهمة لحكم الرئيس السيسي . ان العمليات العسكرية في الداخل المصري وسيناء تاخذ طابع متدحرج مرتبط بمواقف مصر من الشان الأقليمي والدولي . هنالك استخدام العمليات الارهابية عامل ضغط على سلوكه السياسي ومواقفه من القضايا الأقليمية . ان استضافة القاهرة للمصالحة الفلسطينية شكل عامل قلق للعديد من دول الأقليم وخاصة تل ابيب والرياض التي تحاول ان تشيطن المقاومة في حبن اخذت مصر موقفا من شانه تعويم موقفها لكونها تدرك ان مصر كدولة مستهدفة ان كان جنوبا بامنه المائي وشمالا بامنه الاقتصادي وشرقا وغربا بامنه الأجتماعي . ان مطالبة مصر ان تاخذ موقفا من المقاومة سيدفعها بان تتعارض مع بنيتها الشعبية التاريخية القائم على دعم القضية الفلسطينية ومقاومتها . الارهاب في سيناء هو نتاج فعلي وعملي لأتفاقيات كامب ديفيد التي تركت اكثر من ثلثي سيناء خارج مظلة الحماية الوطنية . ستبقى سيناء الخاصرة الرخوة ما لم تقم القاهرة باعادة النظر باتفاقيات سيناء لتضع كافة اراضيها تحت المظلة والحماية الوطنية من خلال اعادة انتشار قواتها الوطنية المسلحة على كافة اراضيها لتصل الى الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة مع العمل على تامين حياة كريمة وعادلة للقبائل في سيناء والدفع باستثمارات لرفع مستوى معيشتهم بالترافق مع سياسة تعليمية وفتح مراكز ثقافية وانتاجية لتاطير الشباب والمراة القبيلية واشراكها في عملية البناء المجتمعية . ستبقى مصر وشعبها متناقضة مع اتفاقيات كامب ديفيد التي تشكل عقبة حقيقية لعملية التقدم والتطور لمصر وشعبها.