2024-04-19 11:19 م

كيف ستؤثر مشكلات الاتحاد الأوروبي على أنجيلا ميركل؟

2017-11-28
في ظل الأزمة السياسية التي تواجهها المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل العاجزة عن تشكيل حكومة ائتلافية، يبدو أن أكثر ما يقلق ألمانيا، هو أن صورة البلاد كقائد في أوروبا قد انحدرت فجأة، وفقًا لوكالة "رويترز".

وقالت الوكالة، "في الوقت الذي تغادر فيه بريطانيا الاتحاد الأوروبي، يبدو أن مهمة تفكيك 45 عامًا من الوحدة تجاوزت ضعف الحكومة في المملكة المتحدة، أما بالنسبة لإسبانيا فقامت حكومة كتالونيا بالتصويت للاستقلال فى استفتاء غير دستوري".

ورغم تلك الأحداث، فإن الكثير يفترض أن ألمانيا ستكون الميناء المعتدل في هذه العاصفة، لكن يبدو أن الوضع غير ذلك.

ففي ظل هذه الانقسامات، لا تواجه ألمانيا فقط حالة من السياسة المتقلبة، بل إنها مهددة بالخروج من المنطقة التي احتلت سياستها معظم فترة ما بعد الحرب، حيث كانت بمثابة القائد للكتلة الأوروبية.

وهناك أيضًا نقطة أخرى، وهي أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى مواجهة مع نقاط ضعفه الداخلية والخارجية، والمعرفة الكاملة بعدم قدرته على الانتقال إلى كتلة أكثر تكاملًا، بحسب "رويترز".

ولا يمكن إنكار أنه في ظل التقلبات السياسية في ألمانيا، إلا أن ميركل لا تزال أكثر السياسيين "شعبية"، وتتصف بالحكم الرشيد، وقد وعدت الاتحاد الأوروبى بأن تظل ألمانيا ملتزمة بهذه الكتلة الموحدة.

لكن التطورات الأخيرة يجب أن تدفع إلى طرح سؤال: ما الشكل الذي سيبقى عليه الاتحاد الأوروبي في الفترة المقبلة؟

الوكالة نوهت بأن تقَهقر تأثير "ميركل" يعد خبرًا سيئًا بالنسبة للاتحاد، إذ إن الاتجاه الشعبوي المتصاعد أصبح يثير مخاوف التكتل الأوروبي الذي يرجوا أن يصمد الاتجاه الوسطي بعد فوز "إيمانويل ماكرون" بالرئاسة الفرنسية حاملًا رسالة ليبرالية مؤيدة لأوروبا بكل وضوح.

يُذكر أن "ماكرون" كان معتمدًا على دعم "ميركل" لتأمين تغييرات كاسحة بالاتحاد الأوربي، حيث اقترح تعاونًا أكثر في مجالات مثل "الدفاع والضرائب والهجرة"، والأهم من ذلك "وضع ميزانية مشتركة لمنطقة اليورو"، لكن يبدو ذلك صعبًا الآن فلن يقدم التنازلات المطلوبة لتحقيق ذلك سوى "ميركل".

وأوضحت "رويترز" أن دور المستشارة الألمانية كان محوريا أيضًا في دفع الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على روسيا عام 2014 بهدف معاقبة الكرملين على زعزعة استقرار أوكرانيا، ودأبت على دعم تجديد تلك العقوبات كل ستة أشهر، أما إذا رحلت "ميركل" فسيفتح هذا الباب أمام روسيا لرفع العقوبات دون سحب قواتها من أوكرانيا.

بدوره اخبر مدير مكتب برلين للمجلس الأوروبي للسياسة الخارجية "جوزيف يانينج": "إذا لم تعد ميركل موجودة فسوف نصبح في عالم بلا قيادة"، فلا يوجد زعيم ألماني جديد، ولا "ماكرون"، أو أي شخص آخر سيكون قادرًا على تبديل ذلك.

أنبأ أن المستشارة الألمانية فشلت في تشكيل حكومة ائتلافية بالبلاد، مما تسبب في حالة من الاضطراب، واعتبرت هذه الأزمة واحدة من أسوأ الأزمات التي مرت بها أنجيلا ميركل خلال منصبها الذى استمر 12 عامًا.