في جلسة حوارية بين الصديقين التاريخيين المتلازمين الشيطان وابليس يتحاوران عن مدى تاثير عمل كل منهما وايهما انجح . الشيطان : هل اقتنعت انني اقدر منك على التدمير . ابليس : يرسم على وجهه ضحكة صفراء . الشيطان : ماذا الا يعجبك حديثي كالعادة . ابليس : لا ولكنك منذ الازل وانت تعيد ذات الأسطوانة . الشيطان : اية اسطوانة . ابليس : انك الأفضل والأسرع والأنجح . الشيطان : اليست هذه الحقيقة ابليس : بصوت يشوبه القلق والغضب انت لم تدرك حتى الآن اننا ثنائي متلازم كل منا بحاجة للآخر . انا ادرك انك تستطيع ان تقتل وتدمر . الشيطان يقاطع ابليس لا تزعل يا صديقي ولكنك تعرفني . انني اشعر بالنشوة عندما انجز عملي . انظر الى الأنسان عمل الأف السنين ليبني ويراكم وبلحظات قمت بتدمير اعمالهم ومدنهم وفي بعض الأحيان ازلت شعوب عن بكرة ابيها. ابليس : اعرفك كثيرا ولكنك لم تكن تستطيع ان تقوم بذلك لولا عملي الذي قمت به اتمنى لو تعترف مرة واحدة . الشيطان: لا تغضب ادرك انك تقوم بعمل رائع ولكنه بطيء ولكن ما اشد ما يعجبني هو كيف يمكنك ان تغير الأنسان وتجعله يعمل معنا ضد اخوته وابنائه . ابليس : يضحك ويتخلله شعور بالراحة ويتحول لصورة انسان جميل .يبدأ بالحديث ويردد كلمات وطن ودين وايمان . الشيطان : ماذا تقول لا افهم هذه الكلمات التي تطلقها وما هذا الشكل اللباس الذي وضعته عليك . ابليس: هذا سلاحي الذي اعمل من خلاله . الشيطان : ولكنه ممل وانا شخصيا لا استطيع القيام يهذا العمل القذر . انا اتحول لأنسان هذه مهزلة . ابليس : بغضب لقد سئمت من محاولاتك الدائمة للتقليل من شان اعمالي . فانت لا تستطيع ان تقوم بتدمير اعمال ومنجزات الأنسان بدون اعمالي . مثلا كيف كان بامكانك ان تدمر العراق لولا انني اقنعت قسما من البشر ان تدميرك شرا لا بد منه لقلع الديكتاتورية وتسللت الى عقولهم واقنعتهم باحتلالك وقتل اخوانهم . لتاتي بعد ذلك بقوتك الغاشمة وتبيد كل شيء . الشيطان : علي ان اعترف ان ما قمت به عمل جيد . قاطعه ابليس محاولا استغلال اعتراف الشيطان ليستمر في هجومه . ابليس : وانت تجلس في برجك العالي لا تدرك مدى الجهد الذي ابذله ليل نهار في اقناع الأنسان ان المشكلة ليست مع الشيطان وانما المشكلة مع اخيه الأنسان . اسمع الا تعلم ان هؤلاء العراقيين كان لا بد ان نشغلهم بانفسهم بعد ان قمت انت بتدميرهم بشكل هستيري وقتلت اطفالهم ونسائهم ودمرت ممتلكاتهم . الم تكن فكرتي ان نعيد تذكيرهم بانهم هم مختلفون اصلا ونذكرهم برموزهم الماضية وكيف قتل احدهم الآخر. الشيطان : بتردد اوك اوك اعترف ان اعمالك كانت جيدة واعترف انك تقوم باعمال لا استطيع القيام بها . ابليس : حسنا انك اعترفت اخيرا بعد كل هذه السنين . الشيطان : تعلم يا ابليس انني استمتع عندما تقوم باعمالك واعترف ان لديك قدرات لا امتلكها واستمتع في بعض المشاهد وخاصة عندما تقنع المسكين الانسان انك واحد منهم لا وبل تتقدم صفوفهم وتتكلم باسمهم وتقنعهم بالاعيبك وكذبك , والمساكين يصدقونك وخاصة ذلك المشهد وانت تقودهم الي واستمتع باجسادهم وخاصة صغارهم فقد كان دمهم مخلوط بدم هذا لقد نسيت اسمه . يتدخل ابليس ويقول المسيح . الشيطان : اه نعم نعم الآن تذكرته اسمه المسيح . كيف استطعت ان تكشف امره وفجأة تحول ابليس لصورة انسان آخر وبدأ يكرر التحول حتى صرخ الشيطان كفى كفى كفي . انت تزعجني بهده الصور التي تعيد لي الذاكرة انا قتلتهم واكلتهم مصلحة لهم . انت تعلم انني لا استطيع ان اقاوم الأجساد الطرية اليافعة .وهذه لا تتكرر دائما . ابليس : لكنني وفرتها لك بشكل دائم الآن فانت وعلى مدار سبعة سنوات لا تاكل الا منها . وانا احسدك على ذلك . فانا مضطر لاكل طعام الانسان واحيانا اضطر لأكل الخبز فقط واحيانا تمر ايام ولا آكل شيء . الشيطان : ولكن هذه ايام معدودة فقط ! لكنك في معظم الايام الأخرى تعيش في قصورهم وبين عائلاتهم وترافق اطفالهم . وتجلس في منتدياتهم وتاكل من طعامهم المتنوع المبهر . ابليس : انت تعلم هذه عدة الشغل , كيف استطيع ان احضر لك غزواتك . الشيطان: انت في هذه السنوات السبعة الأخيرة ارحتني قليلا ولكنني افتخر باعمالك انك اقنعتهم ان يقوموا بتدمير انفسهم وبصراحة هذا المشهد امتعني . ابليس : دعني اذهب الآن فهنالك مهمات عديدة واذا تركتهم لوحدهم فقد نصحى ونجدهم قد توحدوا ضدنا دعني اذهب لعملي . الشيطان حسنا ولكن في المرة القادمة ستحدثني عن ذلك الانسان في دمشق وكيف استطعت ان تتسلل اليه بالرغم من انهم حذقين كما يقال . ابليس : حسنا ولكن عليك انت ان تحدثني عن الشعوب التي ازلتها واسقطها من التاريخ . الشيطان : متفقين . يذهب كل الى عمله على امل اللقاء في القريب .