2024-04-25 05:37 م

فتح وحماس بالقاهرة ....والرسالة المصرية

2017-12-03
بقلم: وفيق زنداح 
دون إعلان.... وعلى عجل ....وصل الأستاذ يحيي السنوار رئيس حركة حماس بالقطاع ....والأخ عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح بالحوار ....مسئول العلاقات الوطنية بالحركة الي القاهرة .....للقاء الأخوة بالمخابرات المصرية المعنيين بملف المصالحة والمختصين بكافة جوانبها ومحاورها ....وحتى يتم التذكير ....والتأكيد أن مصر ودورها ...رعايتها ...وضمانتها وشراكتها لتحقيق المصالحة الوطنية ....لا تقبل بأي احتمالات للفشل ...ولا تسمح للتعطيل والاعاقة والتخريب على المصالحة ..... كما لا تقبل بالمراوغة .... ولا تقبل بأقل من المصالحة والوحدة وتمكين حكومة التوافق ...وعودة السلطة الوطنية لبسط سيطرتها ...وتولي مسئولياتها ومهامها داخل القطاع .... بما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية ....والأمن القومي الفلسطيني ....كما الأمن القومي المصري . مصر لا تقبل ....لأنها جادة وحريصة وملتزمة ..... برؤية الفلسطينيين موحدين ...بما يعزز من مكانتهم وصورتهم على طاولة أي مفاوضات سياسية قادمة ....في ظل القادم السياسي الذي يحتاج للأقوياء ...وليس للضعفاء ....كما أن مصر جادة ومصممة بحكم مكانتها ودورها ....ومسئولياتها القومية والتاريخية ....لأنها تدرك جيدا مساحة الالام والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني داخل القطاع ....نتيجة ظروف الانقسام ...وما أحدثه من أزمات وكوراث ....وتدني كبير بمستوي الدخل ...وتهالك الخدمات وتدمير البنية التحتية.... ومدي حاجة الناس الي استعادة حياتهم الطبيعية ....دون تهديد ...وبعيدا عن الحروب . مصر بمكانتها ودورها التاريخي والقومي .....ومن منطلق محافظتها على الأمن القومي الذي لا يتجزأ ...والذي يشكل القطاع أحد أركانه ...بحكم ظروف استثنائية طارئة .....عاشها القطاع على مدار 11 عام ....ومصر بذلك لا تسمح بأن يبقي القطاع ساحة مفتوحة وثغرة قائمة تهدد أمنها من خلال الدخول والخروج ....ومحاولات التهريب بكافة أشكاله ...وما يمكن أن يترتب من انعكاسات سلبية ....ووقائع وخيمة لا تخدم الأمن القومي الفلسطيني والمصري ....ولا تخدم سكان القطاع . لقاء عاجل سوف تكون له دلالاته العديدة .....كما ستكون رسائله المتعددة والقوية .....من الشقيق الأكبر والمتابع والحريص والمطلع على خفايا الأمور ....وما يبرز منها..... وعنها الحريص على فلسطين ....وقضيتها ومصالحها الوطنية ......في ظل تجربة طويلة ليس أخرها الأيام الماضية والتي كادت أن تنعكس بالسلب .....وربما بالدمار وخلط الأوراق .....وتحقيق مأرب ....من لا يريدون المصالحة ...ومن لا يريدون وحدة الفلسطينيين .....بعد أن منعت حربا إسرائيلية على القطاع .....وبعد أن أنقذت موقفا طارئا واستثنائيا ومخالفا لما تم الاتفاق عليه باستلام حكومة التوافق لكافة مسئولياتها ومهامها بالأول من ديسمبر من خلال تعديل الاتفاق ...حتى العاشر من ذات الشهر..... لتمكين الحكومة من كافة مهامها ومسئولياتها ....بما يشمل الأمن والمال والسيطرة الكاملة غير المنقوصة ....والقانون النافذ ....والذي ليس بامكان أحد الخروج عنه . مرحلة جديدة يتم فيها طي الانقسام وتمكين الحكومة ....وعودة السلطة ....وأن لا يكون داخل القطاع من قرار يتناقض ....وقرار الحكومة والسلطة الوطنية ....وأن الفصائل والقوي السياسية لها أطرها ومنابرها .....وجلساتها ...وحواراتها التي تستطيع من خلالها أن تتحدث عن نفسها ....وان تقيم الأوضاع ...وأن تقترح الحلول . مصر وقد أدركت مخاطر ما يجري .....بحكم وجود وفدها الأمني .... وبصورة أدق في الواقع العملي لأليات التنفيذ .... وما تم كشفه من محاولات توتيرية نتاج تصريحات اعلامية تسمم الأجواء .... وتزيد من حالة الاحتقان ....وتعطل امكانية اتخاذ خطوات أخري على طريق انهاء الانقسام .... لأن هناك قلة قليلة من المستفيدين من حالة الانقسام والفوضي ....ولن يسمح لهم بالاستمرار في تهديد المصالحة بخطواتها التنفيذية على الأرض .....على اعتبار أن المصالحة ممر إجباري ...وهدف استراتيجي ....ولن يستطيع من كان أن يمنع تحقيقها .....أو تعطيلها ...أو الوقوف أمامها . المصالحة الوطنية وتجسيدها على أرض الواقع ....لها انعكاساتها السياسية ....الاقتصادية ...الأمنية والاجتماعية على مجمل سكان القطاع .....وعلى المحيط وخاصة بمنطقة شمال سيناء .....وشبه جزيرة سيناء بشكل عام.... والذى سيشهد حملة عسكرية كبري للقضاء على الارهاب التكفيري خلال ثلاث أشهر بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ....لرئيس أركاب حرب القوات المسلحة ....ووزير الداخلية المصري . الأيام القادمة حاسمة وخطيرة ....ولا تحتمل المزيد من المخاطر..... كما أن العاشر من ديسمير يفصلنا عنه أيام ...ويجب الانتقال الي مراحل جديدة .....ما بعد تمكين الحكومة بكافة جوانب التمكين ..... في ظل مواجهة سياسية قادمة يجب الاستعداد لها .... بكل قوة سياسية ...وارادة شعبية ...ووحدة وطنية .... حتى يتم التفاوض على أرضية قوية وصلبة ....وحتى لا نوفر لأعدائنا ثغرة هنا وهناك ....كما لا نوفر للمتربصين بنا من قوي اقليمية....تتمني لنا الفشل أكثر من النجاح . ما بعد المذبحة الاجرامية الارهابية في مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء والتي راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء والجرحي ....نتيجة فعل جبان وارهابي مدان بقتل المصلين داخل المسجد ....أوصل رسالة من الارهابيين التكفيريين .....أنهم ضد الاسلام والمسلمين ....وضد مصر والمصريين ....وضد الأمنيين والمسالمين .....وباعتبار أن وجود مثل هذه القوي التكفيرية الارهابيية يؤثر على مصر وأمنها ....ويجب القضاء عليهم واجتثاثهم ...وحيث أننا سكان القطاع لا مخرج لنا .....ولا ممر للتحرك الا من خلال هذا الطريق ....وعبر بوابة مصر الشقيقة ....وحتى نزيل كافة العقبات والمصاعب التي تولدت بفعل الحصار .....أصبحنا ذات مصلحة كبري بالقضاء واجتثاث الارهابيين من منابعهم ... .. ومصادر تمويلهم وتسليحهم ....واعادة الأمن والأمان لسيناء ....باعتبارها طريقنا للخارج ....وباعتبارها جزء أساسي من أمننا القومي ....وعلى قاعدة أن أمننا هو جزء من الأمن القومي المصري ....والجميع جزء من الأمن القومي العربي ... لأننا في فلسطين ومصر ... شركاء ...وأخوة دم ...وأصحاب مصلحة واحدة .... كما اننا أصحاب حدود واحدة ....يجب أن نحافظ عليها .... وأن نمنع من الدخول والخروج غير القانوني عبرها . الأيام حاسمة ....والرسالة قوية ....ويجب على فتح وحماس أن يدركوا أن قوة رسالة الشقيق الأكبر ...قوة لهم ....وأن قوتها أمن لهم .....وأن قوتها وحدة لهم ....كما أن قوتها تمنع عنهم امكانية حروب جديدة لا أحد يعرف مداها ....ونتائجها . مصر تريد أن توصل رسالة محملة بالحب والوفاء لكافة الفلسطينيين .....ومدي حرص مصر الأكيد على وحدتهم واخراجهم من مأزقهم .....وحتى يتحقق ذلك لا بد من أن يساعدوا أنفسهم ....وأن يتعاونوا من أجل تحقيق مصالحهم .... وأن لا يلتفتوا يمينا ويسارا الي حيث بعض العواصم.... التي لا تريد خيرا لفلسطين وشعبها ....كما لا تريد خيرا لمصر وشعبها . الجميع يجب أن يعرف حدوده ...وما له من حقوق .....وما عليه من واجبات .....وما تتطلبه المرحلة من يقظة ووعي وطني ...وحرص دائم على المحافظة على قضايا الوطن ....وأمنه القومي..... والذي لا يحتاج بالمطلق الي مهاترات اعلامية توتيرية تخرب على الخطوات ....وتسمم الأجواء ....وتعطل على خطوات قادمة . لقد كانت دعوة الأشقاء بمصر لفتح وحماس ضرورة وطنية عاجلة ...هامة ومسئولة ...وهنا تكمن عظمة مصر ودورها ومكانتها .....عظمة الرجال الحريصين على فلسطين وشعبها وقضيتها .....عظمة التاريخ الحقيقي لواقع يتحدث عن نفسه ..... ولماضي أكد على حقيقته .... ولمستقبل قادم تتأكد خطواته .....والذي يؤكد لنا أن مصر الشقيقة ....وليس غيرها من بعض عواصم الاقليم وتنظيماته .....والتي لن نذكر أسمائهم .....ولا تاريخهم ....ولا ما يخططون ويمولون ويسلحون ....حتى يحدثوا الخراب ....وحتى يعززوا الانقسام ....وحتى نستمر بخلط الأوراق ....وهم بحقيقة مواقفهم ومخططاتهم وأهدافهم يراهنون على دماء غيرهم ....كما أرواح غيرهم ....كما مصالح غيرهم . يجب أن تتوقف هذه المهزلة ..... وهذه المسرحية المكشوفة بكافة أدوار اللاعبين على خشبتها ....والذي يحاولون التلاعب بنا .....وتغطية أنفسهم على شعارات قضيتنا ..... وهم يختبئون بقصورهم ....ويعيشون حياتهم ....بينما شعبنا بمخيماته وشتاته.... وبعذاباته اليوميه ....وبكافة تفاصيل حياته التي عاشها في ظل حرمان ...وأجواء لا ترحم . يقظتنا ....ووعينا الوطني ....واستخلاص تجربتنا ...والدروس المستفادة من مسيرة نضالنا الطويل .... تؤكد لنا ما هو صواب ...وما هو خطأ .... وما يجب فعله .... وما يجب الابتعاد عنه اليوم حماس وفتح بالقاهرة ...ونقولها فرصة سانحة..... لتصويب المسار ...وتصليب المواقف ....وأخذ خطوات متقدمة على طريق المصالحة وانهاء الانقسام ..... لأن الزمن لن يبقي مفتوحا للتجربة ..... بل ان الزمن لا نريد أن يكون ضاغطا علينا..... حتى لا نصل لا سمح الله لمراحل سيحاسبنا عليها التاريخ .....الذي لا يرحم من لا يرحم نفسه