2024-03-28 01:00 م

المصالحة الفلسطينية في العناية المكثفة .. والغرباء يتلاعبون بـ (المتحاورين)!!

2017-12-05
القدس/المنـار/ ما نشهده من تراشق بالاتهامات بين حماس وفتح، يبدد آمال الشارع الفلسطيني، بتحقيق مصالحة حقيقية، هذا التراشق الذي طال حركة ثالثة.. يعني بوضوح أن النوايا غير سليمة، أو أن قرار الحركتين فتح وحماس ليس بيديهما، وبمعنى أوضح هناك جهات تعمل في الخفاء لافشال الجهود المصرية، والابقاء على الانقسام البغيض يضرب في الساحة الفلسطينية، ولا تريد الحركتان اظهار ذلك، لمنافع ومصالح أو لوعود مستقبلية، أدخلتهما في حالة انتظار لا أحد يدري متى ستنتهي، وبالتأكيد تكون نتائجها الفشل والخديعة، أي أن الحركتين فتح وحماس لن تحققا شيئا مما وعدتا به، وستجدان أن أيديهما فارغة الا من الندم.
بدأت الحوارات في القاهرة، وكان بيان القاهرة الاول عن اتفاق يتم ترسيخه بمواصلة هذه الحوارات لمناقشة ملفات مفتوحة.. ويبدو أن الجدية المصرية اضطرت الجانبين للموافقة على الاتفاق.. ومع عودة وفدي الحوار الى غزة ورام الله، استؤنف التراشق، والاتهام بالتعطيل والمراوغة، وتصاعدت الاتهامات لتطال حركة الجهاد الاسلامي، وتحميلها مسؤولية الفشل، وهذا ليس صحيحا فالحركتان لهما حساباتهما وفي مقدمتها أن أيا منهما لا تريدا انجاز مصالحة ارضاء لجهات غريبة، ولهذه الجهات أيضا حساباتها، وجميع هذه الجهات لا تريد خيرا لشعب فلسطين، لكن، المؤلم أن الحركتين لا تدركان ذلك، بعد أن غرقتا في بحر الوعود الكاذبة، وهي وعود تحمل طابع التهديد.
ورغم التحديات والتهديدات التي تحاصر الشعب الفلسطيني، وضرورة الوقوف صفا واحدا في مواجهتها، الا أن فتح وحماس، تبتعدان عن الحذر والحكمة والنوايا الصادقة في الحوارات للخروج بموقف سليم جدي يعزز الوحدة الوطنية في مواجهة تحركات تصفية القضية الفلسطينية.
واستنادا الى مصادر من داخل الحركتين ودوائرهما الضيقة، فان القوى الخارجية العابثة في الساحة الفلسطينية، والساعية للامساك بالورقة الفلسطينية غطاء لمصالحها، وعلاقاتها مع أعداء الشعب الفلسطيني غير معنية بانهاء الانقسام، ولا تريد نجاحا للجهود المصرية الجدية، في تحركها لتعزيز الوحدة الفلسطينية، ويتضح بجلاء أن فتح وحماس منساقتان وراء هذه الجهات عن اختيار أو عن غير قصد.
ويتأكد أن الحركتين لن تسلكا الطريق السليم لانجاز المصالحة، وستبتعدان أكثر عن امكانية مصارحة الشعب بما تضمرانه وتنويات القيام به، وأسباب ذلك، وهذا يبقي على الانقسام ينخر في الجسد الفلسطيني، مما يضعف القدرة على مواجهة التحديات المتصاعدة، فها هي واشنطن تستعد للاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ونقل سفارتها الى القدس، في حين نجد التحرك الفلسطيني ضعيفا وكل طرف يعمل لوحده مما يعطي الولايات المتحدة الحافز للمضي بما تخطط له، في وقت لم تجد رد فعل حقيقي على الخطوة الامريكية من تلك الجهات المسيطرة على قرارات قيادات فتح وحماس، وما تسبب به الانقسام في الساحة الفلسطينية أعطى القوى المعادية والمتربصة والمتواطئة الفرصة لتمرير سياساتها التي تستهدف القضية الفلسطينية تصفية وتنكرا لحقوق شعبها.
وما لم تنجز المصالحة وينتهي الانقسام وتتعزز الوحدة الوطنية فان حماس وفتح تتحملان مسؤولية هذا الانهيار، وهذا التحرك المعادي من جانب واشنطن وتل أبيب وحلفائهما الذي يهدد الشعب الفلسطيني وثوابته وقضيته وحقوقه، فالنوايا غير سليمة والرغبة في تحقيق مصالحة غير متوفرة، مما يعني أن على الشعب الفلسطيني أن يتحرك لاجبار الحركتين على وقف استهتارهما، والتجاوب مع الجهود المصرية وتحقيق المصالحة، وأن تتعاطى كل منهما مع هذه الجهود بحسن نوايا وجدية وأن تضعا مصلحة الشعب فوق كل اعتبار.