2024-03-29 12:57 ص

الفلسطينيون ليسوا (هنود حمر)

2017-12-09


بقلم: رابح بوكرش
انتفاضة كبيرة وتظاهرات أعقبت صلاة الجمعة في عدد كبير من المساجد في العالم العربي والإسلامي، للتنديد بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل المحتلة، ونقل السفارة الأمريكية إليها . إننا لسنا في حاجة الى الكثير من البراهين لنكتشف إفلاس السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وفي العالم ، وهذا الفشل ليس إلا ثمرة من ثمار تخلي الحكومات المتعاقبة للولايات المتحدة الأمريكية واستخفافها واحتقارها للشعوب الشرق الأوسط ومناطق أخرى ، وأن النظام الأمريكي أصبح سلسلة من الكوارث ، وانحطاط مكانتها الديبلوماسية والثقافية والمالية ، أصبحت عاجزة أن تساير العالم في تغييره . في القرن الماضي كان الأمريكيين يعيشون في حلم الانتصارات بلادهم ، وكان كل شيء جميلا . أما اليوم فإن الوضع انقلب اقلابا تاما فالأمة الأمريكية تزعزعت أسسها وبدأت تدخل في عالم الانهزامات ، وكان من بينها هزيمة فيتنام وأفغانستان والعراق وسوريا . والحقيقة الواضحة تماما أن الجميع في أمريكا يعرفون هذه الحقيقة ولكنهم لا يفعلون شيئا بسبب بسيط وهو أن أمريكا لن تنهض من جديد ودواءها أصبح مستحيلا تقريبا . ربما لا يعرف ترامب أن الشعوب الإسلامية مستعدة أن تعيش أتعس من المجتمعات الأخرى وأن تتحمل الفقر الذي تعانيه لكنهم لن يخونوا القدس ، وأكثر من ذلك فإنهم مستعدون أن يموتوا من اجل القدس . ربما نسى ترمب أو تجاهل أن الأنسان المسلم يختلف تماما عن الهنود الحمر فهؤلاء استسلموا للأمر الواقع !! وضاعت ارضهم وثقافتهم . بينما الإنسان الفلسطيني فمازال يناضل وسيبقى يناضل حتى تحرير القدس ولو استمر ذلك مائة السنين ، إن مكان الفلسطيني مع الذين يبنون حضارتهم لا مع الذين يهدمونها . لم يعد هناك أي شك محتمل في أن قضية القدس أصبحت عالمية وحلها أصبح في الأمم المتحدة وليس في يد أمريكا بالرغم أن سياسة أمريكا أمام هيئة الأمم المتحدة لا يستند إلا على الخبث والمكر . الفلسطينيون ليسوا مثل الهنود الحمر في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا بسبب أن القدس قبلة المسلمين الاولى .