2024-03-29 05:36 م

قراءة في خطابي السيد المقاوم حسن نصرالله

2017-12-13
بقلم: حاتم استانبولي
بعد قرار ترامب اطل السيد حسن نصرالله مرتين. الأولى : تحدث بهدوء تام وبخطوط عريضة حول المواجهة لكل حسب مقدرته للرسمي العربي والسلطة الفلسطينية وآخرها للمقاومين وكان الخطاب يحمل في مضمونه ان الاجدى بام الولد ان تتحدث اولا وتضع ما في جعبتها ولكي لا يقال ان حزب الله سياخذ دورها. لأغلاق الباب على القوى المعادية للتحريض على الحزب والمقاومة .من الواضح ان الكثيرين كانوا ينتظرون نهاية الخطاب لكي يبدؤا بهجومهم على الحزب والمقاومة , لكن السيد المقاوم خذلهم وتحدث بهدوء واعطاهم فرصة ليلتقطوا انفاسهم ويصحوا من الضربة التي وجهت لنهجهم وليعيدوا التوازن لمواقفهم . بين الخطابين كان هنالك اجتماعات اعلن عنها مجلس الجامعة العربية القيادة الفلسطينية المؤتمر الأسلامي . ماذا حصل القيادة الفلسطينية لم تجتمع اي ان ام القضية لم تبادر لوضع رؤيتها للمواجهة وفي هذا الصدد فان قرار ترامب كشف ان السلطة الفلسطينية واللجنة التنفيذية النائمة لم تكن لها اية خطة بديلة وانهم حتى اللحظة الأخيرة كانوا ينتظرون ان يتراجع ترامب عن قراره الذي كشف عجزهم الذي ظهر بتعبيرات ومصطلحات تضعهم في ذات الاطار الذي وضعه لهم ترامب في كلمته التي اعلن فيها ان القدس عاصمة ابدية للدولة اليهودية .اما الموقف العربي فقد جائت قرارات اجتماعهم في ذات الاطار ولم يقدم على اية خطوة للمواجهة بل وضع القرار العربي في صيغة مطالبة ومناشدة ترامب بالتراجع عن القرار الذي يعلم معظمهم ان ترامب لا يمكنه ذلك . ان توقيع القرار هو استكمال للدورة التشريعية القانونية . ان قرار ترامب الذي يمثل راس الهرم الراسمالي يحمل عوامل ضغط ملموسة لفرضه على الكثير من الدول التي تحظى بالحماية الأمريكية . الأنظمة العربية والكثير من الدول الأسلامية تعلم ان القرار الأمريكي لن تستطيع بالوسائل الدبلوماسية ان تسقطه او تعيد النظر فيه . ان السيد حسن نصرالله قرأ الصورة وتاكد منها بالموس والأهم تاكد ان الشارع العربي الذي توحد نحو القدس كشف ان نهج الأستسلام سقط واصبح يطالب انظمته بمواقف غير عادية لمواجهة الصلف الأمريكي . جاء الخطاب الثاني ليضع النقاط على الحروف من موقع المسؤولية . تحت عنوان ان القدس وضعت الجميع في ذات الخندق واسقطت كل التعارضات والأهم ان خطابه وضع استراتيجية مواجهة لكل الوطنيين والمقاوميين ووضع هدف اسقاط القرار كناظم لكل التحركات للمفاوضين والمقاومين . ان الخطاب وما تضمنه اهميته تاتي من ان قائله يملك من الأمكانيات المادية والعسكرية والخبرة لتحويل الأقوال الى افعال ووضع حزب الله وحلفائه وامكانياتهم لخدمة اسقاط المؤامرة وفتح الطريق للمواجهة الحقيقية للتحرير والشرط الأهم لتحقيق ذلك ان تخرج ام الولد من وهمها التفاوضي العبثي وتتنحى جانبا تاركة المكان للقوى الوطنية الحية بكل فصائلها الوطنية التحررية لوضع استراتيجية مقاومة مشتركة تتناغم فيه مع تطلعات الجماهير التي خرجت للتعبير عن رفضها لسياسة العبث بالحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني الأهم ان ترامب اسقط قرارات النأي بالنفس ووضع القوى التي تدعي حرصها على المقدسات وانها تحمل الشرعية الدينية (السنية) على المحك . اما السيد المقاوم فلم يشمت وانما وضع الجميع في القارب المقاوم بندائه الذي قاله المقاومون الفلسطينيون من قبله عندما كان في قواعدهم كان يسمع ما يردده المقاتلين لفلسطين للقدس رايحين شهداء بالملايين . هذه المقولة التي خرجت من فم رجل عود العدو قبل الصديق انه صادق بما يقول هذا السيد الذي استطاع ان يضع التعاليم الدينية في اطارها الوطني التحرري هذا المقاوم الذي اختبر في الميدان هذا والد الشهداء الذي نصر المظلومين هذا الذي يستحق لقب القائد الوطني التحرري الذي حول عبائته الدينية لعبائة وطنية جامعة . لا يمكن لأيا كان ان يقول لا لخطابه الا الذين يكنون العداء لفلسطين وللقدس الذين لن يستطيعوا الخروج من عبائتهم التآمرية .