2024-03-19 12:09 م

اليمن المواجهة المؤجلة

2017-12-15
بقلم: حاتم استانبولي
من الواضح ان اليمن اصبح مكانا لتفريغ التعارضات الخليجية ففي جنوبه يستعر الصراع بين اطرافه المتوزعين على ثلاث قوى متصارعة قوة اماراتية وقوة سعودية وقوة الأخوان المسلمين وتفريخاتها . اما في الشمال هنالك تحالف الحوثيون والمؤتمر الشعبي والقوى القومية اليمنية من ناصريين وبعثيين وشخصيات وطنية مستقلة . والقوة المؤثرة في هذا التحالف هم الحوثيون لكونهم القوة الاكثر تنظيما وتماسكا وقد حرص انصار الله ان يصيغوا علاقة تحالفية قائمة على تشكيل لجان شعبية تمثل كافة القوى المكونة للتحالف واستطاعت ان تصيغ علاقة متينة مع المؤسسة العسكرية اليمنية واعطائها الدور الرئيسي في المواجهة الوطنية لعدوان التحالف على اليمن وحرصت ان تتعامل مع المؤتمر الشعبي كقوة سياسية بعيدا عن علي عبدالله صالح الذي لم يهضم هذه العلاقة ولكنه دائما كان محاصرا حتى جائه اتصالا من الامارات عبر ابنه احمد علي عبدالله صالح الذي كان يشغل سفير اليمن في الامارات حتى (2015 ) بداية العدوان وبقي في الامارات كقناة اتصال دائمة مع والده . وبعد ان اشتد الصراع السعودي الاماراتي في اليمن ودعوة وفد لحزب الاصلاح (الاخوان المسلمين ) اليمني للقاء مع ولي العهد السعودي في الرياض هذا اللقاء الذي وجدت فيه دولة الامارات عملا موجها ضدها على الارض اليمنية .سارعت الامارات بتفعيل قناتها مع علي عبدالله صالح لحضه على اعادة تموضعه والتحضير للانقضاض على العاصمة اليمنية في خطوة علها تنجح في تفكيك التحالف بين القوى اليمنية وتشكل مدخلا لأخراج قوى التحالف السعودي من مازقها خاصة بعد تحول العدوان لعبء على دوله وداعميهم حيث ارتفعت الأصوات المطالبة بوقف العدوان على الشعب اليمني . ان المجابهة بين القوى الوطنية اليمنية مع علي عبدالله صالح كان لا بد منها عاجلا ام آجلا حيث كان صالح واعوانه هم الخاصرة الرخوة للتحالف الوطني الذي شكل لقيادة اليمن وجيشه ولجانه الشعبية في مواجهة العدوان والمغامرة التي اقدم عليها صالح هي مكتوب عليها بالفشل . هذه المغامرة التي كشفت ان علي عبدالله صالح هو الورقة الاخيرة لقوى التحالف وفشلها سيفجر الخلاف بين التحالف السعودي وخاصة بين طرفيه الرئيسين السعودية والأمارات . وسيعيد تموضع التحالفات الخليجية في اطار مجلس التعاون هذا التعارض الذي سيفتح الباب لعودة العلاقة السعودية القطرية من البوابة اليمنية وسيتحول حزب الاصلاح ورقة سعودية في مواجهة التمدد الأماراتي . فشل المغامرة التي اطلقتها الأمارات سيعزز الجبهة الداخلية اليمنية ويعطيها قوة دفع للتقدم والتمدد في ظل جبهة داخلية متماسكة , وفي ظل تغيير في الراي العام لمصلحة وقف العدوان وفك الحصار عن الشعب اليمني , وستفتح بابا للعودة لطاولة الحل السياسي وسيكون صوت القوى الوطنية هو المسموع وستحاول قوى التحالف ان تجد لها مخرجا مشرفا عبر الطرق على ابواب موسكو للتدخل وانزالهم عن الشجرة اليمنية . الصاروخ اليمني الذي وصل لابو ظبي هو رسالة مسجلة لأستلامها يلزمها التوقيع لتاكيد استلامها وقراءة مضمونها ان دولة الأمارات لن تتحمل الصواريخ على مدنها وان لغة الحوار والتعقل والحل السياسي هي الحل . ان سقوط اول صاروخ على دبي سيغلقها وسيشهد مطارها ازدحام الهاربين وخلال 24 ساعة ستتهاوى اسواقها فالمصلحة الاماراتية هي في ايقاف الحرب والمباشرة في الحل السياسي . فشل المغامرة الصالحية الأماراتية وضعت التحالف في مازق سياسي وعسكري واخلاقي وقانوني . ومن الواضح ان دول التحالف لن تستطيع ان تتحمل الكلفة الأخلاقية لأستمرار الزج باسمها في الحرب التي يدفع ثمنها اطفال اليمن .