2024-04-19 01:28 م

صحيفة بريطانية تكشف أبعاد المحور الأميركي الإسرائيلي السعودي

2017-12-29
العلاقات الأميركية الدولية" في العام 2017. ويقول محرر المقالة، جوليان بورجير، إن تأثير ترَمب على هذه العلاقات ستدرسُه الأجيال القادمة، ولكن على العالم أن ينجوَ من هذا التأثير أولاً، خصوصاً وأنه يصبّ الزيت على نار صراعيْن كبيرين، من الصعب التنبؤ بمستقبلهما.

ويقول الكاتب إن سياسة ترَمب الدولية "عجّلت في انزلاق بعض المناطق في العالم نحو نزاعات محتملة، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط الذي توتّر بشدّة بعد إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل".

وكانت الصحافة الأميركية والعالمية قد طرحت السؤال مراراً عمّا إذا ما كان ترَمب يريد السلام حقاً في الشرق الأوسط، إذ لا تساهم وعوده الانتخابية المتعلّقة بالمنطقة، بدعم عملية السلام أبداً"، كما أن الرجل الذي يعتمد عليه في المنطقة العربية، أي وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، لا يبدو مهتماً بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بقدر المواجهة مع إيران.

في المسألة الكورية أيضاً، كان ترَمب قد وعد الأميركيين قائلاً إنّ كوريا الشمالية "لن تحصل على السلاح النووي"، ولكن خبراء عسكريين يقولون اليوم إن النظام الشمالي صار يمتلك القنبلة الهيدروجينية اليوم، لا النووية فقط!


هكذا، تبيّن أن سياسات ترمب الخارجية تجاه النظام الشمالي أثبتت عدم جدواها حتى الساعة، ما يضع حالة السلام الهشة التي تعمّ في شبه الجزيرة منذ عقود في مهب الريح.

وإضافة إلى سوء تقدير وقراءة الأوضاع السياسة وحساسية بعض مناطقَ من العالم، يبدو الرئيس الأميركي كذلك غيرَ معني على الإطلاق بمشكلة التغيّر المناخي التي تشكل، بحسب الكاتب، عائقاً جدياً أمام الجهود المبذولة لإنقاذ الكوكب.

وتحدث الكاتب في مقالته عن علاقة الولايات المتحدة الأميركية بستّ دول أو تجمعات دولية وهي كوريا الشمالية والصين وروسيا وسورية وإيران وأوروبا، قائلاً إن تَرمب تجاهل واستخف بالسياسات الخارجية التي عملت بحسبها الولايات المتحدة الأميركية لفترة طويلة.

عن سورية

يقول كاتب المقالة إن المحور الأميركي-الإسرائيلي-السعودي لا يمتلك خطّة حقيقية لاحتواء التوسع الإيراني في سورية. وبينما تقوم روسيا بخفض عدد جنودها على الأرض، تتوجه إيران إلى زيادة انتشارها العسكري وإعادة بناء الجيش السوري وتقديم الدعم له، وهو دعم مؤلف من الميليشيات الشيعية وكذلك من حزب الله اللبناني.

ويضيف الكاتب أن تدعيم السلطة والانتشار العسكري الإيراني من طهران وصولاً إلى جنوب لبنان، سيعيد خلط الأوراق في المنطقة وتشكيل الخارطة أيضاً. هذه التغييرات، بحسب الكاتب، من نتائج الحرب الأميركية على العراق في العام 2003.

ويكاد الكاتب يجزم أن الولايات المتحدة الأميركية ستصبح أكثر عدائية تجاه إيران في العام المقبل، خصوصاً وأن مكتب الأمن الأميركي يضمّ عدّة صقور، يدفعون باتجاه المواجهة مع الجمهورية الإسلامية. أما السؤال عن طبيعة المواجهة فيبقى مفتوحاً: هل تحارب أميركا إيران عبر حلفائها في المنطقة كما تفعل اليوم؟ أم أنّها ستذهب إلى المواجهة الشاملة مع إيران؟

عن إيران

يقول كاتب المقالة إن العدائية تجاه إيران تعتبر من السياسات الأميركية القليلة التي لم تتغيّر في عهد ترَمب. ويبدو أن الرئيس الأميركي ما زال يرغب في تدمير كلّ ما أسسته إدارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، بدءاً بالاتفاق النووي الذي تمّ التوقيع عليه في العام 2015.

وكان ترَمب قد رفض التوقيع على الاتفاق في تشرين الأول/أكتوبر الماضي وهدّد أنه سينسفه كليّاً في منتصف كانون الثاني/يناير المقبل. وقد يفعل ذلك إذا ما رفض التوقيع على وثيقة تخل أو تنازل.

وفي حال رفض ترَمب التوقيع على هذه الوثيقة، ستدخل إدارته في مواجهة مع إيران، كما أنها ستنسى شيئاً فشيئاً حلفاءها الأوروبيين التقليديين مفضلة بذلك التحالف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ونظيره الإماراتي، محمد بن زايد، المصران على ردع التأثير الإيراني في منطقة الخليج.