2024-04-18 12:23 م

دبلوماسية "نيكي هيلي" الانتقامية تستهدف اللاجئين الفلسطينيين

2018-01-07
كتب - عبدالعظيم قنديل:

أشارت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، في تقرير لها، إلى تناقض توجهات السفيرة الأمريكية لدى منظمة الأمم المتحدة، نيكي هيلي، تجاه القضية الفلسطينية، والتي بدأت مسيرتها الدبلوماسية كـ"مدافعة" عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين وزيارة مخيماتهم، حيث أكدت عزمها إمداد منظمة الإغاثة الدولية "الأونروا" بما يقرب من 300 مليون دولار أمريكي من التمويل الأمريكي كل عام.

وأكدت المجلة الأمريكية أن هيلي أصبحت تقود حملة البيت الأبيض لقطع شريان الحياة الاقتصادي الأكثر حيوية للفلسطينيين، لافتة إلى أن سياسة الإدارة الأمريكية تحاول معاقبة رفض السلطة الفلسطينية وساطة الولايات المتحدة في محادثات السلام.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد أعلن الشهر الماضي أن السلطة لن تقبل أي خطة سلام أمريكية مقترحة. ووصف واشنطن بأنها لم تعد وسيطاً أميناً في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأوضح التقرير أن دبلوماسية نيكي هيلي تستهدف الثأر من وكالة الإغاثة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة، حيث تهدد الولايات المتحدة بسحب مئات الملايين من الدولارات لتمويل الفلسطينيين.

كانت الولايات المتحدة قد أجهضت باستخدام حق النقض "الفيتو" مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بإلغاء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. غير أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أيدت بأغلبية ساحقة قرارا غير ملزم يدعو واشنطن للتراجع عن موقفها.

من جانبها قالت هيلى لسفراء الأمم المتحدة إن الأموال لن تكون متاحة ما لم يعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عودته للمفاوضات، مضيفة أن هناك تأييدا داخليا للمضي قدما وتهيئة المساعدات الإنسانية لاستعداد السلطة الفلسطينية للمشاركة في محادثات السلام.

وتعد الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة للأونروا، مع تبرعات العام الماضي التي بلغ مجموعها 368 مليون دولار، أي ما يقرب من 30% من إجمالي التمويل.

كما كشف التقرير أن هناك قلقاً داخل الإدارة الأمريكية من ذلك التحرك ضد الفلسطينيين، والذي قد يقود إلى نتائج عكسية وزيادة النزعات المتطرفة في المنطقة.

وأضافت المجلة الأمريكية أن ممثلي مكتب شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع والاستخبارات المركزية طالبوا البيت الأبيض بالحفاظ على تدفق المساعدات إلى "الأونروا"، ولذا رفض وزير الخارجية ريكس تيلرسون طلبا من مكتب السكان واللاجئين والهجرة، لإطلاق أكثر من 100 مليون دولار أذن بها لوكالة الاغاثة الدولية.

ونقلت المجلة الأمريكية عن باتريك ليهى، سيناتور عن الحزب الديمقراطي، قوله إن "تفكير البيت الأبيض في إجبار الفلسطينيين على التفاوض حول اتفاق سلام عبر قطع المساعدات هو "ساذج"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يعارض ما وصفه بـ"تكتيكات البلطجة القصيرة النظر في البيت الأبيض".

وأضاف: أن الأونروا تدعمها باستمرار إدارات ديمقراطية وجمهورية وتقدم الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأساسية الأخرى للاجئين الضعفاء- رجالا ونساء وأطفالا، وكثير منهم يستضيفهم الأردن وحلفاء أمريكيون آخرون- بدلًا من الانضمام إلى الجماعات المتطرفة مثل "داعش".

وأُسست الأونروا في عام 1950 لتوفير خدمات الإغاثة لنحو 700 ألف لاجئ فلسطيني، طردوا من فلسطين بعد إعلان تأسيس دولة إسرائيل، وهي تعمل في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر والأردن ولبنان وسوريا، وتوفر للفلسطينيين التعليم الابتدائي والثانوي، والخدمات الصحية، فضلاً عن مختلف مشاريع البنية التحتية للمخيمات.

لسنوات، تمتعت وكالة الإغاثة بدعم سياسي من الحزبين (الجمهوري والديموقراطي)، واعتبر مسؤولو الأمن الإسرائيليون ذلك ضروريا، إن لم يكن دائما محبوبا، لتقديم الخدمات للفلسطينيين. ولم تتخذ إسرائيل، التي تمنح التأشيرات والتصاريح للعاملين في الأونروا، أية خطوات لإغلاق عمليات الوكالة.

بيد أن وكالة الاغاثة كانت هدفا لانتقادات متزايدة من جانب المحافظين المؤيدين لإسرائيل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والذي اعتبره متعاطفا جدا مع حماس وهى الجماعة الفلسطينية المسلحة، حسبما أفادت المجلة الأمريكية.

ووفق التقرير، علق جولدنبرج، وهو المستشار السابق لوزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيرى، قائلًا: "إنها ليست المرة الأولى التى يتم فيها تعليق التمويل".

واستدرك قائلًا: "النقاد المؤيدين لإسرائيل هددوا في وقت سابق بأنهم سيقطعون الدعم للاحتجاج على بعض الإجراءات التي يتخذها الجانب الفلسطيني".

لكن حتماً، مع مرور الوقت، "الأمور سوف تهدأ، وسوف يأتي الإسرائيليون إلى الأمريكيين ويقولون:" كما تعلمون، سيكون من الجيد حقاً إذا كنت فقط تعطيهم المال"، وذلك حسبما نقلت المجلة الأمريكية عن المستشار السابق لوزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيرى.
المصدر: وكالات + مصراوي