بقلم: مسعود الحناوي
ماذا يريد دونالد ترامب من الشرق الأوسط ؟ وإلى أى مسار مظلم يقود العالم ؟ لقد اتهمت صحيفة الإندبندنت البريطانية فى الأسبوع الماضى الرئيس الأمريكى بأنه سيتسبب فى اندلاع حروب جديدة فى الشرق الأوسط نتيجة سياساته المتناقضة مع السياسات الأمريكية المعلنة سابقا ,وأشارت إلى أن إعلان ريكس تيلرسون وزير خارجية أمريكا بأن بلاده ستحتفظ بوجودها العسكرى فى سوريا حتى بعد انهيار تنظيم داعش يتناقض مع سياسات واشنطن السابقة التى كانت تؤكد أنها لا تريد شيئا من سوريا سوى القضاء على التنظيم الإرهابى !!
بيد أن سياسات السيد ترامب لا تتعارض مع استراتيجية أسلافه الأمريكيين فحسب , ولا فى المسألة السورية وحدها .. ولكنها تتناقض مع القرارات الأممية والقيم الإنسانية فى مختلف القضايا الدولية .. بل وتتناقض أيضا مع سياسات ترامب نفسه التى يبدلها ويعدلها بين الحين والآخر طبقا لأهوائه الشخصية ومصالحه الآنية!!
وإلا فبماذا نفسر موقفه من قضية القدس العربية التى اعترف بها عاصمة لإسرائيل متحديا موقف الإدارات الأمريكية السابقة والاتفاقيات الإقليمية والدولية التى أقرت بتحديد مصيرها فى المفاوضات النهائية بين العرب وإسرائيل ؟؟!
وبماذا نفسر موقفه أيضا من الأزمة الخليجية التى يناقض فيها نفسه حين يدعم تارة مواقف الدول الخليجية الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) فى قطع علاقاتها مع قطر ..وتارة أخرى يطالب بضرورة إنهاء الأزمة بشكل فوري؟؟!
وبماذا نفسر كذلك موقفه المتناقض من المسألة النووية فى كل من إيران وكوريا الشمالية حين يهاجم الاتفاق النووى مع طهران فى الوقت الذى يسعى فيه للتفاوض مع بيونج يانج حول برنامجها النووى والصاروخى لدرجة جعلت ويندى شيرمان كبيرة المفاوضين الأمريكيين تؤكد انه إذا انسحب ترامب من الاتفاق النووى الإيرانى فهذا سيجعل الدبلوماسية الأمريكية مستحيلة فيما يخص كوريا الشمالية لأن مصداقية واشنطن ستفسد ؟!!
هذه التناقضات الصارخة والظالمة لرئيس أكبر قوى فى العالم ستقود الكون إلى مصير مجهول لا يعلمه إلا الله أو أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.
melhenawy@ahram.org.eg
"الاهرام المصرية"
