2024-04-20 01:19 م

الأزمات بين بلدان المغرب والخليج.. هل هي ردود أفعال طبيعية أم أجندات خارجية؟

2018-02-04
شهدت العلاقات المغربية الخليجية في الآونة الأخيرة أزمات لافتة دفعت بالكثيرين إلى التساؤل هل هي الصدفة وحدها التي جعلت هذه الأزمات تتزامن أو تتقارب في الزمن، أم أن هناك أيادي خفية تحركها في المنطقة لصرف الاهتمام عن أمر ما. فليس طبيعيا أن تمنع الإمارات نساء تونسيات من ركوب طائراتها بحجة التوقي من حصول عمليات إرهابية، الأمر الذي ردت عليه تونس بشدة، وأصدرت قرارا بمنع الطائرات الإماراتية من النزول بمطاراتها.
كما أن ما حصل من ملاسنات بين أطراف جزائرية وأخرى سعودية يبعث على الحيرة والاستغراب لدى البعض خاصة مع الرد السعودي العنيف غير الرسمي على الجزائريين والذي وصل إلى حد السخرية والاستهزاء بمرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وكانت الأزمة قد بدأت حين صوّرت لافتات عرضت في ملعب كرة قدم جزائري حكام السعودية بأنهم عملاء للأمريكيين والصهيونية بالتزامن مع إعلان ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس.
موقف متوازن

لقد كان موقف تونس والجزائر من الأزمة الخليجية، بين قطر من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى، متوازنا ومحايدا إلى أبعد الحدود ولم يتخندق مع أي طرف على حساب الآخر. وذلك بخلاف ليبيا حفتر مثلا، التي أعلنت رسميا انها في صف الإماراتيين أحد الداعمين الأساسيين للواء المتقاعد من الجيش الليبي السابق وكذلك الشأن بالنسبة لمصر التي أغلقت مجالها الجوي بوجه الطائرات القطرية.
والحقيقة أن التونسيين كما الجزائريين يدركون أن الأزمة أو "المعركة الخليجية" الخاسرة بالنسبة للطرفين ليست معركتهم ولا علاقة لهم بها من قريب أو من بعيد. ويدرك الطرف التونسي أيضا أن لديه جاليات في مختلف هذه البلدان الخليجية وبالتالي لا يجب خلق مشاكل لإحداها

ردود عنيفة

لكن هذه المواقف المحايدة يبدو أنها نالت استياء جهات تتعامل بمنطق "إن لم تكن معي فأنت ضدي"، وهو ما يفسر لدى البعض هذا "العنف" في الرد من قبل سعوديين على الرسوم الجزائرية المسيئة لحكامهم. كما يفسر أيضا الاستفزاز القاسي والعنيف وغير اللائق لتونسيات من قبل شركة الطيران الإماراتية من خلال منعهن من امتطاء الطائرة بدعوى ورود معلومات.
ويفسر البعض هذا التدهور في العلاقات بين تونس والجزائر من جهة والسعودية والإمارات من الجهة أخرى، بوجود أطراف خارجية إقليمية ودولية تسعى لترك المنطقة في فوضى خلاقة إلى الأبد خدمة لمشروع صهيوـ أمريكي. فلهذه الأطراف من العملاء الفاعلين في بلدانهم الشيء الكثير، ولهؤلاء العملاء القدرة على اختلاق المشاكل والمشاحنات والأجواء المتوترة لصرف الأنظار عما هو أهم.. القدس مثلا.