2024-04-24 11:27 م

العصا والجزرة !

2018-02-09
بقلم: حاتم استانبولي
العصا والجزرة في السياسة القبول بالدخول الى الحظيرة اما طوعا او بالقوة . هذا عنوان السياسة الامريكية والغربية منذ عقود. الجزرة استعملت كطريقة في الشان الفلسطيني حيث قدمت وعود شفهية ومكتوبة جوهرها اعتراف بالمغتصب المحتل مقابل اعتراف بشرعية وجود التمثيل الفلسطيني المشروطة بالغاء كل ما يتعارض مع مقارعة المحتل المستعمر سياسيا وفكريا وثقافيا وتاريخيا . برر اصحاب القبول بالجزرة اننا من الممكن ان ناكل الجزرة بالتدريج وهم تعاملوا على ان المحتل المستعمر لن يدرك ذلك ولكن النتيجة ان المستعمر المحتل وحلفائه في كل فرصة كان المفاوض الفلسطيني يريد ان يقضم الجزرة كانت تسحب بهدوء نحو القفص هي تسحب والمفاوض يتقدم بكل طوعية نحو القفص ولا ينال من الجزرة سوى نظرته اليها ورائحتها دون ان يدرك ان الجزرة مربوطة بخيط رفيع والهدف ليس اطعامه الجزرة وانما ادخاله الى القفص وتطلب ان يعي المفاوض لعبة العدو المستعمر خمسة وعشرون عاما لأدخاله للقفص واغلاقه عليه . هنا جاء دور العصا وبدء بضربة موجعة صادمة بقرار اعتبار القدس عاصمة للدولة اليهودية المفاوض ترنح داخل القفص المغلق الذي دخله بطواعية . وبدء يكتشف ان كل الذين دفعوه للقبول بالجزرة هم مشاركين في سحب الخيط وبقبضة العصا. القفص اصبح قدرا والجزرة خارجه والعصا داخل القفص تنزل على رأسه بشكل منتظم وحاول ان يصرخ ولكن صراخه كان يرتد عليه ولا صدى له خارج القفص . الخروج من القفص يتطلب قوى من خارجه تعمل على كسره فلا يمكن ان تحطم قضبانه بقوى من داخل القفص هذه القوى التي كانت سببا في الوصول الى استدراجه الى داخله واصبح دورها هو الحفاظ على القفص وليس البحث عن كيفية الخروج منه .العمل المسموح للذين داخل القفص هو فقط توسعته ليس من حيث الحيز الواقعي المكاني ولكن من خلال توسعة حيزه في الوعي الفلسطيني والعربي على قاعدة حماية العصا وانتظار مذاق الجزرة . الخروج من القفص يتطلب جهود جمعية من خارجه ومن داخله . الذي داخل القفص يجب ان يعترف ان دخوله للقفص كان خطيئة والذين خارج القفص عليهم مساعدة من بداخله بالخروج منه من خلال رؤية تفرض المشاركة الجمعية وكشف زيف الجزرة وان العصا هي الحقيقة التي ضربت وما زالت تضرب منذ 70 عاما.