2024-03-28 08:28 م

خبير إسرائيلي: غارة إسرائيل القادمة بسوريا تحدد شكل المواجهة

2018-02-16
حذر خبير أمني إسرائيلي بارز، من الخطورة الكبيرة التي سيتعرض لها نظام بشار الأسد واستقرار المنطقة، في حال ثبت أنه غير نظريته الحربية تجاه "إسرائيل"، حيث ستحدد الغارة الإسرائيلية الجديدة في سوريا شكل المواجهة القادمة.

الطائرة المتملصة

ولفت خبير الشؤون الاستخبارية والأمنية، لدى صحيفة "معاريف" العبرية، يوسي ميلمان، أنه "منذ إسقاط طائرة إف 16 الإسرائيلية بصاروخ أرض جو سوري فجر السبت الماضية، مرت الأيام الماضية بهدوء في الحدود الشمالية مع سوريا"، مؤكدا أن "تلك الحادثة، هي الأخطر منذ بدء الحرب السورية".

ونوه أنه سبق إسقاط الطائرة، "قصف السلاح الجوي الإسرائيلي لمنصة إطلاق طائرة إيرانية بلا طيار، تسللت للمجال الجوي الإسرائيلي"، زاعما أنه "قتل في هذا القصف عدة إيرانيين، ولكن تخفي موتها".

وأوضح ميلمان، أن "مطلقو الطائرة الإيرانية، التي بنيت اعتمادا على الطائرة الأمريكية المتملصة التي نجحت إيران في إسقاطها في أراضيها، أملوا أن تتمكن بفضل تكنولوجيتها المتطورة، من التملص من الحمايات الجوية الإسرائيلية ولن تكتشف".

ورأى أن تمكن إسرائيل من اكتشافها، يشهد بأنه ليس على القدرات الإسرائيلية، بل أيضا أن المتملصة الإيرانية مبنية من مواد تتخلف في جودتها عن تلك التي لدى الولايات المتحدة، وإسرائيل أيضا".

وكنتيجة للرد الإسرائيلي، "يمكن لطهران أن تستخلص واحدا من استنتاجين، الأول: أن تعمل بحذر شديد في المستقبل وعدم استفزاز تل أبيب، والثاني: أن تحاول العمل بشدة أكبر لجباية ثمن أعلى منها"، وفق الخبير الذي ذكر أن "سلاح الجو الإسرائيلي يواصل التخفيف في ملابسات الحدث، كما أن هناك خلافا في مسألة؛ إذا كان الجيش السوري قد عقد كمينا مخططا ضد الطائرات أم أن بطاريات المضادات الحيوية كانت في حالة تأهب عليا".

مفاجآت أخرى

وقال: "إذا كان هذا كمينا مخططا، كان ينبغي لإيران أن تكون منسقة مع سوريا حتى آخر التفاصيل في كل ما يتعلق بإطلاق طائرتها غير المأهولة"، مؤكدا أن "إطلاق 25 صاروخا نحو طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، وهي نار صاروخية مكثفة، يمكن أن تشهد على تغيير في الإستراتيجية السورية".

ففي الفترة الأولى، "من عمل سلاح الجو الإسرائيلي في سماء سوريا، والتي بدأت عام 2012، وفق بعض المصادر، لم تحاول منظومات مضادات الطائرات السورية تحدي الطائرات الإسرائيلية، لأن اهتمام نظام بشار الأسد كان مصبوبا على الحرب ضد الثوار"، وفق الخبير.

وأضاف: "وفي مرحلة لاحقة، قبل نحو ثلاث سنوات، بدأت منظومات الدفاع الجوي السوري تطلق بضعة صواريخ نحو كل طائرة تتسلل إلى أراضيها وتخترق سيادتها، وهذا تلميح على إمكانية أن يكون الأسد غير استراتيجيته تجاه غارات سلاح الجو الإسرائيلي، والتي يمكن أن نجدها هذا الأسبوع في مصدرين".

الأول؛ تصريح نائب وزير الخارجية السوري أيمن سوسان، والذي أكد فيه أنه في حال "هاجمت إسرائيل مرة أخرى، سيكون في انتظارها مفاجآت أخرى"، وأما المصدر الثاني فهو الصحفي البلجيكي إيليجا منيا، الذي يغطي أخبار حزب الله منذ 1984، حيث ذكر أن "القيادة السورية وحلفاءها (إيران) قرروا أن يفرضوا على إسرائيل نظاما جديدا بشأن فتح النار".

وبحسب تقرير منيا، "كل خرق للمجال الجوي السوري، سيرد عليه بصواريخ عديدة؛ ليس فقط نحو الطائرات، بل نحو بلدات في هضبة الجولان (المحتل)"، منوها أنه "ليس المقصود إصابة هدف معين، بل فقط منع إسرائيل من إدارة نمط حياة اعتيادي وإجبارهم على الجلوس في الملاجئ".

الغارة القادمة

وعلق ميلمان، على ما ورد في تقرير الصحفي، أنه "في صحة تلك المعلومات، فهذه هي الرواية السورية للصيغة الإسرائيلية القديمة التي تقول: "إذا لم يكن في جهتنا هدوء، فلن يكون هدوء في الجانب الآخر من الحدود".

وأكد الخبير الأمني، أن "الأسد يخاطر جدا، إذا قرر بالفعل تغيير نظريته الحربية تجاه إسرائيل"، موضحا أنه "يتضح أيضا له ولمستشاريه بأن إسرائيل سترد بما يتناسب مع ذلك، بقوة تفوق تلك التي استخدمتها في السبت الماضي، والتي دمر فيها سلاح الجو نحو نصف منظومة الدفاع الجوي السورية".

ورأي أنه "في مثل هذه الحالة، هذا يعني التصعيد لدرجة الحرب بين إسرائيل وسوريا، والتي من شأنها أن تجذب إليها إيران وحزب الله"، مضيفا: "بعد أن نجح الأسد في استقرار نظامه واستعادة سيطرته في المدن الكبرى والطرق المركزية، فإن آخر ما يريده فتح جبهة جديدة مع إسرائيل، بكل قوتها".

وبناء على ذلك، أكد ميلمان، أن "إسرائيل غير معنية بالتصعيد، ومن المشكوك فيه بشكل كبير، أن يكون مثل هذا التصعيد والتدهور ممكن التحقق، ولكننا نعرف منذ الآن لمن تعطى النبوءة، وبالذات في الشرق الأوسط".

ونبه أن "الأطراف المشاركة تفحص حدود طاقة الطرف الآخر ومدى قدرته على الامتصاص، وقد اتخذت حتى اليوم سياسة متوازنة ومحدودة الردود بهدف احتواء كل حادثة كبيرة كانت أم صغيرة ومنعها من التطور لحرب شاملة".

وتابع: "يبدو أن اسم اللعبة الآن هو من يتراجع أولا؛ سوريا، إيران أم إسرائيل"، لافتا أن "الاختبار سيكون في غارة سلاح الجو التالية".