2024-04-24 04:29 م

صراع الأخوة الأعدقاء في خدمة أجندات الأعداء

2018-02-23
بقلم: عبدالحميد الهمشري*
بالاطلاع على الحديث الذي أدلى بها خادم الصهيونية دونالد ترامب لصحيفة " إسرائيل اليوم " يبدو جلياً ورغم إعلانه أن القدس أصبحت خارج التفاوض ، انخفاض حماسه لما أعلن عنه باعتبار المدينة المقدسة عاصمة للكيان العبري من خلال حديثه الذي أرى أنه يتوجه لإعادة الأمور للمربع الأول الذي اختطته الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ العام 1967م بشأن الصراع حول القضية.. رغم أنها جميعاً منحازة بشكل سافر للكيان الصهيوني ، لكنها لم تجرؤ على الإعلان عما صدر عن ترامب حولها وبنقل سفارة بلاده إليها ، فكان يريد بجرأته هذه أن يقول للعالم " أنا من يعلق الجرس الذي جبن رؤساء أمريكا على الإعلان عنه " . حديثه حمل جملة تناقضات الأمر الأول تأكيده على ضرورة أن يتوصل الطرفان الصهيوني والفلسطيني إلى تسوية سياسية تفضي إلى اتفاق سلام لكن البهار الذي أضافه إليه هو تجديد اتهاماته للفلسطينيين بعدم رغبتهم في صنع السلام والذي ألحقه بقوله أنه غير متيقن من إمكان التوصل إلى تسوية عبر التفاوض حيث شكك في عزم إسرائيل على صنع السلام كذلك... بمعنى أن ترامب لم يعد متشجعاً لما كان سيقدم عليه من توجهه لتقديم صفقة القرن التي يتغنى بها وبحماس منقطع النظير وربما بل وبالتأكيد لأنه جوبه بما لم يكن يتوقعه برفض خطته المنحازة بالكامل للدولة العبرية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والكرامة العربية خاصة كرامة من يتساوق مع توجهات الإدارة الأمريكية بإنهاء الصراع كما وضع خطوطه العريضة نتنياهو الذي يلعب بالنار وعلى وتر التناقضات في المجتمع العربي بكياناته المختلفة لكن وبطريقة أحرجت هؤلاء المتساوقين وتركتهم في حيص بيص من أمرهم أمام الشارع العربي والإسلامي الذي بدأ يتساءل عن جدوى التحالف مع الإدارة الأمريكية ما أفقدهم احترام الشارعين العريي والإسلامي عموماً والفلسطيني على وجه الخصوص. ترامب هذا ما كان له أن يجرؤ على ما أعلن عنه لو كان هناك توافق عربي عربي وإسلامي عربي وفلسطيني فلسطيني حول قضايا الأمة قاطبة عموماً والقدس وفلسطين خصوصاً بل استفحال أمر الخلاف والاختلاف بين الأخوة الأعدقاء الذي هم وراء استهتار ترامب ونتنياهو وكل من يمدهم في طغيانهم ضدنا ، والغريب في الأمر أن هناك من لا يزال يعزف على وتر هذا الخلاف والاختلاف رغم الخطر المحدق بالقدس وفلسطين التي ينبغي أن تجمعهم المخاطر لا تفرقهم خاصة أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف أماكن تواجدهم ومكوناتهم الفصائلية والمستقلين منهم .. فهلا جمعتنا فلسطين لنكون الصخرة التي تتحطم عليها كل ما يحيط بنا من مخاطر لصنع غدٍ مشرق وعزيز لأجيالنا القادمة ؟
*كاتب وباحث بالشأن الفلسطيني