2024-04-23 06:56 م

عفرين والغوطة إنتصارات إستراتيجية على حساب ترامب وأردوغان

2018-02-23
بقلم: ميشيل كلاغاصي
بتقدمها نحو إدلب استدرجت القوات السورية أعدائها للوقوع في خطأ استراتيجي كبير , وها هما واشنطن وأنقرة يدفعان الثمن , فالأسد يكاد يُنهي التواجد الإرهابي في الغوطة ويرفع علمه في عفرين وعلى امتداد 160 كم من الحدود الشمالية المشتركة مع العدو التركي , فيما لا تزال إدلب على موعدها وبإنتظار منقذيها وأسود الوطن وبواسله , بعيدا ً عمّا يُشاع وبالعناوين الصارخة ومعارك ستالينغراد ولينينغراد ...إلخ, فقد أراد الغزاة تحصين مدينة إدلب ومنعها من الإنهيار والسقوط في قبضة الجيش العربي السوري , فالنصرة والحر لا يبدوان بحال يمكّنهما من الصمود في إدلب, فإقتضت الخطة الأمريكية البديلة إعادة إظهار وجلب "داعش" إليها , ولعدم فسح المجال أمام أردوغان لينفرد ويستعجل مشروعه وهديته في إبتلاع إدلب , خاصة ً وأن مشروع التقسيم بدأ يعاني تضعضعا ً متزايدا ً, وبعد فشل مخططها بإرسال "أبطال" معارك "سلّم واستلم" من شرق الفرات , لزرع الفرقة والحقد بين مكونات الشعب السوري , ولإثبات عجز أو تخلي الدولة والجيش عن حمايتهم في عفرين ونقل النموذج إلى الحسكة والقامشلي والرقة لدفع المترددين من الأكراد وغيرهم إلى المضي قدما ً في تقسيم سورية دون أسفٍ أو ندم , لكن القرار السوري جاء كلي الحكمة و الإنسجام والتطابق مع رؤية الدولة ومطالب الشعب السوري بحماية عفرين وكامل الشمال السوري وكلهم شوقا ً لقتال العدو التركي الغاشم, فالوحدة الوطنية والمشهد في عفرين ورفع أعلام سورية وصور الرئيس بشار الأسد شكّلت جزءا ً من مشهد الإنتصار السوري الكبير , وعلى العالم أن يدرك مدى قوة الشعب السوري وشدة بأسه وإصراره على تحرير كل شبر. في الوقت الذي تحركت فيه أرتال الجيش السوري نحو الغوطة الشرقية , بهدف الحسم و لوضع الحد لإرهاب "جيش الإسلام" و "فيلق الشام" و "أحرار الشام" والتي لا تعدو أكثر من مسميات مختلفة لجبهة النصرة الإرهابية , اللذين يحتلون الأرض بالدعم التركي- السعودي- القطري المباشر , بعدما أمطروا العاصمة دمشق بأكثر من 1400 قذيفة صاروخية أزهقت أرواح أكثر من 1100 مدني سوري بريء , وأصيب فيها أكثر من 30 ألف مواطن , ناهيك عن محاولة تدمير الحياة والأملاك العامة والخاصة للناس , وعلى مرأى و مسمع كافة دول العالم ومنظماته الأممية ومجلس الأمن , واللذين لن ينبثوا ببنت شفة في سكوتٍ أشبه بعلامات الرضى وبمنح الإرهابيين المزيد من التراخيص لسفك الدم السوري , في عالمٍ قذر منحاز متوحش . ومع إنعدام فرصة خروج أي إرهابي من الغوطة نتيجة محاصرتها التامة , ووسط تعنت جبهة النصرة ورفضها الإستسلام ولجوئها إلى التمترس وراء الإعلام التضليلي وشعاراتٍ مزيفة ومفبركة ( أنقذوا الغوطة , الغوطة تُباد ), ولإتخاذها من أجساد الأهالي دروعا ً بشرية لحماية مشاريع الدول التي أرسلتهم مقابل المال القذر, والبدع التكفيرية المشوهة خاصتهم , وبعد رفض نداء الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة وقف القتال الفوري , يتحرك جهاز الإستخبارات التركي ليعرض مقايضة الغوطة مقابل عفرين , مع فشل مبادرة الرئيس الفرنسي والوساطة المصرية في التسوية , يأتي التحرك الألماني بإعلانه السعي للإتصال بكافة الأطراف وبتصريح رئيس استخباراتها الخارجية "برونو كاهل" بأنه: "حان الوقت للحوار مع الرئيس ا