2024-03-28 10:52 ص

محاولات مكشوفة لتشويه الحراك السلمي

2012-09-11
كتب: المحرر السياسي
تشهد المحافظات الشمالية منذ أيام حراكا شعبيا ردا على الغلاء وارتفاع أسعار الوقود وفشل البرنامج والاداء الاقتصادي للحكومة التي لم تتحرك جديا قبل فترة طويلة لتحسين الأوضاع، ولم تستشعر النتائج المترتبة على أزمة كانت دلائلها واضحة للعيان، ويمكن بهدوء مناقشة هذا الخلل... أسبابه ومسببوه، في اطار الثواب والعقاب ولكل منهما أشكاله.
الحراك الشعبي بدأ... ولكن، من الملاحظ أن هناك عناصر لا تريد لهذا الحراك أن يكون سلميا وحضاريا.. حيث لهذه العناصر أو الجهات مصالحها ودوافعها وأغراضها.. وترفض الانتظار لما قد تتخذه القيادة من خطوات تساهم في تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية.. هذه القيادة التي تتحمل مسؤوليتها بجدارة أكدت عدالة مطالب أبناء شعبها.. وهي تأخذ في الحسبان كل جوانب الازمة، وأسبابها الداخلية والخارجية، هناك من يريد أن يحول الحراك السلمي الى فوضى وعبث وتخريب، أي الى ما يشبه الربيع الاطلسي المدمر، ليقع الجميع في شراك القوى الحاقدة والمتآمرة، التي امتهنت الانتهازية نهجا يخدم الاحتلال وأهدافه.
من حق أبناء هذا الشعب التظاهر والاعتصام وطرح الرأي والمطالبة بالبحث والتقصي والمساءلة، ومن حقهم ايضا الدعوة الى رفض برنامج اقتصادي ثبت فشله.. وهذا الموقف والتوجه تدعمه القيادة وهي صرحت بذلك علانية، وبدأت باتخاذ خطوات فورية لمعالجة الموقف.
لكن، أن يتحول الحراك السلمي الى عبثي وتخريبي وتدميري فهذا مرفوض قطعا، ولن يساهم أبدا في حل الازمة أو التخفيف من حدتها، لذلك، ما شهدته بعض المدن من تعد على الممتلكات والمرافق العامة، مدان ومرفوض.. وعلى أصحاب الحراك الحقيقيين الحريصين عدم السماح لجماعات متربصة بأن تحرف هذا الحراك عن مساره السليم..
المطلوب حراك شعبي يبعدنا عن مظلة "الربيع الاطلسي" الذي تقوده امريكا والمتحالفين معها.. وهو الربيع المدمر للطاقات والبلاد والعباد الذي يصب في صالح أعداء شعبنا، المطلوب ربيع فلسطيني يتفتح في البستان الفلسطيني، ربيع نتغنى ونتباهى به.. يدعم اتخاذ الخطوات السلمية بالتشاور، ويثبت بذلك للعالم أن شعب فلسطين أوعى وأحرص من أن ينزلق الى آتون التخريب والدمار وضرب المنجزات.
لقد تعهدت القيادة بدراسة الاوضاع بجدية ودقة.. وصولا الى اتخاذ خطوات تجلب المنافع وتبعد الشرور وتقلص الخسائر، يدعمها حراك سلمي حضاري هادىء، هناك متربصون وهناك حاقدون، وهذا ما يجب أن نحذر منه.
للازمة أسبابها.. وهي عديدة في مقدمتها الاحتلال وممارساته وسياسته، ومنها، اهمال ولا مبالاة وعجز من قبلوا المهمة الخدماتية.. ربما قصدا أو عن عمد، وكل هذه الامور والعوامل تدرسها وتبحثها القيادة الشرعية، وعلينا أن ننتظر النتائج.. واذا كان لا بد من استمرار الحراك ، فليستمر حضاريا سلميا ومسؤول، وفي خطاب الرئيس الاخير كان موقف القيادة واضحا وصريحا، وقام بتشريح الازمة والوضع مؤكدا الانتقال الفوري للبحث عن حلول للازمة، ومرحبا بالحراك الايجابي الحضاري، هذه قمة المسؤولية.. وهذا الموقف لم يرق للحاقدين والمتربصين الذين حاولوا حرف الحراك عن مساره، نحو العنف والفوضى والتخريب، مما يفرض علينا جميعا، أن نحمي هذا الحراك من العبث، ونبقي عليه اصيلا صادقا حضاريا، .. لنحصد النتائج الايجابية، على صعيد قرارات وخطوات لا شك قادمة.. وضبطا للمؤسسة الخدماتية ومساءلتها.. واللجوء الى العقاب.
فلنحذر الربيع الاطلسي التخريبي الذي يقوده الخلايجة سماسرة امريكا واسرائيل، ولنحذر المتربصون الذين ينتظرون لحظة الانقضاض!!
ولنحذر أيضا ، اولئك الذين شكلوا أحد اسباب الازمة الاقتصادية.. ونسوا مهمتهم الخدمية.. فهم يدفعون نحو التخريب والعبث للهروب من العقاب.
نعم، ليكن حراكنا ربيعا فلسطينيا!!