2024-04-19 10:14 م

"جبهة تآمرية ضاغطة" تستغيث بواشنطن خشية احتراقها بنيران الأزمة السورية

2013-04-18
القدس/المنــار/ لم تعد الأطراف والجهات التي تورطت بشكل مباشر أو غير مباشر في الازمة السورية، وأوغلت في دماء أبناء الشعب السوري، من خلال سياسة الدعم الكامل للعصابات الارهابية تجنيدا وتسليحا وتمويلا ماليا وتدريبا وتسهيل مرور واستخباريا، قادرة على تحاشي النيران التي أشعلتها الأزمة السورية.
فالأزمة السورية وتبعاتها الأمنية وفي مجالات أخرى بدأت تضغط بقوة على قواعد وساحات وأساسات الأنظمة والدول المحيطة، واسرائيل أيضا تخشى من اطالة أمد الأزمة، وتخشى أن تتحول سوريا مستقبلا الى منطقة تعاني من الفراغ الأمني، مما يعكس سلبا على المناطق الحدودية، ليس فقط من الناحية الأمنية، وانما أن تتحول هذه الحدود الى شبيهة بالحدود المصرية الاسرائيلية، من حيث عمليات تهريب السلاح والاتجار بالبشر والمخدرات.
ويقول تقرير حصلت عليه (المنــار) ويجري تدارسه في الدول المحيطة بسوريا، أن نيران الأزمة السورية التي حاولت الأطراف المتورطة بشكل مباشر أو غير مباشر حصرها داخل أسوار سوريا قد ثبت فشلها، وهذا الوضع الذي يقلق أطراف المؤامرة الارهابية الكونية على سوريا دفع هذه الاطراف الى تشكيل جبهة ضاغطة على الولايات المتحدة، تتبنى من خلالها موقفا موحدا يقضي بدفع واشنطن الى تسريع حل الازمة السورية بالطرق العسكرية، وهناك العديد من المقترحات التي ستطفو على السطح خلال الأيام القليلة القادمة، من بينها، اقتطاع أراض داخل الحدود السورية، ورفع علم الأمم المتحدة عليها، لتتحول الى مناطق وأحزمة آمنة في جميع المناطق المحيطة بسوريا من الحدود السورية الاسرائيلية وحتى الحدود التركية السورية.
وجاء في التقرير: أن لا أحد يختلف على أن الأزمة السورية قد طالت أكثر مما كان متوقعا، وباتت تهدد الحالة الأمنية في الدول المحيطة، والدوائر الأمريكية التي تؤمن بحل الازمة بالطرق السياسية ، وترفض توجهات دوائر أخرى تنادي باستخدام الحل العسكري، هذه الدوائر الداعمة للحلول السياسية تسخر من الترويج لاستخدام بعبع الارهاب في داخل سوريا فقط، وابقائه تحت الرقابة والسيطرة، وتؤكد أنه لا قدرة على اعادة هذا "العفريت" الى داخل "القمقم" بعد انتهاء الأزمة السورية، فقد بدأ الارهاب يتسلل الى داخل الساحات المحيطة التي تحرص امريكا على بقائها مستقرة، كتركيا والاردن واسرائيل، فالارهاب الذي تلتهم نيرانه الأخضر واليابس لا يتوقف عند حدود بلد واحد، ولن تخمد نيرانه، وستكون له ارتدادته وتبعاته الخطيرة في الساحات المجاورة، وسنبدأ في ملامسة ظاهرة جديدة هي "العائدون من الجهاد"، ليس في منطقة الشرق الأوسط، وانما في مناطق بعيدة وصولا الى أوروبا.
ويفيد التقرير أن الجبهة الضاغطة على أمريكا لحسم الأزمة السورية عسكريا، تؤمن بأن الخطط الأمريكية لدعم العصابات الارهابية داخل سوريا ومدها بالمال والسلاح والمعلومات الاستخبارية قد اثبتت عدم نجاعتها، فما يحدث في الميدان على أرض سوريا من عمليات ناجحة للجيش السوري، يؤكد أن القيادة السورية قادرة على الاستمرار في مواجهة وملاحقة هذه العصابات لسنوات طويلة قادمة.
ويحذر التقرير من أن مخاطر الأزمة السورية، وانتقالها الى المحيط المجاور باتت فرصة متعاظمة يوما بعد يوم، وتقترح الدول المشاركة في هذه الجبهة الضاغطة، كالسعودية وسائل عديدة للاستمرار في المؤامرة على الشعب السوري، وتوفير غطاء متعدد الجنسيات لتدخل عسكري في الازمة، الا أن هذا الطرح تخشاه أمريكا التي قد تتصادم في حال تبنيه مع كل من روسيا والصين وايران، وبواقع لم تكن تتوقعه.
ويختتم التقرير، أن أمريكا تخشى ولمعطيات عديدة أن تغرق في مستنقع الأزمة السورية، والأيام والاسابيع القادمة حاسمة بالنسبة لاعتماد اية قرارات وتوجهات وخيارات ستتخذها واشنطن، وعلى الرغم من حالة التوجيه الضاغط نحو اعتماد الحسم العسكري، فان القرار الامريكي لم يتخذ بعد شكل نهائي، رغم مواصلتها دعم العصابات الارهابية باشكال مختلفة، لكن، جاء في التقرير أن السيناريو الاقرب الى الواقع، هو محاولة استغلال قضية اللاجئين وأسماها بـ "الكيماوي الانساني" لاقامة مناطق ومعسكرات داخل الاراضي السورية تحت ادارة الأمم المتحدة، وتحويلها الى مناطق آمنة، بحظر الطيران العسكري فوقها أو الاقتراب منها.