2024-05-05 08:21 م

مفارقات لافتة وفرصة تاريخية

بقلم: معن بشور
خلال الساعات التي كان فيها بايدن يوقع قانون الامن القومي الذي اقره الكونغرس بإرسال مساعدات عسكرية الى الكيان الغاصب كانت ارض غزة الطاهرة تكشف عن مقابر جماعية تضم اعداداً كبيرة من ابناء غزة واطفالها ونسائها…بل في الوقت ذاته كانت اعداد غفيرة من اساتذة 40 جامعة اميركية كبرى تتظاهر منددة بالمجازر وحرب الابادة الجماعية التي يرتكبها النازيون الجدد في فلسطين واكناف فلسطين.
ان هذه المفارقات الكبيرة بين شعارات النظام الاميركي العنصري في الديمقراطية وحقوق الانسان وممارساته،  لا في العالم ومن حولها فحسب ، بل داخل الولايات المتحدة نفسها، تجعلني اتذكر كلمات قالها لنا المناضل الاممي الكبير الرحل رامزي كلارك وزير العدل السابق خلال جلسات التحضير لتأسيس المنتدى العربي الدولي من اجل العدالة لفلسطين قبل سنوات : “ستأتي ايام سيكتشف العالم ان داخل المجتمع الاميركي، خصوصاً بين الشباب ، احتقان ثوري كبير وعداء واسعاً للسياسات الاستعمارية وللممارسات الصهيونية ، وهو ما ظهر يوم استشهدت الشابة الاميركية راشيل كوري في 19 اذار 2003 (يوم الحرب اللعينة على العراق) ، كما في تشكيل عشرات المنظمات المعادية للحرب والمناصرة لتحرير فلسطين ومن ابرزها تحالف answer بقيادة الاخوين برايان وريتشارد بيكر و”روابط العدالة لفلسطين” التي تلعب اليوم دوراً مؤثراً في الحراك العالمي المناهض للعدوان الصهيوني على غزة….
 ان ما نراه اليوم من مفارقات وجرائم ومقاومة بطولية وصمود اسطوري يؤكد ان امام شعب فلسطين وجبهة المقاومة الممتدة من غزة والقدس الى لبنان وسورية والعراق واليمن وإيران والحركة الشعبية العربية والاسلامية وحركات التحرر العالمي فرصة تاريخية لإنجاز ما ظنه كثيرون مستحيلاً، ليس في بلادنا فقط بل في العالم كله… كما كنا نقول منذ عقود “اننا ونحن نحرر فلسطين انما نسهم في تحرير الانسانية جمعاء من كل استعمار واستغلال واستبداد.
ومن هنا فان كافة قوى المقاومة وحركات التحرر في امتنا والعالم مدعوة للإسهام في انجاح الدورة السادسة التي نأمل ان تنعقد في الجزائر في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 تشرين الثاني-نوفمبر القادم.
 

كاتب لبناني