2024-04-19 02:27 م

الفيفا تستحم في الجزيرة !!

2015-05-08
بقلم: رابح بوكريش
كل عربي غيور يتألم لما يحدث لإخوانه في سوريا واليمن وليبيا والعراق . وعندها يشاهد الإنسان العربي على شاشة التلفزيون صورا مرعبة عن تلك الأحداث الحزينة، يصاب بالذهول .. فمنهم من يسكر حتى يستطيع ان ينام !!! ومنهم من يصلي حتى يطلع الفجر ومنهم من يقضي يومه كئيبا باكيا . وهناك أشخاص يختلفون عن هؤلاء إذ لا ينامون حتى يعبرون عن تلك المأساة ، واقصد بذلك الكتاب والشعراء . وفي هذا الصدد نقدم نموذج لشاعرة امتلكت القدرة على أن تناضل بالقلم وتعبر بالحرف الثائر والكلمة الشجاعة .. إنها الشاعرة والقاصة المميزة ” فضيلة ملهاق ” . فمباشرة بعد مشاهدتها لتلك الصور تشعر بآلامهم وآمالهم تترجم بصدق لحظات قوتهم وضعفهم حبهم وأحزانهم. وعندما ينام الأطفال ترتاح من مشاق العمل والصراخ .. فتقول في نفسها : ماذا قدمت للإنسان العربي ، فمن العار علي أن أقف مكتوفة الأيدي ، في تلك اللحظات تتجه نحو مكانها المفضل .. وتبدأ بسرد الواقع العربي الضعيف بقصص واقعية ، وليست من القصص المتخيلة أو الأسطورية . وحسبي فإن هذه القصص من إبكار الشعر الجزائري الحديث . ما يميز الكاتبة أنها لم تهادن الزعماء العرب الذين تخاذلوا وتهاونوا وانشغلوا بنزاعاتهم الخاصة فضاع العالم العربي . وتعاتب أكثر ما تعاتب ، على الجامعة العربية التي ضيعت أماني الشعب العربي ، وخيبت آمالهم فتقول : في احدى قصائدها التي صدرت مع مجموعة من القصائد المتميزة في كتابها الذي صدر حديثا في الجزائر ويحمل عنوان ” الفيفا تستحم في الجزيرة “أخي السرمدي في الجامعة ! ..كم كومني ! .. وكم بعثروني !.. ووجهوا لي من ضربة موجعة ! كم أخرسوني بصمت ولائك ! وخاطوا عيوني بإبرتك اللامعة .. كم زكوا ظنوني حول نخوتك الضائعة ..! وأناقضهم بملامحك الشافعة…وفي قصيدة أخرى تحمل عنوان ” علامات استفهام” تسرد فيها كلام يعبر عن مأساة الشعب الفلسطيني المستمرة ..واحداث سوريا الأليمة ..والصراع في العراق إذ تقول : .. أوجه السؤال للحكام .. وإن كان جوابهم في ذاته علامة استفهام ، فقائلون منهم : ” دعوا أمر الرب للرب ” يقصدون طبعا ، فلسطين والعراق .. والجولان .. في القصيدة الأخيرة والتي تحمل عنوان ” لن نغلق المضافة ” تعبر فيها عن صمود الشعب العربي الذي يقول : مهما فعل بنا العدو ، ومهما قتلوا منا ، ومهما خربوا فإننا لن نركع .. قائلة: مهما تمادى غدرهم وبطشهم لن نغلق المضافة .. لن يخرس هدير الجرافة هديل الحمام ومهما عملوا على تغريبنا تشهد على غربتهم المضافة ..تتميز كل القصائد التي اتحفتنا بها كاتبتنا المحترمة بشفافية الألفاظ ، وجمال التصوير ، ودقة المعاني وسمو الخيال ، خال من التصنع أو التكلف . وبحكم تجاربها في الحياة الوظيفية ، فإنها تعلمت كيف تتسلل الى أعماق النفس بيسر وسهولة .. ولذلك نفحت الشعر الجزائري بروح جديدة، بعيدا عن النمطية والشكلية الجوفاء. انتظروا مقالات اخرى عن شاعرتنا المتميزة...

الملفات