2024-05-21 09:12 م

اعتقال سفر الحوالي بسبب نصائح ؟ !

2018-07-14
بقلم: رابح بوكريش
ما تزال قضية اعتقال الداعية والمفكر الشيخ سفر الحوالي تهز العالم الإسلامي، وأثارت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر المغردون ان ذلك دليل على ديكتاتورية النظام السعودي . الحقيقة الواضحة تماما أن القضاء في السعودية أصبح كارثة على الشعب السعودي وخاصة منذ وصول الملك الشاب الى الحكم وهذا شيء مسلم به لا يمكن إنكاره والدليل المشايخ والأكاديميين في السجن بدون تهم ولا محاكمات.. وليست هذه المرة الأولى التي تقع فيها هذه الاعتقالات. فقد وقعت اعتقالات كبيرة في الأشهر الماضية مثلها واهمها مساجين الفنادق. لقد حاولت أن أبكي عندما شهدت الشيخ النحيف المريض لعل بكائي يذيب ما بقى من مقاومته ولكني لم استطيع .. لم أجد دموعا أبكي بها، ولم أتكلم .. إنما تعلقت عيناي بصورة الشيخ في صمت حزين . وصدفة كنت أتخيل نفسي في مكان الشيخ، قضيت الليل لا أستطيع أن أغمض عيناي كنت اتخيل الطريقة التي اللقاء القبض من طرف الشرطة .. واقول في نفسي أكيد أنها تمت بطريقة همجية لم تراعى فيها حقوقه ومرضه وسنه. فاكتفيت بكتابة هذا المقال لعله يخفف من احزاني وهذا اضعف الإيمان . وقد تماديت في إقناع نفسي بأن الملك الشاب هو سبب مأساة الشيخ سفر الحوالي وعائلته. ماذا فعل الشيخ حتى ينال هذا العقاب المشين ؟ فقط لآنه قدم نصائح هامة للنظام السعودي في كتابه الأخير! وهل من الحكمة أن من يقدم النصيحة يسجن في بلاد الحرمين الشرفين ؟ كيف يرفض النظام السعودي النصيحة وهو يدعي أنه يحكم بشرع الله " من رأى منكُم منكراً فلْيُغَيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ". كيف يسجن الشيخ حفظه الله وفك أسره وسدد خطاه هو الذي كان سبب في هداية الكثيرين بعد الله تعالى من خلال خطبه المؤثرة. كان من المفروض أن ينظم له حفلا كبيرا على مجهوداته الجبارة التي بذلها حتى يرى النور كتابه الجديد "المسلمون والحضارة الغربية 3000صفحة " وليس وضعه في السجن . اعتقال الشيخ سفر الحوالي تصعيد خطير ويكشف أمام الرأي العام حقيقة السلطات السعودية التي لم تكترث أبداً لسنّه ولا لمرضه. ان الكرامة الإنسانية وحقوقه لا يحق لأحد أن ينهبها ولا يمكن لصاحبها التصرف بها على اعتبار أنها هبة من الله عز وجل. وأسأل الله أن يفرج عن شيخنا الفاضل سفر الحوالي عاجلا غير اجل.