2024-04-26 08:57 م

التفجير الارهابي في القاهرة.. عجلة التاريخ لن تعود الى الوراء!!

2013-09-06
القدس/المنــار/ كتب المحرر السياسي/ التفجير الارهاي الذي استهدف وزير الداخلية المصري، مؤشر واضح على أن المخطط الدموي الذي يستهدف مصر ما زال قائما، وأن القوى القائمة على تمويله وتنفيذه لم تستوعب بعد أن عجلة التاريخ لن تعود الى الوراء، وأن ارادة الشعب أقوى من أن تكسرها مجموعات وجماعات ارهابية، تحولت الى أدوات اجرامية في أيدي جهات تسعى الى تدمير الدولة المصرية وبشكل خاص المؤسسة العسكرية والميدانية، وفي هذا الاطار يمكن النظر الى هذا العمل الاجرامي.
وتناول هذا الحدث يحتاج الى معالجته والقاء الضوء عليه، من زوايا عديدة، أهمها، التوقيت والمكان والهدف والجهات المستفيدة والقوى والأدوات المنفذة، والغرض من وراء الاقدام على هذا العمل الاجرامي البشع.

التوقيت
يأتي هذا العمل الاجرامي، في وقت تواصل فيه القيادة الجديدة استعداداتها للدخول في مرحلة سياسية جديدة تشهد مصالحة وانتخابات جديدة، ووضع دستور يتماهى مع رغبات الشعب المصري، وفي ظل الهدوء الذي استعادته المؤسسة العسكرية والأمنية، بعد أن نجحت في اسقاط المخطط الذي حاول تنظيم الاخوان المرفوض جماهيريا تنفيذه بعيدا عن رغبات ابناء مصر الذين هبوا في الثلاثين من حزيران الماضي لعزل حكم الجماعة.
العمل الاجرامي جاء بعد افتضاح أمر وأهداف هذا التنظيم المرتهن لاعداء مصر والمستقوي بهم ضد ارض الكنانة وشعبها، وفشله في تمرير مخطط الفوضى وشل قدرة الدولة.
وأيضا، فان التفجير الارهابي يجيء في ظل استعدادات أمريكا وحلفائها لشن عدوان على الشعب السوري، عدوان يشارك فيه تنظيم الاخوان من خلال جماعات تخريبية على الأرض، وتركيا التي ترزح تحت حكم التنظيم المذكور.

المكان
التفجير الارهابي وقع في العاصمة المصرية القاهرة التي يراد لها أن تنزلق الى فوضى مدمرة تمتد من المركز لتغطي كافة المحافظات المصرية، تماما كما كان التركيز من جانب المعترض بالعنف والارهاب على رغبات الشعب الذي أطاح بحكم تنظيم الاخوان.
واختيار الارهابيين للقاهرة ليس صدفة، فالعاصمة لها رمزيتها، وهي التي تحتضن المرسسات السيادية والبعثات الدبلوماسية ومقار القوات العسكرية والأمن بكافة أذرعتها وأسلحتها، بمعنى أن التفجير الارهابي، خطط له أن يلفت الانتباه العالمي، ومن ثم اخضاعه للتفسير والتأويل من جانب قوى متربصة، تتخذ منه مادة للتشويش على شعب مصر وقيادته، والمس باستقرار ساحته المستهدفة من جانب دول وقوى لم يرق لها هذا التغيير الايجابي الذي احدثه الشعب ومؤسسته العسكرية والأمنية، ومن هنا كان اختيار القاهرة، وليس مدينة أخرى في مصر، لاحداث ارباك في العاصمة، يمتد ليشمل باقي مناطق مصر.

الهدف
التفجير الارهابي استهدف وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم، واستهدافه، يعني استهداف المؤسسة الأمنية التي عملت على ملاحقة اولئك الذين رفضوا ارادة اشلعب ولجأوا الى العنف والارهاب والحرق وتدمير الكنائس والعبث بالمساجد لمنع المخطط الامريكي من السقوط، وهو المخطط الذي قبل تنظيم الاخوان بتنفيذه، مقابل اعتلاء سدة الحكم في مصر وغيرها.
هذه المؤسسة الأمنية باسناد من المؤسسة العسكرية والشعب أسقطت الحكم الاخواني، وبالتالي، سقط المخطط الامريكي التخريبي في الدولة الاكبر دورا وتأثيرا، وهذا ما يفسر حقد القوى المعادية لمصر، فلجأت الى الاعمال التفجيرية الارهابية، لتتواءم ما ما ترتكبه عصابات الاجرام في سيناء، بمعنى أن هذا العمل التفجيري ضد رمز المؤسسة الأمنية هو ايضا امتداد لما يتعرض له الجيش في سيناء، ومن هنا، فان ما شهدته القاهرة ليس البداية، وانما هو تصعيد لأعمال ارهابية نشهدها على الارض، لوحت بالقيام بها قيادات تنظيم الاخوان الذي تدعمه دول في المنطقة والساحة الدولية.

الجهات المستفيدة وأدوات التنفيذ
ان الجهة الاولى المستفيدة من أي مساس بالاستقرار في مصر، هي اسرائيل، التي باتت متحالفة عضويا مع قوى في المنطقة، وكل هذه الجهات تنضوي تحت المظلة الأمريكية، وبالتالي التفجير الارهابي يشكل خدمة كبيرة لامريكا واسرائيل وحلفائهما، وتنظيم الاخوان، هي يد التنفيذ، لأنه قبل أن يكون المقاول لما ترغب الولايات المتحدة في تمريره ضد الشعوب العربية، وبالتالي، هذه الأداة تنشط في كل الاتجاهات اعلاميا وسياسيا وعنفا، حتى لا تفقد الارتهان الامريكي، وتبقي على صك المقاولة الذي وقعت عليه، بنودا واثمانا ومهام، وهذا ما يفسر ما تمارسه وترتكبه في الساحة المصرية ذات التأثير الأكبر في الاقليم.
لم تشهد الساحة المصرية منذ سنوات مثل هذا العمل الارهابي الذي استهدف وزير الداخلية المصري، وها هو الارهاب يطل برأسه من جديد في ظل تطورات بالغة الخطورة والحساسية في المنطقة، حيث هناك فرز واضح لدول الاقليم ازاء هذه التطورات واتجاه الاوضاع في الساحة المصرية تحديدا.
التفجير الارهابي يأتي بعد أكثر من شهرين من خلع حكم الاخوان في مصر، وتهديدهم باللجوء الى الارهاب والعنف وتصعيد التخريب للعودة الى الحكم، وفي هذا الاتجاه ينظر الى التفجير الارهابي الذي استهدف وزير الداخلية المصري.
وهذا يقودنا الى تلك الجهات الداعمة لتنظيم الاخوان، والساعية لعودته الى حكم مصر، وفي مقدمة هذه الجهات تركيا "الاخوانية" ومشيخة قطر، وهما لا تريدان لمصر أن تستعيد دورها الريادي المؤثر، ولا تنسيان أن اسقاط حكم الاخوان في مصر شكل ضربة لهما، وللولايات المتحدة التي تساند هاتين الجهتين، وتحرك أطرافا كثيرة من أجل تحقيق هذا الغرض وبكل الوسائل، وعمليات التفجير احداها. ومنذ سقوط حكم الاخوان لجأت أنقرة والدوحة الى حيث مخازن السلاح في ليبيا لابتياعها وضخها الى داخل مصر، لضرب استقرار هذا البلد الذي يشكل حماية لشعوب الأمة، وتحويل ساحته الى ساحة شبيهة بالساحتين العراقية والسورية، تعيث فيها العصابات الارهابية فسادا، تحت اشراف وبتدبير اخواني، من خلال نشر الفوضى والتخريب، واشغال الجيش من خلال نشر الفوضى والتخريب، واشغال الجيش المصري وتفكيكه، فهو أكبر الجيوش العربية، وأحد ثلاث جيوش لا يراد لها أن تبقى في دائرة التأثير وهي الجيش السوري والعراقي والمصري.
وليس صدفة أن يطل الارهاب برأسه في مصر، وانما هو من نتاج التنظيم المرفوض والدول الداعمة له، في اطار المؤامرة الامريكية لفرض ترتيبات جديدة في المنطقة، وهي ترتيبات لن تتحقق ما دامت مصر مستقرة قوية ممسكة بدورها، انها عملية ارهابية، قد تتكرر ما دام العناد يركب رؤوس قادة التنظيم الذي بات مكروها في مصر وغيرها، وما دام شعب مصر قد أسقط أحلام وأوهام أنقرة والدوحة.
وفي ذات الوقت هي امتداد لما تشهده سيناء من جرائم ترتكبها عصابات ارهابية، يدعمها التنظيم الدولي المذكور، وتقدم لها واشنطن وتركيا وقطر كل الدعم. غير أن هذا الارهاب، لن يعيد العجلة الى الوراء، فمصر ماضية في استعادة دورها وتاثيرها، وقيادتها ومؤسستها العسكرية والأمنية تدرك ذلك تماما، وبالتالي، لن تسمح لهذا الارهاب بأن يتعمق ويتفشى، ويحول ساحة أرض الكنانة الى ميدان للتفجيرات كما هو الحال في العراق، أو مرتعا لعصابات التكفير والاجرام والاقصائيين المتاجرين بالدين والمسيئين له، وداعميهم في تركيا وأنقرة واولياء نعمتهم في واشنطن.
وما يبعث على التفاؤل أن شعب مصر يقف مع المؤسستين العسكرية والأمنية لاقتلاع قوى الشر من جذورها، هذا الشعب لن يسمح لأية قوة مهما كانت أن تعيده الى الوراء، ويفقد انجازاته.