2024-05-01 02:16 م

الأعمال الارهابية في الساحة العراقية... الدور السعودي أسبابه وأهدافه

2014-06-12
القدس/المنــار/ ذكرت مصادر مطلعة لـ (المنــار) نقلا عن دوائر أمنية غربية أن العصابات المسلحة في العراق، التي تسمي نفسها بالدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" تتلقى دعما ماليا وعسكريا من دول في محيط العراق، وتحديدا السعودية وتركيا، وقالت هذه الدوائر ان الدول المجاورة للعراق تخشى من استقرار هذا البلد، وتسعى بكل قوتها الى منع دوران عجلة التطور فيه، والعمل على ابقاء العراق منشغلا في محاربة المجموعات الارهابية.
وتتحدث الدوائر الأمنية الغربية عن تلاقي في المصالح بين انقرة والرياض، وهما تحاولات بكل الوسائل أن تبقيا على حالة التوتر الامني في المدن العراقية، وعملتا بكل قوتهما المالية والاستخبارية وعبر دعم العصابات الارهابية فوق الاراضي العراقية للتأثير على العملية الانتخابية البرلمانية التي جرت مؤخرا في العراق لقطع الطريق على ائتلاف "دولة القانون" الذي يترأسه رئيس الوزراء نوري المالكي الذي كشف أكثر من مرة عن دور سعودي وتركي في التوتر الأمني الذي تعيشه المدن العراقية وعن تسهيلات تقدمها دول مجاورة للعراق لعمليات تدفق المسلحين والسلاح الى الداخل العراقي، الا أن هذه المحاولات السعودية ـ التركية للتاثير على العملية السياسية العراقية فشلت بعد أن حصد ائتلاف المالكي العدد الاكبر من المقاعد في البرلمان العراقي. وتتابع الدوائر نفسها، أن السعودية قررت على ما يبدو ومن خلال المجموعات التي تدعمها في الداخل العراقي تصعيد الهجمات على قوات الجيش العراقي والقوى الامنية، واصدرت الاوامر للمجموعات الارهابية بضرورة تكثيف هجماتها على المدن العراقية، كما حصل في مدينة الموصل، التي تمكنت المجموعات المسلحة من السيطرة عليها، وقبل ذلك الهجمات الواسعة التي شنتها المجموعات المسلحة المدججة بأنواع متطورة من الاسلحة في سامراء والأنبار. وتفيد الدوائر الأمنية أن الهدف هو التشويش على الاتصالات السياسية التي تجري لرسم المشهد السياسي العراقي بعد الانتخابات البرلمانية، والذي سيكون ائتلاف القانون جزءا اساسيا فيه وهذا يعزز مخاوف السعودية ودول اخرى من أن يساهم مثل هذا المشهد العراقي في تدعيم العلاقات والتعاون بين ايران والعراق وسوريا. وحسب الدوائر فان السعودية غاضبة على سياسة الحكومة العراقية التي اتبعتها منذ بداية الازمة السورية والقائمة على عدم التدخل في هذه الازمة ومحاولة ضبط الحدود بين العراق وسوريا.
وخلصت هذه الدوائر الى أن هناك قرارا سعوديا باشعال الوضع الأمني في العراق، وأن هذه السياسة تأتي في ظل فشل السعودية في اسقاط الدولة السورية وفشلها في افشال وتخريب المفاوضات التي تدور بين الغرب وايران حول مشروع طهران النووي، لكن هذه السياسة السوداء ـ حسب الدوائر ـ التي تتبعها السعودية من أجل زيادة تأثيرها في المنطقة قد يكون لها انعكاسات وأثارا سلبية بالغة الخطورة على الداخل السعودي، خاصة وأن ارهاب الجماعات المتطرفة لا يمكن السيطرة عليه والتحكم به وحصره في مكان ما، وضمان عدم انتقاله الى أماكن اخرى، لذلك فان النيران التي تشعلها السعودية في العراق وسوريا قد تمتد اليها. كما تؤكد الدوائر أن الولايات المتحدة ودول غربية ومن خلال التقارير الاستخبارية التي تصل الى تلك العواصم تدرك جيدا أن المصدر الاول لدعم المجموعات المسلحة في العراق هو السعودية وأنه بات هناك ضرورة للانتهاء سريعا من عملية "لجم" النظام السعودي خاصة وأن عمليات اقصاء بندر والتغييرات التي شهدتها وزارة الدفاع السعودية، لم تكن على ما يبدو كافية لدفع النظام في المملكة باتجاه التفكير بصورة عقلانية والاعتراف بفشله في التعامل مع القضايا الساخنة في المنطقة.