2024-04-27 04:19 ص

المبادرة المصرية بين الرفض والتعديل * الجهود السياسية صراع بين دول الاقليم

2014-07-16
القدس/المنــار/ المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل التي تشن عدوانا بربريا على قطاع غزة ، قد تكون توطئة لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بوقف النار، وتقول دوائر سياسية واسعة الاطلاع لـ (المنــار) أن الجهود الياسية المبذولة من أطراف عدة اقليمية ودولية تشكل في محصلتها النهائية سلم النزول لرئيس الوزراء الاسرائيلي الذي لم يحقق جيشه ايا من الاهداف المرسومة، وهذه المبادرة تم التنسيق بشأنها حسب الدوائر المذكورة مع السعودية ودولة الامارات.
المقاومة الفلسطينية رفضت المبادرة ووافقت عليها اسرائيل، وعلى الفور بدأت الاتصالات لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار ملزم للطرفين ، وتقول قيادة المقاومة أن المبادرة حافظت وأبقت على معادلة التهدئة مقابل التهدئة ووضعت اشتراطات لتنفيذ بنودها، رأت فيها المقاومة تقزيما لانتصارها وصمودها ومطالبها، وبشكل لا تضع حدا للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة.
وتضيف الدوائر أن المبادرة المصرية تجاهلت القيادة الفلسطينية ودورها ومكاتتها كممثل شرعي للفلسطينيين، مما يضع أكثر من علامة استفهام على ابعاد ومضامين وأغراض المبادرة المذكورة، ويفتح الابواب واسعة أمام مفاجآت وتطورات سياسية في المستقبل قد تمس شرعية ووحدانية هذه القيادة، بفعل تدخلات من بعض الدول التي تحتفظ برؤى تخدم مصالحها الشخصية، وأدوارها في خدمة مخططات أبعد، فصولها تترجم حاليا، ومنذ فترة في ساحة المنطقة ارهابا وتخريبا، برعاية سعودية، التي تقوم منذ فترة طويلة بالتنسيق مع اسرائيل في كل ما يتعلق بقضايا المنطقة. ويتضح، كما ترى الدوائر أن دولا معنية في الاقليم والساحة الدولية بينها السعودية والولايات المتحدة وجدت في تصفية القضية الفلسطينية ثمنا لمواقف من مسائل وقضايا اخرى.
واستنادا الى مصادر خاصة، فان المبادرة المصرية لم تأت على حلول لقضايا جوهرية، وحصرت نفسها في دائرة التهدئة، التي لا تدوم طويلا ولا تحترم اسرائيل وسطائها وبنودها، وتقوم من وقت الى آخر بشن اعتداءات همجية على قطاع غزة، تدميرا وقتلا.
وتكشف المصادر عن تقارير أمنية أن أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية فشلت في تحديد وتقدير قوة المقاومة الفلسطينية، والجيش الاسرائيلي يثقله الجوي لم يتمكن من منع اطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الاسرائيلية، ولأن مدة العدوان طالت ليس كما كان متوقعا أو "متفقا" عليه. وهناك خشية من التوغل البري في القطاع، تنادت بعض العواصم الى جهود تؤدي الى قرار دولي ملزم بضمانات اقليمية ودولية.
وتضيف المصادر أن صمود المقاومة، ومواصلتها قصف اسرائيل بالصواريخ وضع نتنياهو وداعميه وحلفاءه في دائرة الحرج، وكان لا بد من مخارج، تميل لصالح اسرائيل بضغط امريكي ، وهذا ما أدركته المقاومة الفلسطينية ورفضته، عندما أعلنت فصائلها الرئيسة رفض المبادرة المصرية التي لم تأت على ذكر حركة حماس، وأيضا تجاهلت قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية، وهذا ما يفسر التحذيرات التي أخدت تنطلق هنا وهناك من توجه خطير لشطب دور السلطة والمس بالنظام السباسي الفلسطيني، بفعل عواصم وقوى لديها رهانات تخدم مصالحها وادوارها في المنطقة، وهي أدوار لا تخدم قضايا الأمة.
كذلك، استهجنت المقاومة تكبيل المبادرة المصرية لدورها في حماية شعبها، في حين أبقت على قيام اسرائيل بالعدوان متى شاءت.