يبدو أن الرئيس الامريكي باراك أوباما قد استهوى مشهد انتظار العالم لإطلالته التلفزيونية .. مع القليل أو الكثير من حبس الأنفاس .. و للإستماع الى ما يقرره تجاه حياة الدول و الشعوب .. و حتى ما ملكت أيمانه من تنظيمات ٍ إرهابية .
عساه بذلك يحقق ذاته و ُيقنع نفسه و شعبه و العالم بأنه الحفيد النجيب " للعم سام " .
فبعد اسبوع ٍ حافل ٍ بالتحركات و الزيارات الرئاسية و لوزير خارجيته ووزير دفاعه , الى العديد من دول العالم و المنطقة و الاقليم .. نراه يتحصّن وراء تحالف ٍ دولي يضم أربعين دولة ً يمكن اختزالهم بدول حلف الناتو العربي و الغربي , ليعلن حربا ً على أحد تنظيمات القاعدة ألا و هو تنظيم " داعش " .
لقد أراد عشية الذكرى الثالثة عشر لأحداث أيلول 2001 , أن يطلق حربا ً ثانية على القاعدة بالنسخة الداعشية .
لقد بدا خطابه هزيلا ً , و لم يأت بجديد فقد كرر مواقف إدارته للأشهر الأخيرة , و التي أطلقتها بعيد فشل الجولة الثانية لمؤتمر جنيف 2 .. خاصة ً ما يتعلق بالحرب على سورية .
لقد حاول اظهار تماسك و قوة سياسته في اعلانه الحرب على" داعش " , و في استعداده لمطاردة ارهابييها الى أبواب جهنم ..! .
و على المقلب السوري مارس استفزازا ً و عنجهية ً - متوقعة - بإعلانه عدم تعاونه مع دمشق , و نيته و قراره بضرب " داعش " في سورية .
لقد بدا ضعيفا ً و وحيدا ً و مسكينا ً - رغم حلفائه الأربعين - و بالرغم من اخنياره لعبارات قوية و قاسية و غير واقعية .
بدا كمن يكتب وصيته .. و يتمنى أن ُيعمل بها من بعده .. و أقله لسنوات ٍ ثلاث قادمة , يغادر فيها البيت الأببض و ُيسلم التركة الثقيلة لرئيس ٍ أمريكي جديد .
لقد أوصى الراحل الحي ب :
- بتوسيع الحرب على داعش في العراق و سورية , و عبر ضربات جوية لا ترحم .. و نسي أن هكذا ضربات لا يمكنها أن ُتقدم أو تأخر مع مثل هكذا تنظيمات .
- بتدريب الجيش العراقي و بدعمه .. و كذلك قوات البيشمركة .
- و بتكريس الطائفية لضمان استمرار الفتنة وضمان استمرار الحروب .. عبر اعلانه دعم الطائفة السنية في العراق .
- و بدعم " المعارضة المعتدلة " في سورية بالمال و السلاح و التدريب .. تلك المعارضة التي وصفها بنفسه يوما ً بأنها خيالية وضعيفة و غير حقيقية و فانتازيا .
لقد أوصل بلاده و إدارته الى الحائط المسدود نتيجة رعونته و اعتماده سياسات ٍ طائشة و مخادعة و بمعايير مزدوجة قفزت فيها على الشرعية الدولية الأممية .. و بسياسة ٍ قصيرة النظر تحولت الى مرض ٍ مزمن كاد أن يودي بها الى العمى الحتمي .
لقد أربك نفسه و إدارته و من معه و حتى أدواته ........
و من المضحك أن يقوم السيد أوباما برمي قطع الحلوى على الطريق باعلانه دعم المعارضة المعتدلة .. فها نحن سنرى سباقا ً محموما ً لمجرمي العالم للفوز بهذه الصفة و بشهادات حسن سلوك ارهابية ..
لقد فعلت الدولة السورية فعلها .. بقوتها و حنكة قيادتها و صبرها و شدة تحملها , فأصابت الرجل بالملل و اليأس .. و هاهو يعود من جديد و يتكىء على اكتاف حلفائه الخليجيين .. عبر قيامهم بلعب أدوار ٍ في هذه المرحلة يبعد عنه الأنظار قليلا ً – كي يستريح –
إن الحدبث عن دور ٍ جديد لجامعة الدول العربية .. يتيح لنا رؤية السيد نبيل العربي – علكم تذكرونه – و الى بعض الساسة العرب و بعض الوجوه الكالحة ممن ُيسمون " معارضين " , بالإضافة الى المبعوث الأممي الجديد .
لقد انتهى خطاب الأمس بما يشبه خطاب الوداع لرجل ٍ خاسر ٍ و مهزوم .. وكما قالت العرب : تمخض الجبل فولد فأرا ً .. و أعجب لمن سيختال و يلتبس الأمر عليه بمن هو الجبل .. و من هو الفأر ُ ..!!؟.
أوباما يستقيل مبكرا ً ..!!
2014-09-12
بقلم: ميشيل كلاغاضي