2024-04-26 10:41 م

أوباما ... يستعجل الزلزال السوري

2014-09-23
بقلم: ميشيل كلاغاضي
لم بعد مفهوما ً استمرار احتفاظ الولايات المتحدة الأمريكية بمنصب الرئيس ووزير الخارجية .. و على ما يبدو فإن منصب وزير الدفاع هو المهم و الأهم لدولة ٍ تخلّت عن السياسة و أساليبها و اّليات العمل السياسي .. و تحولت الى دولة محاربة و مقاتلة على الدوام , و غدت القوة العسكرية الطريقة الوحيدة المتبعة لتأمين المصالح و تحقيق الأهداف . لقد تخلّت تماما ً عن " فن الممكن " و فقدت أهلية الحوار , و لم تعد ترى و تسمع إلاّ عن طريق فوهات المدافع و منصات الصواريخ ..!!. فهل أصاب عقول سياسييها و مفكريها الجمود أو العطب ..!؟. فمنذ منتصف القرن الماضي و بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية .. أخذت الإدارة الأمريكية تتجه شيئا ً فشيئا ً نحو سياسة المواجهات العسكرية المباشرة , و بلغت ذروة نهجها هذا بعد انهيار الإتحاد السوفيتي السابق .. و أصبحت تتفرّد بقرار توجيه العالم نحو اخضاعه و فرض إرادتها عليه . لقد اتسمت " سياستها " بالهيمنة والغطرسة و بالعنجهية .. و ابتعدت عن الهيئات و المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة و مجلس الأمن و التي – من المفترض – أن تضمن مصالح الدول و حقوقها بغية احلال الأمن و السلام في العالم . و لطالما سعت لحرفه عن مساره و تخريبه و القفز على قراراته , و العمل من خارجه , و استخدامه منصة ً لتمرير مصالحها و أهدافها . لقد استغلت قطبيتها الأحادية - قرابة عقدين – في قيادة العالم , عبر استخدامها المعايير المزدوجة و فتق و فتح التناقضات و اشاعة الفوضى في كل انحاء العالم .. فأصبح الأمن و السلام في خير كان . إن قيادة العالم عبر بدعة الفوضى الخلاقة .. بالإعتماد على تكريس الإرهاب و دعمه الاستثمار فيه عن طريق تمدده و انتشاره , سيؤدي حتما ً لإتساع رقعة الحروب دون استبعاد امكانية اندلاع أولى حروب الفوضى العالمية . و من حقنا أن نتساءل .. هل هو الحنين الى الماضي الدموي الذي أتاح لها سبل نشوئها ..؟ وهل ما تحاول تقديمه من نموذج حضاري ما هو إلاّ ادعاء مزيف و خديعة جديدة يختبىء ورائها تطبّع ٌ غلبه ذاك الطبع ..؟؟ . ما هكذا ُتقاد الأمم ..!!! إن اعتمادها التدخل في شوؤن الدول و زعزعة أمنها , و تقويض حكوماتها و أنظمتها و حتى انهيارها .. قد وصم جيشها بالجيش الذي لا يستريح و لا يتوقف .. فحيث تكون مصالحها نرى قواتها العسكرية تسبقها اليه . سياسة ٌ أرهقت كاهل الإقتصاد الأمريكي و حملت نعوش جنودها في طريق العودة الأليمة لأمهات ٍ أمريكيات ثكلاوات .. هذا بدوره قادهم الى التفكير بغير جنود و غير مقاتلين .. و لم تقدهم الى تغيير النهج و الاسلوب . فكلنا يذكر وعد الرئيس أوباما لشعبه عشية فوزه بالفترة الرئاسية الثانية إذ قال : " عقد ٌ من زمن الحروب قد ولّى " فقد تمكن من استبدال جيشه باّلات الإرهاب القديم – الجديد , فاعتمد على نسخ ٍ قاعدية تكفيرية ارهابية متوحشة .. و دفع بها الى المنطقة , و أراد عبرها تحقيق مصالح و أهداف تتخطى إرادة الشعوب و حقها في سيادة أوطانها و بتقرير مصيرها .. لقد ادعى مناصرة الحرية و الديمقراطية .. و قطع رأس من خالفه .. زرع الخوف و الرعب و الدمار و الموت بين الدول و الشعوب . اصطدم مشروعه بجدار الحق و الحضارة و الإنسانية في سورية مركز الكون و نقطة توازنه .. و ُكسر .. لكنه لا زال مصرّا ً على المضي قدما ً فيه حفاظا ً على ماء الوجه . لقد أوقفت مشروعه سواعد ٌ مفتولة و فكر ٌ عقائدي لجيش الدولة السورية العريقة في التاريخ .. و أوقفه جذرها القوي المتصل برحم الحياة و بتعاليم الإله . لقد أراد السيد أوباما اعادة التموضع و تجنب الخسارة , فادعى محاربة صنيعته و بدعته – تنظيم الدولة الإسلامية – على أرض سورية و دون تنسيق ٍ معها .. و بعيدا ً عن الشرعية الدولية .. و دون احترام لشعبها و سيادتها و تاريخها و في مخيلته و مخططاته إركاعها و تدميرها و اقتلاعها من الوجود .. لكنه عاجز ٌ تماما ً , إذ لم تمنحه تعقيدات المرحلة و قوة الدولة السورية , أدنى فرصة ً لتنفيذ ما وعد به .. انتبه أوباما .. فهذه سورية .. و الضرب فيها وهم ٌ يا سيدي .. و لا تستعجلوا الزلزال السوري فقد لا تحتملوه .