2024-04-26 04:50 م

قراءة في المشهد الاسرائيلي الأمريكي: المصالح العليا أقوى من الأمور الشخصية بين اوباما ونتنياهو

2014-10-08
القدس/المنـار/ هناك مصالح عليا تفرض على بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل وباراك أوباما رئيس الولايات المتحدة وضع التشنج في العلاقة الشخصية بينهما جانبا والعمل بصورة مشتركة وتنسيق كامل، والبعض في العالم العربي وخاصة في الساحة الفلسطينية يعتبر الانتقادات التي توجهها واشنطن للحكومة الاسرائيلية على خلفية البناء الاستيطاني المتواصل في القدس وباقي الاراضي الفلسطينية بأنها دليل وتأكيد على أن أمريكا لها مواقف مشجعة من الفلسطينيين.
لكن، نظرة سريعة وقبل التعمق في تحليل المشهد الاسرائيلي الأمريكي في اعقاب خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما سبقه من خطاب للرئيس الفلسطيني محمود عباس وقبله خطاب باراك اوباما الرئيس الأمريكي، فان من الواضح أن أمريكا لم تدعم الفلسطينيين في طرحهم الجديد بتحويل الصراع مع اسرائيل الى صراع للحل على طاولة الامم المتحدة وعبر آليات مجلس الأمن، وتقول دوائر سياسية واسعة الاطلاع لـ (المنــار) أن الجانب الفلسطيني لم ينجح في اقناع الادارة الامريكية باعتماد الرؤية الفلسطينية وتشجيعها بشأن ادارة المفاوضات ومرجعيتها والجدول الزمني الخاص بها، وقوبلت محاولات الوفد الفلسطيني الذي التقى وزير الخارجية الامريكي جون كيري قبل عدة أسابيع في واشنطن لاطلاعه على الطرح الفلسطيني، بموقف أمريكي رافض كليا لمناقشة هذه الخطة، أو حتى تسلم نسخة تفصيلية تتناول الرؤية العميقة للطرف الفلسطيني الذي يؤكد فيها على أهمية المفاوضات وأهمية العمل من أجل ادارة الاتصالات على أساس جدول زمني ومرجعية محددة، وتضيف هذه الدوائر أن كيري يرفض حتى التعامل مع هذا الطرح الفلسطيني، رغم ادراكه بأن هناك صعوبة حقيقية في احداث تقدم في عملية السلام بين الجانبين اذا ما بقيت الاتصالات على نفس الشكل الذي دارت فيه خلال تسعة أشهر أشرف هو شخصيا عليها. وهذه كانت اولى الاشارات المخيبة للامال، فالفلسطينيون لم يستطيعوا الحصول على تحفظ أمريكي على الأقل على خطتهم بل قوبلوا برفض قاطع وفي بعض المرات، رفض مقرون بأشكال من الترهيب لمنعهم من مواصلة مساعيهم نحو طرح مبادرتهم للنقاش في مجلس الأمن.
وترى الدوائر أن خطاب الرئيس الأمريكي في الأمم المتحدة لم يحمل الكثير من الامال للفلسطينيين، ولم يتوقف طويلا عند الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، رغم أن هذا الصراع ممتد منذ سنين وعقود طويلة، ويشكل أزمة كبيرة في المنطقة، بل كان مروا عابرا، وجاء على الموضوع الفلسطيني بشكل روتيني لا أكثر، ولم يحمل الخطاب معه ما يمكن أن يشجع الفلسطينيون على عرض وطرح رؤيتهم، وهذا الموقف الأمريكي انعكس بصورة كبيرة على جوانب الخطاب الفلسطيني في الامم المتحدة، من حيث الغضب الواضح، وفي نفس الوقت التراجع الملفت في بعض الجوانب، أما خطاب رئيس وزراء اسرائيل الغاضب على انتقادات الرئيس عباس واتهاماته لاسرائيل وجيشها بتنفيذ جرائم حرب في قطاع غزة، وما وصف اسرائيليا بخطاب التحريض على اسرائيل في الامم المتحدة، خرج نتنياهو في الهيئة الدولية ليتحدث وبشكل سريع عن المخاطر التي تهدد اسرائيل مكررا الاخطار كايران ومؤكدا على أن هذا الخطر يبقى بالنسبة لاسرائيل على رأس هذه المخاطر والتهديدات، ولم يخلو خطابه من اتهامات للفلسطينيين ومن ردود على خطاب الرئيس عباس خاصة وأنه أكد مسبقا أنه سيرد على الخطاب الفلسطيني الذي وصفه بالتحريض والمخادع، وحاول مواصلة الترويج لما بدأه خلال الحرب على غزة، من عرض مقارنة بين خصوم اسرائيل "حماس وحزب الله وبين تنظيم داعش"، كما تحدث عن احتمالات حدوث اختراقات بالنسبة لعملية السلام وحلول مع الفلسطينيين، وبأنه على استعداد لتنازلات وحلول تاريخية معلقا الكثير من الامال على التغيرات الاقليمية وعلى صعود وبروز نجم الدول المعتدلة الموالية للغرب في العالم العربي والتي تربطها علاقات وثيقة مع اسرائيل.
وتضيف الدوائر، أن نتنياهو الذي يعتبر أكثر رؤساء العالم لقاء بأوباما تفاجأ من تسريبات الجمعيات اليسارية الاسرائيلية حول وجود مخططات استيطانية ضخمة تم المصادقة عليها في حكومة اسرائيل، وصحيح أن هذه التسريبات تسببت في تلبد الغيوم فوق البيت الابيض خلال لقائه الرئيس الأمريكي، الا أن نتنياهو يدرك مدى حاجة الولايات المتحدة للتعاون مع اسرائيل في هذه المرحلة التي تشهد حربا تقودها الولايات المتحدة تحت شعار ضرب تنظيم "داعش"!!