2024-04-26 12:46 م

تفجيرات غـزة.. إرهاب مرفوض وأبعاد خطيرة!!

2014-11-07
كتب المحرر السياسي
أيا كانت الجهة التي تقف وراء التفجيرات التي تعرضت لها قيادات فتح في غزة، فان الجهة الأولى المستفيدة من هذه التفجيرات هي اسرائيل، وسوف تستغلها الى أبعد الحدود بعد أن منحها الإرهابيون منفذو التفجيرات الغطاء لمواصلة قمعها وتعدياتها وانتهاكاتها في القدس وغيرها، والاستفادة مما شهدته غزة في تخفيف حدة الانتقادات الموجهة لها في الساحة الدولية.
هذه التفجيرات وقعت في وقت تشهد فيه مدينة القدس هبة واسعة سامية الأهداف لمواجهة القمع الاسرائيلي، وعشية الاحتفالات بذكرى استشهاد القائد الخالد ياسر عرفات، وفي غزة تحديدا.. وفي ظل محاولات تجاوز القطيعة بين حركتي حماس وفتح، وأيضا في وقت تتدارس فيه القيادة الفلسطينية كيفية مواجهة التعنت الاسرائيلي في المحافل الدولية.
والجهة التي تقف وراء هذه التفجيرات هي ارهابية بامتياز، جهة ما زالت تعتقد أن الاعمال الارهابية وسيلة لتحقيق الأهداف. وتفجيرات غزة تطرح تساؤلات كبيرة وخطيرة، في مرحلة مفصلية و "تلكؤ" في اعادة الاعمار وفي مقدمة هذه التساؤلات، يبرز السؤال حول الأهداف المبتغاة.. وهنا، يكمن الكثير من التوقعات، اذا ما أردنا التعليق على هذا الحدث ومناقشته، بعيدا عن أية أهواء، دون تدخل من العاطفة، التي يجب أن تطرح جانبا في مثل هذه الاحداث ، التس تستدعي الضرورة الكشف عن منفذيها.
أولا: هذا الحادث وقع في وقت تتصدر هبة القدس وسائل الاعلام بمختلف اشكالها وتوجهاتها، هبّة اخترقت كل الدوائر المتابعة داخليا وفي الساحتين الاقليمية والدولية، ولفتت أنظار المجتمع الدولي الى ممارسات الاحتلال التي تهدد بحروب دينية، وزعزعة للاستقرار العالمي، وما حدث في غزة، أفرز منافسا لهبة القدس في وسائل الاعلام ، ولم تعد هذه الهبّة تتصدر وسائل الاعلام، وتحولت الى الدرجة الثانية، وهذا في صالح اسرائيل التي حشرت في الزاوية، وراحت الانتقادات تنهال عليها من كل حدب وصوب.
ثانيا: أحداث غزة التي مسّت بقيادات من حركة فتح، جاءت عشية توجه وفد من القيادة الفلسطينية الى القطاع وفي اطار خطوات تحقيق مصالحة عملية ، بين فتح وحماس، لما فيه مصلحة الجميع، ومناقشة ترتيبات اعادة الاعمار، وبالتالي، فان هذه التفجيرات سوف تعرقل خطوات المصالحة والاسراع في انجاز عملية اعادة الاعمار التي لا تتمناها الكثير من الجهات.
ثالثا: الانفجارات حدثت عشية الاحتفال بذكرى استشهاد القائد الخالد ياسر عرفات في مدينة غزة، وما ينتظره الجميع من تسهيلات تقدمها حماس لاقامة هذا الاحتفال في غزة هاشم، ليكون هذا الاحتفال لبنة في جدار تعزيز الوحدة الوطنية، ووقوع التفجيرات يؤثر سلبا على ترتيبات معدة بانتظار البدء بالاحتفال يوم الحادي عشر من الشهر الجاري، والحيلولة دون اقامته من شأنه التأثير سلبا على خطوات المصالحة في الساحة الفلسطينية ولا يعطي ذلك مؤشرات طيبة، دالة على نوايا سليمة.
رابعا: مثل هذه التفجيرات تفتح أبواب الصراع من جديد بين فتح وحماس، وهو صراع لن يظل محصورا في قطاع غزة، بل سيمتد ليشمل الساحة الفلسطينية كلها، فينتقل الصراع مع العدو الى صراع بين الأخوة، صراع مدمر يجلب الفوضى التي تخطط لها اسرائيل منذ زمن بعيد على غرار ما تشهده بعض الساحات في المنطقة، وفي حال حدوثه ـ لا سمح الله ـ فان اسرائيل ستواصل مخططات المصادرة والتهويد والانتهاكات وتغيير المعالم في القدس وغيرها بصورة متسارعة، وهذا، يفرض على كل فلسطيني في دائرة المسؤولية وخارجها الى الاسراع في معالجة ذيول ما حدث، وكشف الجناة الارهابيين.
خامسا: مسؤولية كبيرة تقع على كاهل حركة حماس، المسيطرة على قطاع غزة، فهي المسؤولة عن الأمن، وعيونها في كل مكان بقطاع غزة، ولديها العديد من أجهزة المتابعة والتعقب وبالتالي، مدعوة للكشف عن الجناة سريعا، وغير ذلك، تبقى الشبهة تحوم حول الحركة، استهدافا وتوقيتا وخططا مرسومة، لاهداف موضوعة.
سادسا: هذه الانفجارات من شأنها اشغال القيادة الفلسطينية عن متابعة مشوارها نحو المحافل الدولية في حرب دبلوماسية مستعرة مع اسرائيل، لذلك، لا بد من تطويق الحادث المدان، والعمل الجدي للكشف عن مرتكبيه.
سابعا: انفجارات غزة، أيا كانت تفسيراتها، ومحاولات تبريرها أو الانتقاص من أهميتها، تستهدف التغطية على ما يجري في القدس وما تتعرض له المدينة وابناؤها ومقدساتها على أيدي قوات الاحتلال ، بتعليمات من قيادة اسرائيلية لا تريد السلام، وتنفذ رغبات المستوطنين والمتطرفين في اسرائيل، دون الأخذ في الحسبان أن مواصلة هذه الاعتداءات قد تشعل المنطقة بالكامل.
ثامنا: ضرورة عدم التسرع في أية ردود فعل على تفجيرات غزة ، خاصة من جانب فتح، وهذا لا يعني قبولا بما حدث وصمتا على ما وقع، وانما هو انتظار لتحقيقات مشتركة تجريها حركة حماس بصدق وجدية بمشاركة مع حركة فتح لمعرفة الجناة وعقابهم، فهناك من يرى بأن جناحا في حماس يقف وراء الحادث، والبعض يشير بأصابع الاتهام الى مجموعة ارهابية تريد دق الاسافين وخلط الأوراق، ولكن، هناك من يعتقد بأن حماس أو أحد أجنحتها يسعى الى تخريب كل خطوات المصالحة، ونقل ما قد "يتطور" في غزة من ردود فعل الى الضفة الغربية، وهذا أمر خطير، اذا تم التأكد منه، في حين يرى آخرون بأن جهة ما، لا تحب خيرا ولا تريده لقطاع غزة، تسعى الى عرقلة اعادة الاعمار، وأيا كانت الاحتمالات والتفسيرات واطلاق الاتهامات فان حركة حماس هي المسؤولة عن تبيان الحقيقة كاملة وعلى وجه السرعة، فما حدث في غزة، هو جدّ خطير ولا يمكن السكوت عليه، ومواقف الحركة في الأيام القليلة القادمة من مسائل ومواضيع عديدة، ستكون لها دلائل كبيرة، ويكشف الكثير ، ويلقي الأضواء على حقيقة ما جرى والجهة المسؤولة والأهداف المبتغاة.
(( ملاحظة: هذه متابعة أولية وسريعة لما وقع في غزة ، وبالتالي ستكون هناك متابعات أدق وأكثر تفصيلا... في اطار وضع النقاط على الحروف)).