2024-04-26 10:10 ص

القدس "ملتهبة"... التفاهمات واللقاءات بدون خطوات عملية لن تمنع الانفجار والاشتعال

2014-11-15
القدس/المنــار/ "هبّة" القدس والدماء التي سالت في هذه المدينة، وخطورة ما تتعرض له وتشهده، دفعت قوى التأثير وأطراف الصراع، والمتخوفين من تداعيات الأحداث الى الالتقاء لوقف التدهور وامكانية الانفجار والاشتعال، في منطقة تمتلك قابلية تغيير المعادلات وتربة خصبة للمفاجآت.
حساسية الوضع في القدس أجبر راعي السلام على التحرك حيث قطع وزير الخارجية الامريكي جون كيري محادثاته في مسقط حول البرنامج النووي الايراني وتوجه الى العاصمة الاردنية، لعله يجد الخطوات الكفيلة بتخفيف وتقليل التوتر في القدس. ما شهدته الأيام الأخيرة على خلفية أحداث وهبّة القدس، اضطرت اطرافا ذات تأثير الى ادراك أن مدينة القدس هي مفتاح الاستقرار والاشتعال، ولا يجوز نجاوز هذه الحقيقة.
ولأحداث القدس دلالات كبيرة، فقد اثبتت أن المدينة محتلة، وأنها ليست جزءا من عاصمة اسرائيل كما تتدعي تل أبيب، وبالتالي، لا بد من حلول لوضعها، يسقط مفاهيم اسرائيلية بالية، والجهود التي شهدتها العاصمة الأردنية، اذا لم تحقق انجازا في هذا الاتجاه ، فان الاوضاع ستنفجر وتشتعل، وهذا سنحكم عليه بعد مرور بعض الوقت، وصحيح أن هناك خطوات اتخذت باتجاه تهدئة الأمور، الا أن نجاعتها واختبارها سيكون في الشارع، فالتفاهمات المجردة والورقية و "النوايا" لا تهدىء الشارع، وانما الخجوات العملية على الارض، خطوات يشعر بها المواطن الفلسطيني في المدينة والذي يتعرض للقتل وهدم منازله، وتلاحقه المداهمات الضرائبية من كل جانب، علاوة على حملات الاعتقال المتواصلة والمكثفة، فاذا لم يتم التراجع عن هذه السياسة التي تنتهجها اسرائيل، فان اللقاءات في عمان "مجانية"، ونتنياهو يريد الاستفادة منها انتخابيا، وهذا ما حدا بالرئيس محمود عباس الى رفض اللقاء معه بحضور أمريكي اردني.
لكن، واستنادا الى مصادر واسعة الاطلاع، فان لقاءات عمان تعكس الخوف الرسمي دون أن تعكس القلق الاسرائيلي، وفي الاردن تخوف كبير من امتداد النيران، وفي واشنطن قلق من تأثير أحداث القدس على برامجها في المنطقة الداعمة للارهاب والمستهدفة الاستقرار في العالم العربي، فأحداث القدس اضطرت الولايات المتحدة الى ايفاد وزير خارجيتها الى المنطقة لبحث قضية القدس الملتهبة، لأن القضية الفلسطينية تبقى الاساس والمركزية.