2024-04-26 03:12 ص

من هو خير جليس؟!!

2014-11-16
بقلم: إبتسام نصر الصالح 
اشتُهِرَ بيت شعر للمتنبي يقول: وخيرُ مكانٍ في الدُنى سرجُ سابحٍ وخيرُ جليسٍ في الأنامِ كتابُ. بينما الجاحظ فقد اشْتُهِرَ بتفنيده لماذا يُعتَبر الكتاب خير جليس بقوله: الكتاب هو الذي إذا نظرت فيه أطال متاعك وشحذ طباعك وبسط لسانك وجَوَّدَ بيانك وفخَّمَ ألفاظك وأنجحَ نفسك وعمَّر صدرك ومنحك تعظيم العوام وعرفت به في شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر... إنه خير جليسٍ وأنيس. *عطاء بلا حدود: الكتاب يمنحنا المتعة التي يصطحبها فيض من الفوائد الفكرية والروحية وكل هذا العطاء بلا مقابل فهو لا ينتظر من القارئ شيئاً، وكأني به ذلك الصديق الذي يقدم كل ما لديه من طاقة من أجل مساندة صديقه في كل مقاصل حياته دون انتظار أو توقع مقابل من ذلك الصديق. وأجمل ما تحمله الصداقة للإنسان هي تلك اللحظات المفاجئة التي نشعر خلالها أن هناك صديق قد مدَّ لنا يد المساعدة دون أن نطلبها منه. *رحلة جميلة: أرى رفقتي للكتاب كأنَّني أنطلق في رحلة رائعة الجمال حيث كان هدفي من رحلتي هذه أن أغيِّرَ شيئاً من رتابة الأيام فأعود من رحلتي بنشاط وحيوية وطاقة إيجابية. وإذا بي أعود من رحلتي وقد تعرَّفت على مناطِقَ في بلادي لم أقم بزيارتها من قبل، وفي جعبتي أحمل عناوين أصدقاءَ تعرفت عليهم خلال تجوالي في رحلتي، أما حقيبتي الصغيرة فقد حملت تذكارات من كل مكان وصلت إليه خلال الرحلة، وفيما يخص كتابي فهو يضم بين أوراقه زهور برية نادرة جمعتها من الطبيعة الخلَّابة في جبال بلادي، فيما قلبي يحمل طيب نسائم الهواء ووجهي يبسِم من شمسٍ وشَحته بسنابلها الذهبية، وماذا أقول لكم عن حكايات وحكايات سأبقى أرويها للأهل والأصدقاء عن رحلتي هذه. هكذا هو الكتاب بالنسبة لي وأكثر بكثير وكثير من هذا كله، إنه رحلة غاية في الجمال والمتعة والقائدة. ولكن رحلتي مع الكتاب لا تنتهي بمجرًَّد انتهائي من قراءته بل ما إن أنهي قراءة الكتاب حتى تبدأ رحلة جديدة مُستدامة تتحد خلالها المعارف الجديدة التي منحني إياها الكتاب مع ما لديَّ في منظومة أفكاري ليبدأ مرجل المعرفة بالغليان فتتولَّد أفكارٌ جديدة وأكثر حيوية وفعالية في حياتي. *هل نقرأ؟؟؟؟؟؟!!!!!! ربما يبدو التساؤل أمراً مسيئاً لمشاعر البعض من قرَّاء هذا المقال!!!! ولكني أقصد أن أحرِّك بعض الماء الراكد. هل نقرأ حقاً؟؟؟؟؟؟ ربما سيقول الجميع أنهم يقرؤون وحين نسألهم: ماذا تقرؤون؟ تأتينا الإجابات متلعثمة!!!! والآن ونحن في خضم هذه الحرب التي تشنها(أمريكة وأذنابها غربان الخليج وتركية وفرنسا وبريطانية ...الخ من الدول الاستعمارية) على سورية، في هذا الواقع المؤلم لنا جميعنا كمواطنين سوريين فإنَّ الكثيرين بل أغلبية الناس حين نطرح عليهم هكذا تساؤل: هل تقرأ؟؟؟؟ وماذا تقرأ؟؟؟؟؟؟؟؟ يجيبون بدهشة عظيمة مستنكرين: وهل هذا وقت قراءة!!!!!! البلاد تعاني من مؤامرة كبيرة وخطيرة ومن حرب مطبقة علينا وعلى سورية منذ أربعه سنوات وأنتِ تتحدثين عن القراءة؟؟؟!!! لهؤلاء أقول: لأننا في حالة مقاومة وفي حالة تصدي للحرب وللدول الاستعمارية التي تشن هذه الحرب في محاولة منها لهدم جدار المقاومة بهدف تقوية إسرائيل لتبقى القوَّة الوحيدة في المنطقة وتالياً هي كفيلة بمحو وجودنا عن خارطة البشرية والحضارة، لهذا كله علينا أن نقرأ ونقرأ ونقرأ لأننا بثقافتنا يمكننا أن نقاوم إسرائيل ومربيتها أمريكة وكل الأذناب والتوابع من الأعراب والأتراك وكل قوى الإرهاب في العالم. *لنقرأ ألوان علم سورية: الأحمر: لون دماء الشهداء الأبرياء الأنقياء البواسل من جيشنا العربي السوري ومن أطفال وشباب ورجال ونساء سورية، والأبيض: لون قلب أمنا سورية يشع حضارة ونوراً على العالمَِين، والأسود: لون بؤبؤ عيون السوريين يرقب الحياة بحب وأمل وتفاؤل والنجمتين الخضراوين: لون سهول وجبال سورية العامرة بالخير والثمار والحب. والعَلَم بيد جندي سوري يرفعه عالياً فوق ذرا البلاد معلناً للعالم أجمع أن ها هنا سورية منبع الشمس والحضارة والأبجدية فكيف لا نقرأ؟؟؟؟؟!!!!!!

الملفات