2024-04-27 02:13 ص

صانعوا مسلسل داعش ... لا يكترثون لعقول المشاهدين ..

2014-11-16
بقلم: جمال العفلق
أنه تنظيم داعش ولد من رحم السجون العراقية التي كانت تحت اشراف الولايات المتحده الأمريكية تم تجهيزة وتحضيرة وفق نهج الاسلام الغربي الذي قررت أميركا ان يكون هو الدين الجديد الذي يخدم مصالحها التوسعية اتجاه مصادر الطاقة ويضمن استمرار حروب داخلية لعقود . مولة العرب ودفعوا له ما يكفي من مال ليتمدد وفق خطوط جغرافية محدده مسبقا . ضرب كل شيء ولكنه لم يقترب من المصالح الأمريكية أو يهدد ما يسمى اسرائيل ولو بكلمة او تلميح – حلم خليفته ان يصل الى روما ولكنه وجد القدس بعيده فلم يذكرها . فعاد صانعوا التنظيم الى لعبة التسجيلات الصوتية التي تذكرنا بتسجيلات بن لادن التي كانت تأتي دائما بالوقت والمكان المناسبين وخصوصا في ذروة التعقيدات السياسية الامريكية الداخلية . فاليوم بعد انحسار دور اوباما ومحاصرته داخليا , واشاعة خبر اصابة او مقتل المدعو ابوبكر البغدادي – خرج الأخير علينا بتسجيل صوتي ليكشف ضعف التحالف الامريكي ويكذب أخباره ويترجم الدور القادم للخطة الأمريكية القادمة في المنطقة – فالرجل فصل الامور وفق الواقع ولكنه وضع اولوياته وفق المصالح الامريكية ولم يكن هذا صدفة فلم يهاجم تركيا وهي الدولة الممر للنفط الذي يبيعه وبنفس الوقت مصدر توريد المقاتلين وعبورهم وتسهيل امدادهم فالدور التركي الحالم بعودة الخلافة العثمانية لا يزعجة وجود خلافة صغرى تخدمة وتفتت ما تبقى من المنطقة وخصوصا ان تركيا تستفيد من النفط الخام واسعاره الزهيده وتبيع للتنظيم الذهب وما يلزم للبقاء ثم اكد البغدادي على محاربة ال سعود ولكنه وضع اولوية القتال على حسب تعبيرة لمحاربة الرافضة (( الشيعة )) ومن ثم ال سعود في الحجاز فهو بذلك اطال الحرب وحولها الى حرب مذهبية الى ما لا نهاية ولم يذكر طبعا تحرير القدس ولا محاربة اسرائيل وهو بذلك ينقل الخطاب الامريكي حرفيا في حماية امن ما يسمى دولة اسرائيل وهذا ليس عبثا – لان اتباع البغدادي من العامة سينفذون تعليماته وفق الشرع على اعتبار انه خليفة ولا يجوز عصيان امرة ولو ذكر الصهاينة قد تخرج جماعات وتحارب او تضرب المصالح الاسرائيليه وهذا لا ينسجم مع دور التنظيم ولا اهدافه التي صنع بالاساس لها وهي تأمين حماية ما يسمى اسرائيل وضرب القوى المقاومة التي تحارب الكيان الغاصب وخصوصا حزب الله وسورية وايران وتركيز البغدادي على السعودية في تسجيله يحمل أمر من اثنين إما ان الرجل اراد كشف خلاف بينه وبين السعودية واراد الضغط من خلال هذا التسجيل وهذا أمر استبعده انا شخصيا . والأمر الثاني أن البغدادي مكلف اليوم بتبيض صورة السعودية عالميا واسلاميا لتخرج المملكه بخطاب تقول فيه انها مستهدفة من الأرهاب وتستند في قولها على التسجيل الصوتي وانها لا تمول الجماعات المتطرفة فمن غير المعقول ان تمول من يهددها . وهذا بحقيقة الامر استخفاف بالعقول وتقليل من شأن المتابعين . فتنظيم داعش اليوم لا يمكن فصله عن المدرسة الوهابية التي لها سوابق في الحركة السياسية الاسلامية – فهي نفس الحركة التي منعت الدعاء للمجاهدين أبان حرب تموز 2006ولم تقبل احتساب من سقطوا من حزب الله شهداء . وهي نفس الحركة التي اعلنت مرارا وتكرارا ان محاربة الشيعه اوجب من محاربة اسرائيل . ولهذا نجد ان التسجيل الصوتي للبغدادي ينسجم تماما مع ما تريده اميركا في ابقاء المنطقة تحت ضربات الحروب المذهبية بالأضافة الى طلب البغدادي الصريح دخول القوات البرية فهو متأكد من ان قوى التحالف الامريكي ستضطر لارسال قاوت برية وكأنه بذلك يريد تقريب فكرة المشاركة البرية للراي العام الامريكي والعربي – مؤكد ان الضربات الجوية لا تعطل تقدم تنظيمة وهذا ما اتفق عليه الجميع وما يحدث في عين العرب كوباني يؤكد ذلك فالغارات اليوم ليست الا استعراض جوي ومن يقاتل على الارض هم اهل على عين العرب الذين صمدوا رغم الحصار الداعشي والتركي عليهم . فصانعوا مسلسل داعش لايهمهم عقل الجمهور المتابع ولا الصدق في الاحداث لان قضيتهم مرتبطه بزيادة عدد الحلقات فقط وجعل القصه تتشعب فالقضية لديهم اطالة امد الحرب معتقدين ان القوى المقاومة قدمت كل ما في جعبتها .

الملفات