2024-04-26 03:13 م

التصحيح والرقم الصعب

2014-11-18
بقلم: عبد الحكيم مرزوق *
تأتي الذكرى الرابعة والأربعين للحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد في وقت يمر فيه الوطن العربي وسورية بظروف وتحديات كبيرة نتيجة التآمر الخارجي وتصاعد الهجمة الأمريكية والصهيونية والتمزق العربي عدا تحول بعض الأنظمة العربية إلى أدوات لتنفيذ هذه المخططات الغربية والأمريكية الذي تواجهها سورية لتمسكها بثوابتها الوطنية والقومية وتعزيز القرار الوطني المستقل والسير باتجاه بناء سورية المستقبل. حققت سورية في ظل التصحيح المجيد تحولات وإنجازات ونجاحات هامة على مختلف الأصعدة وعززت من خلالها محور الممانعة العربية وكانت عاملا مهما في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا من خلال دعم مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لاستعادة الأرض العربية المحتلة والحقوق العربية المغتصبة وأسهمت في إيجاد الحلول الناجحة للمشكلات والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية والتي شكلت دائما الرافعة الأساس في منعة وازدهار وتقدم منطقتنا. رسخت الحركة التصحيحية أسس قيام نهضة شملت جميع مناحي الحياة لجهة الحركة الدؤوبة باتجاه النهوض والتطوير والتحديث الداخلي في جميع المجالات بهدف تحقيق التنمية الشاملة حيث حققت سورية على مدى أكثر من أربعة عقود قفزات واسعة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربية والتعليم حيث أرست الحركة قواعد التعددية الاقتصادية لإفساح المجال أمام القطاع الخاص ليؤدي دوره في بناء عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب القطاع العام وبدأت سورية تعزز شراكاتها الاقتصادية مع سعيها لشراكات جديدة . ما حققته سورية من انجازات على كافة الصعد والتطور شمل كافة مناحي الحياة الأمر الذي لم يعجب الدوائر الامبريالية في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل لما يشكل ذلك من قوة في وجه المشروع التآمري على المنطقة في الوقت الذي فشلت كل محاولاتهم لإركاع سورية وجرها إلى المحور العميل والخائن للقضية المحورية قضية فلسطين التي ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي لم ينفك يرتكب الجرائم والمجازر اليومية بحق أهلنا في فلسطين المحتلة ويقوم بتهجير السكان الحقيقيين ويهدم البيوت فوق رؤوسهم في ظل صمت دولي مطبق لم يعد قادراً حتى على الإدانة والتنديد بتلك الأفعال الإجرامية الوقحة التي يرتكبها العدوان بحق البشر والحجر . الدعم الذي قدمته وتقدمه سورية لمحور المقاومة في المنطقة في لبنان وفلسطين جاءت نتيجته بانتصارات ساحقة للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية على العدو الإسرائيلي مما اسقط هيبة الجيش الإسرائيلي الذي يعد من الجيوش القوية المعدودة في العالم وهذه بالطبع لم تكن المرة الأولى إذ سبق للجيش السوري البطل أن انتصر على الجيش الإسرائيلي في حرب تشرين عام / 1973/ في الحرب التي خاضها بالتعاون مع الجيش المصري الشقيق . مجمل هذه الحيثيات كان لها دور بارز في التخطيط للحرب الكونية على سورية والني بدأت منذ أكثر من ثلاث سنوات لإركاع سورية والنيل منها بتخطيط حمل بصمة الأمريكي وتنفيذ دول كثيرة عربية وأجنبية كانت تؤرقهم السياسة السورية وتجعلهم يشاهدون الكوابيس في أحلامهم نظرا لما حققته من أمن واستقرار على الصعيد الداخلي ونهضة وانتعاش على كافة الصعد حتى أن سورية كانت خلال السنوات الماضية هي الدولة الوحيدة التي ليس عليها أي مديونية في العالم وقطعت خطوات كثيرة في طريق نهضتها الاقتصادية وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لم ترضخ للإملاءات الأمريكية وقالت بالفم الملآن لا للأمريكان ولمبعوثيهم إلى سورية في الوقت الذي كان بعض حكام وملوك وأمراء وساسة بعض الدول العربية عبارة عن منفذين لرغبات الغرب في كل شيء وربما حتى في الأحلام التي سيشاهدونها . وحدها كانت سورية الرقم الصعب الذي استعصى على الدوائر الغربية وأمريكا في طليعة تلك الدول التي وضعت المخططات لإسقاط النظام في سورية وإحلال نظام آخر يكون مطيعاً لكل الإملاءات الخارجية ، وعلى مدى السنوات الماضية من عمر الأزمة التي تكالبت عليها كل قوى الشر والعدوان وتم خلالها توريد مرتزقة ومقاتلين من أكثر من ثمانين دولة تم دعمهم بالسلاح والعتاد من بعض الدول التي تنادي بالحريات والديموقراطيات وهي أبعد ما تكون عن ذلك وقدمت الأموال الطائلة من دول ومشيخات الخليج العربي ومنها قطر والسعودية التي أصبحت في يوم وليلة تنادي بالديموقراطية والحرية ... هل يعقل أن دولة لا تعرف ألف باء الحرية أن تطالب بالحرية .. إن هذا يدل على الغرق في التآمر والخيانة التي ارتكبها النظام القطري والسعودي بحق سورية ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد فقد شاركت القيادة التركية في تسهيل مرور المرتزقة للقتال في سورية ... ان كل ما حصل من تأمر وقتل وتدمير لم يضعف سورية ولا شعبها وقد حققت بصمودها الانتصارات تلو الانتصارات على المشروع التآمري الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وأذنابها في المنطقة ويمكن القول ان الجيش العربي السوري البطل قد حقق بصموده انتصارات كثيرة أولها الانتصار على المشروع التآمري الذي أصبح في حلقته الأخير وثانياً الانتصار على المرتزقة والخونة الذين طردهم من معظم المناطق التي دخلوها وهناك أمثلة كثيرة لا يتسع المجال لذكرها وفي معظم أنحاء القطر العربي السوري ولعل الأبرز في حمص إخراج المرتزقة والمسلحين من حمص القديمة حيث أصبحت مدينة حمص خالية من المسلحين ولم يتبق سوى حي الوعر الذي سيعود قريبا إلى حضن الوطن . تحية إلى جيشنا البطل الجيش الصامد الذي يقاتل الأعداء المرتزقة الذين باعوا أنفسهم للشيطان الأمريكي والذين جاؤوا من أصقاع الأرض ليلاقوا حتفهم في سورية على أيدي أبطال جيشنا الأشاوس الذين عاهدوا الله والوطن أن يحققوا الأمن والأمان ويطهروا كل المناطق من رجس هؤلاء الإرهابيين المرتزقة حتى يتحقق النصر على الأعداء في الداخل والخارج لنحتفل جميعاً في القريب العاجل بنصر سورية الذي بدأت تلوح في الأفق بشائره أمام العالم اجمع . 
*كاتب وصحفي سوري

الملفات