2024-05-08 06:18 م

التنسيق السعودي الاسرائيلي حول النووي الايراني يمتد الى "ادارة آمنة" للصراع الفلسطيني الاسرائيلي

2014-11-25
القدس/المنــار/ رغم عدم تحقيق أي انفراج حقيقي في المفاوضات بين إيران والدول الغربية التي استضافتها العاصمة النمساوية، الا أن هناك بعض "الامور الايجابية" التي تبحث على هوامش هذه المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني، وبالاضافة الى الدول الكبرى التي شاركت بصورة فعلية في المفاوضات مع ايران حول مشروعها النووي، كانت هناك دول في الشرق الأوسط تتابع سير هذه المفاوضات في الجولة الحاسمة في فيينا قبل الاتفاق بين المتفاوضين على التمديد حتى شهر تموز المقبل، وعلى رأس هذه الدول السعودية واسرائيل.
فالسعودية التي تمنت أن تكون طرفا أكثر فعالية، وعدم الاكتفاء بالاختباء وراء الكواليس واطلاق التصريحات والتحذيرات، أو العمل الدبلوماسي الصامت تخريبا وعرقلة في كثير من الاحيان، لم تتمكن أن تخرج من دائرة الصغار الى نادي الكبار للتأثير في هذا الملف.
وتقول دوائر سياسية لـ (المنــار) أنه في اطار بحث النظام السعودي عن هذا الدور، أقامت السعودية تحالفا عميقا مع اسرائيل، مبنيا على وحدة المصالح، ولعب الجانبان "كتفا الى كتف" دورا تخريبيا وتشويشا مقصودا متعمدا وتعطيلا على سير المفاوضات بين الدول الغربية وايران، ليس فقط في محطتها الأخيرة بالعاصمة النمساوية، بل منذ بدء هذه المفاوضات، وعمليات التشويش والعرقلة هذه، تأخذ اشكالا مختلفة من بينها تسريب معلومات ملفقة بهدف التأثير على اللاعب الايراني، أو اللاعب الامريكي لاحداث انهيار في هذه المفاوضات، ولم تغب محاولات الرياض وتل أبيب عن التأثير على فرنسا من أجل القيام بمهام تعطيل وتعويق، وحتى تكون فرنسا الجناح الصقوري في المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني، يمنع التوصل الى اتفاقيات دائمة مع طهران، تصب في صالح الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وكشف دبلوماسي فرنسي مطلع على سير الاتصالات بين ايران والدول الغربية لـ (المنــار) ما يجري في الكواليس من اتصالات على هامش المفاوضات، أن هناك بعض الامور الايجابية التي تحققت ، التي لا صلة لها بشكل مباشر بالملف النووي الايراني، لكنها، ملفتة الى حد كبير، ومن بين هذه الأمور ما يتعلق بالمستوى العالي من التعاون والتنسيق في المواقف حولى البرنامج النووي الايراني بين النظام السعودي واسرائيل، وتحدث الدبلوماسي الفرنسي عن أن هناك أهمية لاستغلال هذا التعاون السعودي الاسرائيلي الملفت واستنساخه في ساحات متأزمة، يمكن للبلدين "التعاون" لحل المشاكل فيها، وفي مقدمة هذه الازمات والصراعات، الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولا يستبعد الدبلوماسي الفرنسي أن يكون هناك دور ما تقوم به السعودية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية على الاقل نحو "ادارة آمنة للصراع" وهو ما تبحث عنه اسرائيل في هذه المرحلة التي يصفها الدبلوماسي الفرنسي بأنها من أخطر المراحل التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط، وأنه لا يمكن في اطار الاهتزازات المتواصلة التي تشهدها المنطقة بناء اساسات لاتفاقيات دائمة تقبل بها اسرائيل مع الجانب الفلسطيني، وأن الافضل هو ضمان الهدوء على جبهة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والالتفات الى مسائل أخطر أبرزها المشكلة الايرانية والتأثير الايراني في منطقة الشرق الاوسط، وهذا الأمر أيضا يعتبر عاملا مشتركا مقبولا على القيادتين الاسرائيلية والسعودية.