2024-04-26 11:33 م

من وحي تشرين

2014-11-26
بقلم: جمال رابعة *
في جنيف عام 2000 عندما ذهب القائد الخالد حافظ الأسد للقاء كلينتون اعتقد الأخير وتحت عامل الوقت أن القائد الخالد سيمرر عبارة وردت بأحد نصوص الاتفاق ( انسحاب من حدود متفق عليها ) لكن القائد الخالد تعامل مع استراتيجية أن الوقت لا يزال هناك فيه فسحة طويلة وأعلم كلينتون بعدم موافقته وأسلم روحه الطاهرة بعد أقل من شهر إلى بارئها. استطاع عظيم هذه الأمة وعبر فترة قيادته أن ينقل سورية نقلة نوعية من دولة تتقاذفها الأمواج عبر مراكز القرار والتحالفات الدولية إلى دولة محورية مركزية ونقطة توازن اقليمي ودولي ينظر إليها صناع القرار في العالم نظرة الإحترام والحاجة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين . من دمشق حافظ الأسد انتصر العرب في حرب تشرين وكسرت مقولة تفوق العدو الصهيوني من دمشق حافظ الأسد صينت وحدة شعب وأرض لبنان بعد أن كانت السفينة تقف قبالة شواطئه لترحل جزء من شعبه خارج حدود الوطن وتكرس التقسيم . من دمشق حافظ الأسد انتصرت المقاومة العربية في لبنان وطردوا الغزاة الصهاينة من بيروت وأصبحت المقاومة قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب بالمنظور الصهيوني والأمريكي وانتصر لبنان والعرب من دمشق حافظ الأسد وبنظرته الثاقبة وقدرته على استشراف المستقبل وبمبادئه الاستراتيجية وقف إلى جانب الثورة الإيرانية الوليدة وكانت مساهمة دمشق كبيرة في انتصار هذه الثورة بما قدمته دمشق من دعم على كل المستويات وهذا ما جاء على لسان أكبر قادة الثورة الإيرانية بدور دمشق بانتصار ثورتهم . من دمشق حافظ الأسد كانت وما زالت فلسطين في القلب والوجدان والبوصلة التي نهتدي إليها بقرارات الحرب والسلم يوم ناداهم القائد في مفاوضات مدريد للتفاوض بوفد عربي واحد وعدم التفرد بكل دولة على حدة لكن كان هناك شطط واتفاقات من وراء الكواليس أضعفت قوة القرار العربي ونتائجه وما نشهد اليوم على مستوى القضية الفلسطينية يؤكد ما كان ينظر إليه القائد الخالد أسلم الروح وسلم الراية إلى خير حافظٍ لقدسية وأهداف الأمة فكان القائد المقاوم بشار حافظ الأسد , فيا أيها العرب تذكروا إنما الذكرى تنفع المؤمنين.
*عضو مجلس الشعب السوري

الملفات